فندقا تاج محل وترايدنت فتحا أبوابهما أمام الزوار أمس

بعد 3 أسابيع على هجمات مومباي الدموية

فندق تاج محل التاريخي كما ظهر ساطعا بالانوار بعد افتتاحه أمس (رويترز)
TT

بعد الهجمات الارهابية التي تعرض لها الفندق العريق، أعيد امس فتح جناح في فندق تاج محل التاريخي، كما أعيد ايضا افتتاح فندق ترايدنت في بومباي الذي كان مسرحا للهجمات في أجواء من الصلوات وازدحام الرواد الذين استقبلوا بالورود.

فقد أقامت مختلف الطوائف الدينية صلوات امس بمناسبة اعادة فتح فندق ترايدنت في مومباي الذي استقبل الزوار بالورود وأجهزة التفتيش وهم يسلكون طريقهم باتجاه قاعة الاستقبال.

وفتحت غرف الفندق البالغ عددها 550 غرفة وثلاثة مطاعم وحانة أبوابها في أعقاب صلوات هندوسية ومسيحية واسلامية ويهودية وبوذية أقيمت في قاعة الاستقبال بالفندق التي انتشر بها قبل ثلاثة أسابيع زجاج مهشم وبقع دماء. وحمل الزوار زهورا وردية اللون بينما وقف العاملون في الفندق وقد عقدوا أيديهم على الدرج المؤدي الى فندق أوبروي المجاور الذي لا يزال مغلقا، كما نقلت وكالة رويترز.

وقال راشمي ميهرا، وهو أحد رواد مطعم فرانجيباني وكان قد فقد صديقا له في الهجمات «نشعر بالحزن لأننا نتذكر الاحداث لكننا سعداء أيضا لفتح الفندق مجددا». وأضاف «سنرى اذا كنا نستطيع حجز منضدة للغداء لأننا علمنا أن المطعم محجوز بالكامل». وتدفقت على الفندق طلبات حجز غرف وأماكن بالمطعم على الرغم من أن ادارة الفندق قالت أول من أمس ان معدلات الغاء الحجز تراوحت بين 33 و35 في المائة عقب الهجمات التي شنها متشددون اسلاميون وقتل فيها 179 شخصا على الاقل.

وكانت الصحف قد نشرت امس إعلانا كبيرا ترقبا لافتتاح تاج محل صورة قبة الفندق وكتبت تحتها عبارة «مرحبا بعودتك من جديد». وقالت ادارة فندق ترايدنت ان مائة غرفة على الأقل ستكون مشغولة في الفندق المفضل بالنسبة للمديرين التنفيذيين الأجانب وان من المتوقع أن تكون المطاعم محجوزة بالكامل.

وقال راتان كيسواني رئيس فنادق ترايدنت «لن يجد أي نزيل يدخل الفندق أثرا لما حدث». وأضاف «نعتقد أن الوقت حان للتطلع الى المستقبل. يجب أن تهدأ مخاوف المسافرين والحكومات التي أصدرت تحذيرات من السفر حتى يعود الناس الى مومباي».

وتابع أن تقييم الضرر الذي لحق بفندق أوبروي لا يزال جاريا وقد يستغرق الامر ما بين ستة وسبعة شهور حتى يفتح أبوابه من جديد.

ووضعت أجهزة لفحص الحقائب والكشف عن المعادن وكلاب بوليسية وانتشرت شرطة مسلحة خلف أكياس من الرمل عند مدخل الفندق كما خضع النزلاء للتفتيش.

وقال كيسواني ان فنادق ترايدنت تتعامل مع وكالة أمنية لوضع أنظمة في مومباي وغيرها من الاماكن. وأضاف «هناك كل أشكال الردع لكن هل كان من الممكن أن يحول شخص دون وقوع هجوم مسلح بهذا الشكل.. ربما لا».

وعاد الزائرون ورواد مقهى ليوبولد، وهو أحد المواقع العشرة التي تعرضت لهجمات الى ارتياده رغم الثقوب التي أحدثها الرصاص والتي ما زالت واضحة في جدران المقهى ونوافذه. وجرت دعوة اكثر من الف شخص من ضيوف وعملاء فندق تاج محل المجاور الى حفل استقبال خاص قبل اعادة افتتاح جناح البرج في الفندق المؤلف من 268 غرفة وسبعة مطاعم.

وافتتح فندق تاج محل في 1903 وسرعان ما اصبح اجمل فندق في بومباي ومقصدا للملوك والرؤساء والمشاهير في عالم السينما والغناء وأصحاب الملايين لدى زيارتهم العاصمة الاقتصادية للهند.

وتمتلك فندق تاج محل شركة تاتا الهندية لصناعة السيارات والتي تعهد رئيسها راتان تاتا بـ«اعادة بناء وتأهيل كل سنتيمتر مربع فيه لكي يستعيد مجده السابق».

وبني الفندق بأموال جد راتان تاتا، الصناعي وصاحب الاعمال الخيرية جامسيتجي نوسيروانجي تاتا بعدما منع من دخول فندق بالاس ابولو الذين كان مخصصا حصرا «للبيض». ويعد فندق تاج محل 565 غرفة ويتراوح بدل الاقامة لليلة واحدة فيه ما بين 365 دولارا وآلاف الدولارات. وتشرف قبة الفندق الحمراء على مرفأ بومباي الذي ابحرت منه القوات البريطانية في 1947 بعد استقلال الهند عن التاج البريطاني.