وزير الخارجية الألماني السابق ينفي تعاون استخبارات بلاده مع نظيرتها الأميركية في حرب العراق

معلومات عن تلقي الأميركيين معلومات من عميلين ألمانيين عن تحركات صدام حسين

TT

أكد وزير الخارجية الألماني السابق يوشكا فيشر، أمام البرلمان الألماني، امس معرفته بوجود عميلين من الاستخبارات الألمانية في بغداد، اثناء اندلاع الحرب الأخيرة على العراق، إلا انه نفى أن يكون الرجلان قد أوصلا معلومات إلى الاستخبارات العسكرية الاميركية. ووصف فيشر التهم «باللغو الفارغ». وقال إن توجيهات الحكومة الألمانية إلى الرجلين كانت تقضي بضرورة حجب المعلومات الاستخبارية عن الآخرين.

وكان النقاش حول موضوع المساعدات، التي قدمتها الاستخبارات الألمانية (بي أن دي) إلى الجيش الأميركي، والتي أدت الى بدء العمليات العسكرية ضد حكومة صدام حسين عام 2003، قد التهبت مجددا بعد مقابلة لمجلة «دير شبيغل» مع جنرال أميركي سابق، قال إن معلومات رجلي الاستخبارات الألمانية كانت بالغة الأهمية بالنسبة للجيش الأميركي. ووصف الجنرال جيمس مارك للمجلة معلومات رجلي الاستخبارات الألمانية بانها «لا تقدر بثمن». وسارع الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي حكم ألمانيا خلال تلك الفترة بالتحالف مع حزب الخضر، إلى نفي هذه المعلومات ووصفها «بالملفقة».

وقال فيشر، من حزب الخضر، أمام لجنة التحقيق البرلمانية الخاصة بالموضوع، إنه كان على معرفة تامة بنشاط العميلين الألمانيين ببغداد، ووصف العملية «بالمهمة» بالنسبة للقيادة الألمانية السابقة بقيادة الاشتراكي غيرهارد شرودر. وأكد فيشر أنه أعطى الضوء الأخضر للعميلين بضرورة بدء نشاطهما الاستخباري ببغداد، بهدف الحصول على المعلومات حول مستجدات الوضع من مصادر ألمانية.

ونفى وزير الخارجية السابق معرفته بنقل المعلومات المهمة من العميلين الألمانيين إلى الاستخبارات الأميركية، وقال إنه لم يجر أي حديث حول ذلك في الحكومة. وأضاف أن التعليمات التي نقلت من حكومته إلى العميلين كانت شفاهية وليست تحريرية، وأنه «لم يكن مطلعا على النشاط العملياتي للعميلين ببغداد».

وردا على سؤال حول مناقشة موضوع نقل المعلومات إلى الطرف الاميركي مع رئيس الاستخبارات الألمانية السابق اوغوست هيننج (وكيل وزير الداخلية حاليا)، ذكر فيشر أنه لم يتحدث في موضوع حجب المعلومات مع هيننج حينذاك، لأنه لم تكن لديه أية شكوك حول التزام رئيس المخابرات بمبادئ كتمان الاسرار داخل الحكومة. ورجح فيشر أن يكون نقل المعلومات إلى الطرف الأميركي قد تم بتصرف خاص من رجلي المخابرات.

واعترف فيشر بأنه التقى رجلي المخابرات الألمانيين في العاصمة الأردنية عمان في ديسمبر (كانون الأول) 2003 وشكرهما على نشاطهما. وقال إن الرجلين أديا عملا جيدا محفوفا بالمخاطر، مضيفا أن الاستخبارات الأميركية لم تكن بحاجة إلى معلومات الرجلين وأن لديها مصادرها الموثوقة الخاصة.

وكان موضوع العميلين الألمانيين ببغداد، ونقلهما للمعطيات حول تحركات القيادة العراقية وقطعاتها، قد القى ظلالا ثقيلة من الشك على ادعاءات حكومة شرودر الوقوف على الحياد في الحرب. وذكرت مجلة «دير شبيغل»، حينها أن الرجلين نقلا للأميركيين مكان اجتماع القيادة العراقية ببغداد، وتلا ذلك القصف الاميركي المتأخر لمكان الاجتماع وبدء حرب اسقاط صدام حسين.

ومعروف أن متحدثا باسم الاستخبارات الألمانية اعترف عام 2006 بأن العميلين الألمانيين غادرا السفارة الألمانية، بعد اغلاقها ببغداد في مارس (آذار) 2003، وانتقلا إلى السفارة الفرنسية حيث واصلا إرسال المعلومات والتقارير إلى برلين. وقال إن الرجلين جمعا المعلومات حول الأهداف التي ينبغي عدم ضربها مثل المستشفيات والسفارات، ولم يقدما أية معلومات إلى الاميركان حول الأهداف الأرضية الممكنة ببغداد.