جهات أوروبية تضغط لعقد لقاء بين الأسد وأولمرت قبيل تسلم أوباما الرئاسة

الإسرائيليون يعتقدون أن السوريين جاهزون لمفاوضات مباشرة

TT

قالت مصادر إسرائيلية أن الأيام القريبة قد تحمل تحولا جديا في مسار المفاوضات بين سورية وإسرائيل، بحيث تصل إلى نقطة حاسمة يحتمل أن تسمح لعقد لقاء مباشر بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت. وبحسب المصادر فان جهات أوروبية تمارس الضغط من اجل عقد مثل هذا اللقاء، وتحويل المفاوضات بين الطرفين إلى مفاوضات مباشرة.

وقال موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن الضغط الأوروبي يتركّز في إقناع الرئيس السوري بأن يعلن استعداده للقاء أولمرت، وأنه في حال اقتناع السوريين أن إسرائيل مستعدة لانسحاب كامل من الجولان المحتل يمكن للأسد أن يعلن استعداده للقاء أولمرت قبل دخول الرئيس الأيمركي باراك أوباما للبيت الأبيض. ومن المفترض ان يقوم أولمرت بزيارة تركيا يوم الاثنين بعد «التقدم» الذي احرز في المفاوضات غير المباشرة. وترجح المصادر الإسرائيلية أن يكون هذا التقدم مرتكزا إلى جاهزية السوريين للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل حول استعادة الجولان السوري المحتل، بالإضافة إلى استعدادهم «تأجير» إسرائيل مناطق محددة من الجولان ضمن اتفاقية سلام. وكانت مصادر إسرائيلية مطلعة قالت أن اولمرت أجرى هذا الأسبوع عدة لقاءات سرية في العاصمة البريطانية لندن مع جهات ذات علاقة بالمفاوضات مع سورية. ونقل عن هذه المصادر أن اولمرت والرئيس السوري بشار الأسد تبادلا في الأيام الأخيرة رسائل تضمنت تفاصيل كثيرة من دون الكشف عن فحواها.

ويسود في اسرائيل جو من التفاؤل قبيل زيارة اولمرت الى تركيا، اذ يعتقد ن هذه الزيارة ستسمح باطلاق مفاوضات مباشرة. وتقدر اسرائيل ان الرئيس السوري يريد تحريك المفاوضات عل أمل ان تتدخل الادارة الاميركية الجديدة مباشرة وترعاها، وهذا سيعطي بلاده فرصة للمناورة، وكسر العزلة واعادة سورية إلى موقعها المؤثر في العالم العربي. وكان اولمرت قال في معهد دراسات الأمن القومي في تل ابيب الخميس، »إن السلام مع سورية قابل للتحقيق، وان سورية ليست معنية بأن تكون في محور الشر، وهي ترغب بالتقرب من الولايات المتحدة، وان اتفاق السلام مع سورية سيغير من ميزان القوى بين المعتدلين والمتطرفين في الشرق الأوسط». مؤكدا «إن لإسرائيل مصلحة عليا في استمرار المفاوضات مع سورية». وبحسبه فإن الاتفاق مع سورية يقلص التهديدات بنشوب حرب في الشمال، ويقضي على المساعدات المقدمة للمنظمات التي وصفها بـ«الإرهابية».

وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قد سلم تركيا، الثلاثاء الماضي، وثيقة تحدد حدود الجولان السوري المحتل، والتي تصل الساحل الشرقي والشمالي لبحيرة طبرية. ونقل عن مصادر مطلعة على المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وسورية، قولها إن الوثيقة التي سلمت لإسرائيل عن طريق تركيا تحدد بالضبط النقاط التي يمر فيها الخط الحدودي. ونقل عن المصادر ذاتها أن الرئيس السوري معني بالحصول على الرد الواضح من إسرائيل قبل التقدم في المفاوضات.