دمشق: لا نزال ننتظر الرد الإسرائيلي على الوثيقة التي تتضمن ترسيم حدود 1967

ردا على تصريحات أولمرت قبل سفره إلى تركيا بأن السلام ممكن مع سورية

TT

في تعليق على تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود اولمرت امس بأن هناك إمكانية لتحقيق اتفاقية سلام مع سورية، قالت مصادر سورية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا توجد مشكلة لدى سورية لاستئناف عملية المفاوضات غير المباشرة، التي كانت جارية عبر الوسيط التركي». ولفتت المصادر إلى أن سورية «ما تزال تنتظر الرد الإسرائيلي على الوثيقة، التي ارسلتها سورية في اغسطس (آب) الماضي عبر الوسيط التركي»، والتي تتضمن «الترسيم السوري لخط الرابع من يونيو (حزيران)». وأكدت المصادر أن «موافقة إسرائيل على هذه الوثيقة أمر جوهري وأساسي للانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة». وتساءلت المصادر عما «إذا كانت إسرائيل مستعدة لإعطاء رد على هذه الوثيقة قبل الانتخابات»، قبل أن تلفت إلى استبعاد السوريين أن يكون هناك أي شيء عملي على هذا المسار قبل الانتخابات الإسرائيلية، ووضعت المصادر كلام أولمرت ضمن «إطار التحركات السياسية الداخلية الهادفة لتهيئة الأجواء والرأي العام قبل الانتخابات». ونفت المصادر وجود أي تحرك أو تطور جديد على سير المفاوضات غير المباشرة منذ آخر جولة تمت في اغسطس (اب) الماضي، حيث تم تأجيل الجولة الخامسة بناء على طلب إسرائيل. وكان اولمرت قد اعتبر ان السلام مع سورية قابل للتحقيق وان المباحثات غير المباشرة اثبتت ان هناك فرصة حقيقية للسلام. واكد اولمرت ان اسرائيل تسعى لاخراج سورية من محور الشر، وهذا سيضعف ايران ويقطع الطريق على حزب الله.

وجاءت تصريحاته هذه في كلمة ألقاها امس أمام مركز دراسات الأمن القومي في تل أبيب، قبل جولته المقررة الى انقرة للقاء نظيره التركي رجب طيب اردوغان.

وقال اولمرت، انه ذاهب الى تركيا وسيدفع هذه المباحثات التي من المفترض ان تتحول الى مباشرة قريبا، مضيفا ان السلام مع سورية هو من مصلحة اسرائيل. واعتبر اولمرت ان السلام مع سورية قابل للتحقيق، وان المباحثات غير المباشرة اثبتت ان هناك فرصة حقيقية للسلام.. واكد أن التوصل إلى اتفاق سلام مع سورية أصبح في متناول اليد، مما سيمنح إسرائيل فوائد حقيقية، معتبراً إخراج سورية من محور الشر مصلحة إسرائيلية عليا ستغير من ميزان القوة بين المعتدلين والمتشددين في الشرق الأوسط، وستضعف ايران وحركة حماس وتقطع الطريق على حزب الله. ووصف أولمرت المحادثات غير المباشرة الجارية مع سورية بوساطة تركية بالمهمة والجوهرية بالنسبة لاسرائيل، مؤكدا أنها تمهد السبيل لمرحلة التفاوض المباشر بين البلدين. أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فأعرب أولمرت عن اعتقاده بأنه يمكن التوصل إلى تسوية سلمية بشأنها أيضاً، معتبراً أن كل ذي بصيرة يعلم أن الحل الوحيد لهذه القضية يقوم على تقسيم أراضي البلاد. وأشار إلى أن سنوات حكم إسرائيل لشعب آخر قد كلفتها ثمناً باهظاً لا يمكن تحمله، ضارباً مظاهر العنف التي تقدم عليها عناصر يمينية متشددة في الضفة ضد افراد قوات الأمن مثالاً على ذلك. وحول الملف النووي الإيراني أكد رئيس الوزراء أنه لا يجوز التخلي عن أي خيار ممكن من منطلق استحالة تسليم إسرائيل بامتلاك طهران قدرة نووية.

وفي انقرة يلتقي اولمرت يوم الاثنين ويجري معه مشاورات ثنائية واقليمية، حسبما افاد به مارك ريغيف المتحدث باسم اولمرت لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال ريغيف، ان «اولمرت واردوغان سيجريان محادثات ثنائية واقليمية، ويرجح ان يتم التطرق ايضا الى قضية المفاوضات مع سورية»، من دون مزيد من التفاصيل.