القاهرة: مصر ليست لديها الرغبة ولا الإمكانية لتحمل مسؤولية غزة

زكي: القدرة على الإفساد في الشرق الأوسط أكبر تأثيرا من أية قدرة على البناء

TT

قالت وزارة الخارجية المصرية إن مصر ليست لديها الرغبة ولا القدرة ولا الإمكانية على تحمل مسؤولية قطاع غزة، واضافت «إن القدرة على الإفساد في الشرق الأوسط، أكبر تأثيراً من أية قدرة على البناء».

جاء ذلك على لسان حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، خلال رده على سؤال حول أسباب فشل جهود استئناف التهدئة، اذ قال إنه «عندما يكون هناك طرف لديه القدرة على بناء شيء إيجابي والتوصل لأمور ايجابية فإن قدرته، أضعف بكثير من أي طرف آخر يريد أن يؤذي ويفسد هذه الجهود». وأضاف زكي في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين «من السهل للغاية في الشرق الأوسط أن يتم إفساد الجهود والأمور وعرقلة أية مسيرة لأن هناك قوى كثيرة تعمل بشكل سلبي وتريد باستمرار جر الأمور إلى المواجهة والتصعيد والتوتر والعنف لأن لها مصالحها في ذلك». وحول محاولات البعض تحميل مصر المسؤولية عن غزة قال زكي «إن مصر أوضحت مراراً أن مشكلة المعابر وتحديداً رفح ومحاولات البعض الزج بمسؤولية مصر في هذا الموضوع والتلميح بأن عليها مسؤولية ما في تضييق الحصار على غزة هو أمر مرفوض شكلا وموضوعا.. ومرفوض من الناحية القانونية في الأساس.. لأن هذا الكلام يصب في اتجاه كل من يروج لفكرة إلقاء مسؤوليات الاحتلال من على عاتق قوة الاحتلال إلى عاتق الجار المتاخم لغزة، وهو مصر»، موضحاً «أن ذلك يعني تحلل قوة الاحتلال من مسؤولياتها بشكل سلس وسهل وبشكل يكاد يكون مثاليا». وشدد زكي على أن مصر «ليست لديها الرغبة ولا القدرة ولا الإمكانية في أن تتحمل مسؤولية غزة»، وتابع قائلاً: «هذا القطاع باعتباره أرضا محتلة فإن مسؤوليته تقع على عاتق قوة الاحتلال». وأكد زكي «أن أية أفكار تتداول سواء داخل مصر أو خارجها وتريد أن تصب سواء بحسن نية أو سوء نية في الاتجاه الذي يتحدث عن تحلل إسرائيل من مسؤولياتها كقوة احتلال عن هذا القطاع هي أفكار سلبية وتخدم قوة الاحتلال ولا تخدم مصلحة شعب فلسطين لأنها تعني أن هذا القطاع تم الانسحاب منه وأنه أرض محررة بينما هو غير ذلك، كما يعني مثل هذا الحديث أنه تم تطبيق القرار 242 على قطاع غزة وأن إسرائيل انسحبت من جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي يمكن الادعاء أن القرار 242 تم تنفيذه». ووصف زكي مثل هذا الحديث بأنه حديث خطير، مؤكداً أن مصر تقف له بالمرصاد وتعلم مسؤولياتها جميعا، وتعلم ما الذي ينبغي عمله، وأشار إلى أن مصر تقوم بجهد إنساني بالغ رغم كل المحاذير، وأدخلت مصر نحو 20 ألف فلسطيني على مدار عشرة أشهر وكذا مئات من الشاحنات، وملايين الجنيهات التي تم رصدها وصرفها من الهلال الأحمر المصري لصالح مواطني غزة، لكن الحديث الآن عن هذا الموضوع يتم تلفيقه ليقع علي عاتق مسؤولية مصر، وأن الحصار تختزل مسؤوليته في أن مصر تساعد أو لا تساعد أو تفتح الباب أو لا تفتحه فان هذا حديث خاطئ، ولا ينبغي أن يكون مثل هذا الحديث إذا كان الناس بالفعل يتفهمون الأسس القانونية لكل ما يجري.