أعلن وزير الاتصال المغربي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، ان قناة تلفزيون وطنية مغربية ناطقة بالامازيغية (بربرية) ستبدأ البث في غضون الاشهر التسعة الاولى من عام 2009. واوضح الوزير الذي كان يتحدث، عقب توقيع ملحق عقد بشأن ولادة القناة الامازيغية، التي ستكون الاولى من نوعها في المغرب العربي، ان «المشروع يشكل لبنة أخرى من لبنات تثبيت الهوية المغربية بتراكماتها الغنية وروافدها المتنوعة التي تحتل فيها الثقافة الأمازيغية موقعا متميزا». ويتطلب اطلاق هذه القناة رصد 57 مليون دولار على مدى 4 سنوات.
وقال خالد الناصري، عقب توقيع على الملحق التعديلي «للعقد ـ البرنامج» المتعلق بالترتيبات النهائية لانطلاق القناة التلفزيونية الأمازيغية، بين الدولة والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربية بالرباط، إن التوقيع يروم خلق الإطار القانوني والعملي المناسب الذي سيمكن من الشروع في التدابير النهائية لإطلاق هذا المشروع الإعلامي الكبير. وأكد أن هذه القناة ستجسد التنوع الثقافي والحضاري الذي ميز الهوية المغربية على مر العصور، مضيفا أن هذا المنتوج، الذي سيشكل إضافة نوعية في المشهد الإعلامي، سيعكس من خلال برامجه مغرب الحداثة والديمقراطية والانفتاح. وحول التأخير المسجل في إطلاق القناة أوضح الوزير المغربي أن إحداث قناة وطنية باللغة الامازيغية «ليس مهمة سهلة». وأوضح «ان احداث قناة عامة كبيرة ناطقة بالبربرية يتطلب جهودا والكثير من الاختبارات. ويجب تدريب الصحافيين وانشاء ارشيف وانتاج الكثير من البرامج خصوصا المنوعات والالعاب».
واكد انه ثمة «ارادة سياسية» ليرى هذا المشروع النور في افضل الظروف، مشددا على ان اللغة البربرية «تشكل مكونا للهوية المغربية». وحتى الآن تقوم القناتان الأولى والثانية للتلفزيون المغربي (حكومي) يوميا عند منتصف النهار ببث نشرة اخبار باللغة الامازيغية علاوة على برامج وأغان وإعلانات. كما تبث الاذاعة الوطنية برامج يومية بهذه اللغة.
بدوره، اعتبر صلاح الدين مزوار، وزير المالية والاقتصاد، أن إحداث القناة الأمازيغية يعد مؤشرا قويا على التحول الجوهري والهيكلي الذي يشهده المجتمع المغربي، مشيرا إلى أن القناة التلفزيونية الأمازيغية، ستضطلع بالتعريف بالعمق التاريخي للمغرب، وإعطاء صورة حقيقية عن الثقافة الأمازيغية للأجيال الحالية والمستقبلية.
وأكد فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربية، أن انطلاق القناة التلفزيونية الأمازيغية يكرس التطور الذي يعرفه الإعلام المسموع والمرئي الوطني.