«الجبهة الثورية الأفغانية» تحذر باريس.. وتزرع 5 عبوات في أكبر متاجر العاصمة الفرنسية

أمهلت القوات الفرنسية حتى فبراير المقبل للانسحاب من أفغانستان

رجلا شرطة يفتشان المتجر مع كلب مدرب بحثا عن اصابع الديناميت (ا.ب.ا)
TT

اختارت «الجبهة الثورية الأفغانية» غير المعروفة حتى الآن، الفترة التي تسبق أعياد الميلاد ورأس السنة لتوجيه رسالة لفرنسا تطلب فيها انسحاب القوات الفرنسية العاملة في أفغانستان قبل حلول شهر فبراير (شباط) القادم، عبر زرع خمسة أصابع ديناميت غير معدة للتفجير في متجر «لو برينتان»، احد أكثر الأماكن ازدحاما في العاصمة الفرنسية. وغرقت المنطقة المحيطة بالمتجر، والقريبة من مبنى أوبرا باريس، في ازدحام سير خانق، بعد أن أغلقت أجهزة الشرطة المنافذ المؤدية اليها، ومنعت الدخول بانتظار إجراء عمليات التفتيش اللازمة قبل إعادة فتحها أمام السير والمتسوقين.

وتأتي العملية التحذيرية بعد اقل من 48 ساعة على الاجتماع الذي دعت اليه وترأسته باريس لدول الجوار الأفغاني، بمشاركة الدول الخمس الكبرى والهند والدول الكبرى المساهمة بقواتها في إطار القوة الدولية العاملة في أفغانستان، في محاولة للدفع باتجاه تعاون أقليمي من أجل محاربة الإرهاب والمساعدة على توفير الاستقرار في المنطقة.

وسارع رئيس الجمهورية الذي كان موجودا في ستراسبورغ أمس، لإلقاء خطاب أمام البرلمان الأوروبي ودعا الى «الحذر في مواجهة الارهاب». وقال: «إن الحذر في مواجهة الإرهاب هو الخط الوحيد الممكن سلوكه لأن كل شيء يمكن أن يحصل، وكذلك الحزم لأننا لا يمكن أن نساير الإرهابيين بل نحن نقاتلهم».

ووجهت «الجبهة الثورية الأفغانية» رسالة الى وكالة الصحافة الفرنسية تتضمن مطالبها من الدولة الفرنسية، وهي تتلخص بانسحاب القوة الفرنسية التي يصل عديدها الى أقل من ثلاثة آلاف جندي، من أفغانستان. وقالت الجبهة في رسالتها: "أوصلوا هذه الرسالة الى رئيس الجمهورية لكي يسحب جنوده من بلادنا قبل شهر فبراير (شباط) وإلا سنبادر الى استهداف المراكز الكبرى الرأسمالية من غير أن نحذركم مجددا». وتم وضع الرسالة في البريد يوم الاثنين في حي لافيليت الواقع شرق باريس الساعة السادسة عصرا، ووصلت الى مبنى وكالة الصحافة الفرنسية صباح أمس ما بين الساعة الثامنة والتاسعة. وتضمنت رسالة «الجبهة» تفاصيل دقيقة مكنت أجهزة الشرطة والأمن من العثور على العبوات. وجاء في الرسالة: «لقد وضعنا عدة قنابل في مخازن برينتان الخاصة بالرجال، إحداها في مرحاض الطابق الثالث وستجدونها وأنتم داخلون اليها، وإذا لم يتدخل أحد «لاكتشافها» فإن هذه القنابل ستنفجر قبل يوم الأربعاء».

وكان ساركوزي قد قرر الربيع الماضي زيادة عديد القوة الفرنسية بإرسال 700 رجل اضافي. وفي شهر آب (أغسطس) الماضي، منيت القوة الفرنسية بخسائر بشرية كبرى حيث فقدت عشرة جنود من المظليين وجرح عشرون آخرون في كمين شرق كابل. وربطت الأجهزة الفرنسية بين أصابع الديناميت في مخازن «لو برينتان» و بين الإنذار الذي وجهه أحد قادة طالبان منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في شريط فيديو بثته قناة «العربية» الفضائية، ويحذر فيه فرنسا من عمليات داخل العاصمة باريس في حال لم تسحب قواتها من أفغانستان. وجاء في الرسالة المذكورة ما يلي: «لقد قتلنا عشرة جنود فرنسيين اليوم لتوجيه رسالة للفرنسيين من أجل أن يصححوا أخطاءهم وأن يسحبوا جنودهم. ولكن إذا لم يستجيبوا لطلبنا فإنهم سيسمعون ردنا في باريس». وسارعت وزيرة الداخلية ميشال أليو ماري الى التوجه الى مكان الحادث فور سماعها النبأ. كذلك توجه الى المكان عمدة باريس برتراند دولانويه. وقال الأخير إنه يجب التزام الحذر «اكثر من أي وقت مضى خصوصا في إطار وضع دولي متوتر». ودعا دولانويه الباريسيين الى الحفاظ على هدوئهم. وبحسب معلومات الشرطة، فإن الكلاب البوليسية هي التي اكتشفت العبوات الموضوعة في مرحاض الطابق الثاني. وبحسب الناطق باسم شرطة باريس، فإن مخازن لو برينتان وحدها التي تم تفتيشها. ولم تخضع مخازن غاليري لافاييت القريبة للتفتيش.

وفتح الادعاء العام في باريس تحقيقا أوكله الى قسم مكافحة الإرهاب التابع له والى كتيبة مكافحة الجريمة. وعمدت الأجهزة الأمنية الى تعزيز إجراءات الحراسة المعززة أصلا. وتتم التحريات حاليا لمعرفة ما إذا كانت الجبهة الثورية الأفغانية موجودة حقيقة ومن هي الجهات التي تقف وراءها. وليست هذه المرة الأولى التي تتلقى فيها فرنسا تهديدات خارجية المصدر. وقالت وزيرة الداخلية إنه «يتعين الحذر» من المؤشرات التي تتضمنها رسالة التهديد إذ أن المقصود منها قد يكون «إضاعة» المحققين.

وخلال السنوات الأربع والثلاثين الماضية، ضربت باريس عشرة تفجيرات إرهابية أهمها حصل في العام 1986 حيث انفجرت قنبلة أمام مخازن «تاتي» الشعبية فقريبا من برج مونبارناس وأوقع الانفجار 6 قتلى و55 جريحا.

وفي قضية منفصلة، اعلنت مصادر مطلعة أن الشرطة الفرنسية اوقفت أمس سبعة اشخاص يشتبه بانتمائهم الى التيار الاسلامي المتطرف، في باريس. وحسب المصادر نفسها، فانه يشتبه بأن تكون للموقوفين علاقة باشخاص آخرين امضوا فترة في بلدان تنشط فيها حركات متطرفة، في العراق على سبيل المثال. وقالت المصادر انه يشتبه في ان واحدا من الموقوفين السبعة على الاقل «وجه تهديدات على الانترنت».