أوباما ينهي التعيينات في حكومته قبل عطلة الأعياد.. ويعلن ضم أسود وهاسبانيك وعربي إلى فريقه

حاكم الينوي يؤكد براءته من الاتهامات بمحاولة بيعه مقعد سيناتور الولاية ويرفض الاستقالة

أوباما في مطار أوهار في شيكاغو يترجل من سيارته متوجها نحو طائرته الخاصة لتقله الى هاواي حيث يقضي اجازته مع زوجته ميشال وابنتيه ساشا وماليا (رويترز)
TT

تمكن الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما من الوفاء بوعده وانهاء التعيينات في حكومته قبل بدء عطلة الميلاد، اذ أعلن أول من أمس التعيينات الاخيرة مع تسمية رون كيرك، عمدة دالاس السابق واول عمدة اسود، ممثلا للتجارة، المنصب الذي سيكلف بمقتضاه العلاقات التجارية الدولية. كما أعلن أيضا رسميا تسمية راي لحود وزيرا للنقل، الوزير الوحيد من اصول عربية (لبناني)، والوزير الثاني من الحزب الجمهوري بعد وزير الدفاع بيل غيتس، اضافة الى هيلدا سوليس وزيرة للعمل، وهي الوزيرة الثالثة في الحكومة من الهاسبانيك. وقد شغل كيرك البالغ من العمر 54 عاما منصب عمدة مدينة دالاس، من عام 1995 الى 2001، ويعد من مؤيدي التبادل الحر في الحزب الديمقراطي. ويعمل كيرك، وهو محام في مكتب المحاماة «فينسون اند الكنسون»، ويشغل مقعدا في مجالس ادارات عدد من الشركات الكبيرة من بينها سلسلة مطاعم «برينكر» ومجموعة انتاج الالبان «دين فودز» وشركة انتاج الطعام للحيوانات الاليفة «بتسمارت». وسيتولى كيرك في منصبه هذا العلاقات التجارية الدولية في فريق اوباما وخصوصا المفاوضات الشاقة في منظمة التجارة العالمية. وكان قد عبر عن تأييده للتبادل الحر وخصوصا مع الصين.

وقال اوباما في مؤتمر صحافي عقده في شيكاغو للاعلان عن انهاء التعيينات في حكومته، ان كيرك سيعمل بصفته ممثلا للتجارة، على «التأكد من ان كل اتفاق (تجاري) اوقعه سيحمي حقوق جميع العاملين ويعزز مصالح كل الاميركيين ويقوي الشركات الاميركية ويحمي الكوكب الذي نتقاسمه جميعا».

وكان اوباما قد دان خلال حملته الانتخابية مرات عدة السياسة التجارية للادارة المنتهية ولايتها واتهمها بتقديم هدايا ضريبية لعدد من الشركات الكبيرة التي نقلت الوظائف الصناعية الى الصين او دول اخرى حيث الاجور ضئيلة، كما دعا الى اعادة التفاوض حول اتفاق التبادل الحر لاميركا اللاتينية مع المكسيك وكندا، احد اكبر اهداف النقابات في الولايات المتحدة.

من جهته، قال كيرك الذي كان يقف الى جانب اوباما: «اعتقد ان التجارة يمكن ان تساعدنا في خلق وظائف في الولايات المتحدة وتشجيع التنمية في الخارج»، مؤكدا ان واشنطن ستبقى «مفتوحة للاعمال وستواصل سياسة التبادل الحر». وسيتولى كيرك منصبه الجديد خلفا لسوزان شواب في 20 يناير (كانون الثاني)، وكان اوباما قد عين بيل ريتشاردسون وزيرا للتجارة الذي يهتم بالتجارة الداخلية. وشملت قائمة التعيينات تعيين النائب الجمهوري عن ولاية الينوي راي لحود وزيراً للنقل وهو الوزير الوحيد من أصول عربية في إدارة اوباما. وأعلن أوباما أيضا تعيين هيلدا سوليس وزيرة للعمل، وهي نائبة في الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا، عرف عنها بانها ليبرالية، وتوصف بانها ممثلة «اليسار وحزب الخضر» داخل الكونغرس، نظراً لمواقفها المناصرة للعمال والمهاجرين ودفاعها المستمر عن البيئة. واشتهرت سوليس بمشاركتها في المسيرات والمظاهرات التي كانت تجرى في شوارع لوس انجليس (ولاية كاليفورنيا) حيث كانت تطالب بتحسين الأجور واحترام حقوق العمال وتقديم الخدمات الصحية للجميع. وهيلدا هي الوزيرة الثالثة في إدارة باراك اوباما من أصول لاتينية (هسبانيك)، بعد بيل ريتشاردسون وزير التجارة، وكين سلازار وزير الداخلية (الادارات المحلية)، وهي خامسة سيدة في الحكومة بعد هيلاري كلينتون وسوزان رايس وجانيت نابليتانو وليزا جاكسون. وكانت هيلدا سوليس قد أيدت خلال الانتخابات التمهيدية هيلاري كلينتون، لكن بعد خسارة هيلاري تحولت الى دعم أوباما وعملت خلال الحملة الانتخابية لاستقطاب اصوات الهاسبانيك الى جانبه. يشار الى ان هيلدا هي ابنة مهاجر مكسيكي ووالدتها من نيكاراغوا، ونظراً لاصولها ظلت من أكثر المدافعين عن منح اقامات دائمة للمهاجرين. من جهة أخرى، اكد حاكم ولاية الينوي رود بلاغوجيفيتش المتهم بمحاولة بيع مقعد اوباما الذي اصبح شاغرا في مجلس الشيوخ الاميركي، انه «سيقاتل» حتى اللحظة الاخيرة في مواجهة هذه التهمة ولن يستقيل من منصبه، وقال بلاغوجيفيتش: «لست مذنبا. سأقاتل. سأقاتل حتى النفس الاخير». واكد انه لن يستقيل من منصبه على الرغم من الدعوات في هذا الاتجاه التي صدرت عن السلطة التشريعية في ولايته التي تنوي اقالته.

وقال في مؤتمر صحافي عقده استغرق ثلاث دقائق ولم يرد خلاله على اي سؤال: «لم ارتكب اي عمل خاطئ. لن اتخلى عن المنصب الذي عينت فيه بسبب اتهامات كاذبة وعقوبة تعسفية». وقال حاكم الولاية انه ينتظر بفارغ الصبر الدفاع عن نفسه امام القضاء، مؤكدا «ثقته» بان القضاء سيرى انه محق. وكانت اتصالات هاتفية نشرها مكتب التحقيقات الفيدرالي قد كشفت ان حاكم الينوي حاول المساومة على مقعد اوباما. ويعود الى حكام الولايات ملء المقاعد الشاغرة في مجلس الشيوخ. ويمكن ان يحكم على بلاغوجيفيتش المتهم بمحاولة الاحتيال والفساد بالسجن ثلاثين عاما، وكان يخضع لتحقيق في قضية اخرى، مما يفسر موافقة القضاء على اخضاعه لتنصت مكتب التحقيقات الاميركي.