عريقات: الفلسطينيون تلقوا تطمينات بأن المفاوضات لن تعود إلى الصفر

فياض يرى أن الاستيطان «خطر حقيقي» على «مستقبل الحل»

TT

تلقى الفلسطينيون تطمينات من الرئيس الاميركي جورج بوش بان المفاوضات مع الإسرائيليين لن تعود إلى نقطة الصفر، وذلك وسط مخاوف فلسطينية من فوز زعيم المعارضة الإسرائيلية اليميني بنيامين نتيناهو في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، والذي يسعى إلى تحقيق سلام اقتصادي في الأراضي الفلسطينية، وليس سلاما سياسيا، اذ لا يؤمن بسيادة الدولة الفلسطينية. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إن بوش أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماعهما، في البيت الأبيض إن المفاوضات التي انطلقت في أنابوليس، لن تعود إلى نقطة الصفر. وبحسب عريقات، فإن بوش «سيرفع تقريرا موضوعيا ومنطقيا حول عملية المفاوضات إلى الإدارة الأميركية الجديدة». وكان عباس قد اكد لبوش ضرورة عدم عودة الأمور إلى نقطة الصفر، وقال الرئيس الفلسطيني «اننا متأكدون ان كل هذه الجهود ستنقلونها إلى الإدارة الجديدة من اجل المتابعة في المستقبل القريب». وأعرب عباس، في واشنطن عن ثقته في تصميم الإدارة الاميركية المقبلة على مواصلة الجهود التي يقوم بها بوش لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

وقال عباس مخاطبا بوش «خلال السنة الماضية وضعنا معكم هذه العملية وبالتأكيد سنتابع هذا في المستقبل انما نكون قد بنينا على شيء انتم أصحاب الفضل في تثبيته». بينما اعرب بوش من جانبه، عن ارتياحه لاعتماد مجلس الأمن مؤخرا قرارا بدعم عملية السلام. وأوضح بوش ان القرار «يؤكد ان عملية المفاوضات الثنائية لا رجعة فيها وان هذا هو الطريق نحو قيام دولة فلسطينية وهو الطريق نحو السلام في الشرق الأوسط».

وطلب عباس من بوش ان يساعد في تثبيت التهدئة في غزة باعتبار ذلك مصلحة فلسطينية، وقال عريقات «طالب الرئيس باستمرار ايصال الغذاء والدواء والوقود والكهرباء إلى قطاع غزة» الخاضع لحصار إسرائيلي محكم. ويعيق الاستيطان الإسرائيلي بشكل أساسي اضافة إلى قضايا الحدود والقدس واللاجئين اي تقدم في المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال عريقات «تحدث الرئيس ايضا عن الاستيطان مؤكدا انه السبب الرئيسي لعدم توصلنا إلى اتفاق والأضرار بمصداقية عملية السلام».

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أمس «إن ما تتعرض له مسيرة السلام ومستقبل الحل من «مخاطر حقيقية» بسبب 170 مستوطنة، وحوالي نصف مليون مستوطن، يستدعي من المجتمع الدولي المزيد من التمسك بمسؤولياته السياسية والقانونية والأخلاقية، والعمل على إلزام إسرائيل بوقف أنشطتها الاستيطانية، والتقييد الكامل بقواعد القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان بما يضمن انسحابها من أراضي 67».

واكد فياض، في كلمته أمام المؤتمر الدائم للمدن التاريخية للبحر الأبيض المتوسط، في بيت لحم، ان شعبنا ما زال يحذوه الأمل بأن يكون العام المقبل عام إعادة الوحدة لشطري الوطن.. عام النهوض الوطني من أجل الخلاص التام من الاحتلال.. عام البناء لفلسطين، ومؤسسات الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.. عام السلام وإعادة الاعتبار لقيم الحرية والكرامة الإنسانية. وثمن فياض مواقف دول الاتحاد الأوروبي المعلنة، التي تعتبر الاستيطان انتهاكا للقانون الدولي، معربا عن اعتقاده أن هذا الموقف يحتاج إلى خطوات عملية وملموسة على الأرض، تمكن من وضع حدٍ لتلك الانتهاكات. وقال فياض «آن الأوان لشعبنا الفلسطيني أن يستعيد حريته، ويستأنف مسيرة الإسهام الفعال في بناء الحضارة الإنسانية وصيانة إنجازاتها، وما يستدعيه ذلك من تفعيل الإرادة الدولية لإلزام إسرائيل بقواعد الشرعية والقانون الدوليين، بما يضمن انسحابها الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 5 يونيو (حزيران) 1967، ويمكن شعبنا من تقرير مصيره في دولته المستقلة وعاصمتها القدس».