اليونان: تجدد المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين بعد هدوء استمر أياما

إصابة تلميذ برصاصة مجهولة المصدر

TT

شهدت اليونان تظاهرات جديدة امس في اثينا ومدن اخرى، احتجاجا على مقتل فتى برصاص الشرطة قبل 13 يوما، تجددت خلالها المواجهات بين الطلاب والشرطة للمرة الاولى منذ ايام بعد هدوء حركة الاحتجاج الاولى وذلك وسط انتشار كثيف للشرطة في العاصمة التي شلت التظاهرات الحركة فيها، ومع ترقب تنظيم تحركات تضامنية في اوروبا.

وتجمع نحو ثلاثة آلاف من طلبة المدارس والجامعات والاساتذة في وسط اثينا بعيد الظهر في ساحة امونيا في وسط المدينة بدعوة من الحزب الشيوعي اليوناني ثم ساروا في هدوء نحو البرلمان. واحتشدت مجموعة ثانية بدعوة من نقابات واتحادات المعلمين والطلبة ومنظمات يسارية امام جامعة اثينا. ورفع المتظاهرون يافطات كتب عليها «الحداد لا يكفي، النضال مستمر»، و«العقاب للمذنبين» و«دولة قتلة». وتوجهت المجموعة الثانية الى البرلمان على بعد كيلومتر من المكان.

والقى محتجون قنابل حارقة على الشرطة خارج مقر البرلمان كما اشتبك المتظاهرون الذين كانوا يلوحون بالأعلام الحمراء مع الشرطة التي فرضت طوقا حول البرلمان. وقام نحو سبعة آلاف شخص بمسيرة تجاه البرلمان للاحتجاج على السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تتبعها الحكومة المحافظة.

وفي سالونيكي، ثاني مدن البلاد، تظاهر نحو 300 شخص بعيد الظهر. وأصيب تلميذ مدرسة ثانوية بجروح طفيفة برصاص مجهول المصدر مساء اول من امس أمام مدرسته في بيريستيري في ضاحية اثينا الغربية على ما افاد امس مصدر في الشرطة لوكالة الصحافة الفرنسية. واصيب التلميذ البالغ من العمر 16 سنة في المعصم برصاصة لم يعرف مصدرها فيما كان يتحدث الى تلاميذ اخرين على مسافة حوالى مئتي متر من المدرسة في شارع للمشاة.

وبحسب العناصر الاولية التي جمعتها الشرطة، فإن التلميذ وهو ابن نقابي معروف في نقابة الاساتذة اليونانيين، أصيب برصاصة أطلقت من بندقية ضغط وقد أعلنت الشرطة انه لم يكن هناك أي من عناصرها في المنطقة عند وقوع الحادث.

ورفع خمسون شابا لافتتين على الاكروبوليس في اثينا دعت إحداهما الى تظاهرات في اوروبا اليوم تضامنا مع التظاهرات المقررة في اليونان، فيما كتبت على اللافتة الثانية كلمة «حرية» باليونانية والفرنسية والانكليزية والايطالية والالمانية.

واعلنت نقابة الاساتذة واتحاد العمال اليونانيين، كبرى النقابات اليونانية، في بيانين دعمهما للتظاهرات .

وفرض طوق امني ظهر امس في وسط اثينا وطلبت السلطات من السكان تجنب التوجه الى هذه المنطقة. وجرت اخر تظاهرة كبيرة للطلاب قبل اسبوع وقد ضمت خمسة آلاف من الشباب والاستاذة والاهل. ومن المتوقع تنظيم تظاهرات في باتراس (جنوب) وفريفيزا (غرب) ومدن يونانية اخرى. وأعلن الاتحاد العام للشغل وقف العمل لمدة ثلاث ساعات بعيد الظهر وتنظيم تجمع أمام وزارة الصحة احتجاجا على سياسة «التقشف» التي تنتهجها الحكومة اليمينية، قبل تصويت البرلمان الاحد على مشروع الموازنة للعام 2009 . كذلك دعت المنظمات المناهضة للعنصرية، والمدافعة عن المهاجرين، الى تظاهرة مساء امس في وسط اثينا للمطالبة بـ«المساواة لجميع المواطنين في اوروبا».

وافادت تنسيقية طلاب الثانويات بأن التعبئة تعززت باحتلال حوالي 600 مدرسة وثانوية، غير ان وزارة التربية افادت بان عدد المؤسسات المحتلة لا يتعدى المائة. ولا يزال المحتجون يحتلون عدة جامعات في انحاء مختلفة من اليونان منذ بدء الاضطرابات.

وأدى توقف عن العمل لمدة ثلاث ساعات، من جانب عمال القطاع العام، الى وقف كل الرحلات الجوية، ما عدا رحلات الطوارئ. وتوقفت خدمات النقل في الحضر، في حين اضرب الأطباء والمدرسون، مما أعاد للاذهان الاضراب الذي استمر 24 ساعة، على مستوى البلاد الاسبوع الماضي.

واشتبك مئات من الطلبة مع الشرطة خارج مباني جامعة اثينا، واحرقوا ثلاث سيارات، كما احرقت مجموعة من الشبان سيارة لقوات الأمن. واغلقت المتاجر ابوابها وفر المتسوقون من الشوارع.