اليونان: هدوء في أثينا بعد أعمال عنف استمرت 11 يوما

رئيس الوزراء يعترف بخطئه في معالجة بعض القضايا

TT

عاد الهدوء أمس إلى شوارع العاصمة أثينا، بعد مواجهات وصدامات بين الطلاب المتظاهرين وقوات الشرطة، استمرت 11 يوما، وبدأت بسبب مقتل صبي يبلغ من العمر ستة عشر عاما على أيدي أحد رجال الشرطة.

ونظم عدد من الطلاب أمس مسيرات سلمية وقاموا بإغلاق عدد من الشوارع المحيطة بالمدارس، وعدد من الميادين العامة. وخلال هذه الاحتجاجات شرح التلاميذ للمارة مطالبهم وآراءهم عبر منشورات مدرسية. كما تجمع قرب مقر شرطة اكسارخيا بدعوة من لجنة أهالي الحي ومجموعات يسارية، عدد كبير من سكان المنطقة وطلاب وتلاميذ من مختلف الاماكن.

وتنظم اليوم مسيرة أمام مبنى المحاكم العام في منطقة إيفرييدون في الثانية عشرة ظهرا، ثم ينضم الطلاب المحتجون إلى مظاهرة اتحادات الجبهة النقابية العمالية الشيوعية التي تنظم في السادسة مساء في ميدان أمونيا وسط اثينا بمناسبة جلسة مناقشة الميزانية في البرلمان التي سوف تبدأ في الأسبوع الحالي .

من جهته أعلن رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كارامنليس أمس أثناء لقائه أعضاء اللجنة المركزية للحزب المحافظ الحاكم، عن مسؤوليته وخطئه الشخصي في التعامل مع فضيحة العقارات التي أدارتها الحكومة والتي قضت بمبادلة عقارات بين دير في جبل اثوس والدولة.

وأكد كارامنليس أن البطالة ومشاكل الشباب تتصدر أولوية الإصلاحات الحكومية، وان الشغل الشاغل لحكومته هو كيفية تأمين مستقبل هؤلاء الشباب وتوفير فرص العمل المناسبة لهم ومنحهم الثقة في المستقبل. وفي الوقت نفسه، ذكر أن «الذين انتهزوا فرصة مقتل الصبي وقاموا بأعمال عنف وتخريب، ما هم إلا أعداء الديمقراطية وأعداء للدولة».

وقال كارامنليس «ان المشكلة مع الدين العام للبلاد مرتبطة بكلفة المال، وأن الأحداث الأخيرة التي تشوه صورة البلاد، تجعل الجهود (لمواجهة خفض الدين) اكثر صعوبة». وبلغ الدين العام في اليونان في العام 2008 اكثر من 93 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي. وعلى اليونان ان تدفع 12 مليار يورو في العام 2009 من ديونها، اي 19 في المائة من عائداتها، ونحو 5 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي.

من جهتها، أوضحت لجنة تنسيق الحركة الطلابية ان نحو 600 مدرسة تعليمية في اليونان، ما بين مدارس إعدادية وثانوية ومعاهد، لا تزال محتلة من قبل الطلاب، وكذلك عدد من المؤسسات الجامعية في اثينا وثيسالونيكي شمال البلاد. إلا ان وزارة التربية والدين قالت ان العدد الاجمالي للمؤسسات التعليمية المحتلة لا يتجاوز المائة.

من جانبها، شددت وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكوياني في مقابلة اجرتها معها مجلة «دار سبينغال»، تعليقا على أعمال الشغب في أثينا، على أنها كانت تنتظر ما حدث في البلاد، مشيرة إلى أن في الآونة الأخيرة تكثفت الصدامات مع ما يسمى «فوضويي الحكم الذاتي»، ووصفتهم بأنهم «مجموعة يسارية متطرفة». وشددت باكوياني على أن مقتل الصبي سهل خروج الناس إلى الشوارع، وأن الأزمة المالية وصعوبة الاوضاع الاقتصادية ادتا الى ردة فعل شبابية تخوفا من المستقبل وعدم الأمان، مؤكدة أن الحكومة لن تعلن عن إجراء انتخابات مبكرة.