«ميغ ـ 29» تعزز طاقات الجيش اللبناني على المستوى الداخلي

تجهيزاتها الإلكترونية تحدد قدرتها على المواجهة

TT

«ميغ ـ29» طائرة من الجيل الرابع، مّعدّة لتقاتل الطائرات من نوعها في حلف الناتو، مثل ال «إف ـ16 » والـ«إف ـ 17».

دخلت الخدمة في العام 1983. مهمّتها الاساسيّة هي تحقيق السيطرة الجويّة. ولذلك، هي مجهزّة بصواريخ جوّ ـ جوّ، جوّ ـ ارض، وبمدافع رشّاشة. أما في معناها العسكريّ ـ السياسيّ لبنانيّا فهي تمثل تحوّلا مهمّا. فالطائرة تزيد قدرات الجيش على نحو لافت، خاصة على المستوى الداخليّ. لكنها في الوقت نفسه، تتطلّب من الجيش إعداد الطيّارين والتقنيين واختصاصيّي الذخيرة، وكل ما له علاقة بتحضير الطائرة. وهذا امر يتطلّب وقتا ـ لا يقلّ عن سنة لتصبح عملانيّة ـ ومالا وجهودا مستمرّة. كذلك، تتطلّب من الجيش إدخالها في منظومته العسكريّة، أي العقيدة العسكريّة الحاليّة. فكيف ستتناسب هذه الطائرات مع الاستراتيجيّة الدفاعيّة المُتخيّلة والتي ليست متبلورة بعد، في ظلّ مطالبة جميع الافرقاء السياسيّين المحليّين بنوعيّة قتال غير تقليدي ضدّ اسرائيل. وكيف ستتجانس هذه الطائرات الشرقيّة مع الطائرات الغربيّة التي يملكها الجيش، على قلّتها؟

وأخيرا وليس آخرا، وإذا كانت مهمّتها هي السيطرة الجويّة، فهذا يعني انها تقريبا غير مناسبة للدعم الجويّ المباشر لقوى البرّ. بكلام آخر، هي غير صالحة لقتال المدن ـ على شاكلة حرب نهر البارد ـ اللّهم إلا إذا أُعطي لبنان معها قنابل ذكيّة. أما في معناها الاستراتيجيّ اقليميّا، فبغضّ النظر عن مداها الجويّ، وهو قصير نسبيا، تستطيع الـ«ميغ 29» خرق اجواء كلّ من سورية واسرائيل، نظرا الى صغر مساحة لبنان.