عمال القطارات في دلتا مصر ينهون إضرابا بعد الاستجابة لمطالبهـم

بعد سلسلة من الإضرابات في الأعوام الماضية

TT

أنهى نحو 200 من عمال الصيانة في محطة طنطا للقطارات إضرابا استمر نحو ساعة من الزمن أوقفوا خلالها حركة القطارات من مدينة طنطا (عاصمة محافظة الغربية) في وسط الدلتا احتجاجا على عدم صرف حوافز مادية لهم.

وقالت مصادر عمالية إن الإضراب بدأ الساعة التاسعة وخمس دقائق، باعتراض القطار رقم 964 القادم من المنصورة والمتوجه إلى القاهرة، مشيرة إلى أن العمال هددوا قبل يومين بالتنفيذ إذا لم يتم صرف الحوافز لهم خصوصا أن أجور معظمهم «متدنية» لا تصل إلى 300 جنيه وأن الحافز يساعدهم على مواجهة أعباء الحياة. وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن عمال المسافات القصيرة يريدون مساواتهم بعمال المسافات الطويلة الذين يصل الحافز لديهم إلى 500 جنيه. وأنهى العمال إضرابهم بعد تدخل موظفين كبار، وحدوث مشادة مع أحد الضباط التابعين لشرطة النقل والمواصلات. وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالمهندس سامي محمود، رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، للتعقيب لكن أحد مساعديه قال إنه في اجتماع ولن يتمكن من التعقيب. من جانبه، قال المهندس نشأت أبوجازية رئيس اللجنة النقابية في محطة طنطا: «إن مجموعة من البرادين (عمال صيانة الفرامل) إضافة إلى عمال آخرين أوقفوا حركة قطارات المسافات القصيرة لمدة ساعة». وأوضح أبوجازية أن اللجنة النقابية تدخلت وأنهى العمال إضرابهم بعد قرار من نائب رئيس مجلس إدارة هيئة السكك الحديدية للمسافات القصيرة بصرف حافز لبعض العمال يبلغ 75 جنيها. وقال إن الحافز يصرف بالتناوب بين العمال، وكل ما يطالبون به مساواتهم مع زملائهم. وقال الشيخ سيد عسكر، نائب الإخوان في مدينة طنطا، لـ «الشرق الأوسط»: «إن العمال والموظفين يعانون جميعا من أزمة الأجور، والحكومة لا تتوجه إليهم بالحل إلا بعد وصول الأمر إلى ما وصلنا إليه اليوم» وأضاف أنه سيتقدم بطلب إحاطة في مجلس الشعب، حول الحادث خصوصا أن المشكلة لا بد ان تواجه لأن خطوط السكك الحديدية مهمة ولا يجوز أن تتأثر حركتها. وشهدت مصر خلال الأعوام الماضية سلسلة من الإضرابات، كان لمحافظة الغربية النصيب الأكبر منها، إذ تتبع المحافظة عدة مدن صناعية، تضم عشرات الآلاف من العمال، ومن بين تلك المدن المدينة الصناعية الأبرز في مصر (مدينة المحلة الكبرى). ولم يخل العامان الماضيان من شهر لم يحدث به إضراب سواء من عمال المحلة مرورا بعمال مترو الأنفاق وانتهاء بموظفي الضرائب العقارية، وبداية من العام الجاري هدأت الأمور نسبيا وإن لم تخل من إضرابات متفرقة، كان أقواها إضراب 6 أبريل (نيسان) الماضي، بناء على دعوة أطلقها عمال بمصنع المحلة للغزل والنسيج، وتضامن معهم فيها عدد من النشطاء على الموقع الالكتروني «فيس بووك» الاجتماعي الشهير، لتمتد الدعوة للإضراب إلى عدة محافظات، لكن مدينة المحلة شهدت مصادمات بين قوات الشرطة والأمن، اعتقل على أثرها 49 شخصا، أحالتهم النيابة للمحاكمة وأدين 22 منهم وبرأت المحكمة 27 من المتهمين. كما تجددت دعوتان للإضراب في مايو (أيار) الماضي، تم إحباط الاول بعد الإعلان عن زيادة في الرواتب بنسبة 30% ، وإضراب آخر قبل بدء الدراسة في سبتمبر (أيلول) الماضي وأحبط مع حلول شهر رمضان.