التوتر يعود مجددا الى شوارع أثينا.. وفوضويون يهاجمون مقرا للشرطة

استطلاعات الرأي تظهر تقدم زعيم الحزب الاشتراكي للمرة الأولى منذ 6 سنوات

TT

شهدت ضواحي وأحياء أثينا الضيقة في محيط كلية الهندسة ليل السبت الأحد مواجهات جديدة بين الشرطة والمتظاهرين من الطلاب المحتجين على مقتل فتى برصاص الشرطة قبل أسبوعين. وجاءت المصادمات بعد تجمع أعداد كبيرة من الطلاب في مكان مقتل ألكسيس غريغروبوليوس في السادس من ديسمبر الجاري.

وبادر المتظاهرون بإلقاء الحجارة والعبوات الحارقة على قوات الأمن كما أشعلوا النيران في صناديق القمامة وهي ظاهرة يتبعها المتظاهرون في اليونان خلال الفترة الأخيرة، مما أسفر عن تدخل قوات الأمن التي أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين ولجأ العديد منهم إلى التحصن داخل كلية الهندسة. ووفقا لتقارير الشرطة فأن شبانا ألقوا عبوات حارقة في ضاحية نيو فيلاديلفيا غرب أثينا على مبنى أكاديمية الشرطة واحرقوا 6 سيارات متوقفة في مكان قريب، وعلى الفور تم إرسال فرق الإطفاء إلى المكان ولم تعلن الشرطة عن أي إصابات.

كما أشعل المحتجون النيران في صناديق القمامة في حي بيترالونا قرب وسط المدينة وفي منطقة القديسة بارسكيفي شمال أثينا وفي ميناء بيريوس البحري لكن المواجهات هدأت بحلول صباح امس كما تواصلت الصدامات بين الشبان وقوات الشرطة في مدن يونانية أخرى. وفي صورة سلبية، قام عدد من المتظاهرين بتعليق أكياس للقمامة على شجرة الاحتفال بعيد الميلاد في ميدان سيندغما أمام البرلمان وكانت هذه هي الشجرة الثانية التي أقيمت بمعرفة بلدية أثينا بعد إحراق الشجرة الأولى جراء أعمال الشغب، وقد تم وضع قوات أمن مكثفة حول الشجرة لكي لا تتعرض لنفس ما تعرضت إليه الشجرة الأولى.

وبعد أسبوعين من مقتل ألكسيس بعثت وزارة العدل اليونانية أمس بفريق من الخبراء والفنيين، لمعاينة مكان الحادث، وضم الفريق عددا من رجال الشرطة ومحامي الضحية ولجنة استشارية خاصة قد وضعتها عائلة الكسيس، واستمرت المعاينة نحو 3 ساعات، وسوف تتم إضافة ما تم التوصل إليه في ملف التحقيقات.

من جهة أخرى، انتقدت أحزاب المعارضة ميزانية الحكومة لعام 2009، في اليوم الثاني لبدء مناقشة الميزانية في البرلمان، وشددت نائبة حزب الباسوك الاشتراكي المعارض إيفي خريستوفيلوبولوس على أن ميزانية الحكومة تدل على انهيار الدولة الاجتماعية، أما نائب الحزب الشيوعي أخيلياس كاندارتزي فقد وصف الميزانية بأنها معادية للعمال والشعب، وبامتياز الطبقات، وقال نائب تحالف اليسار التقدمي فوتي كوفالي أن مشروع الميزانية هو خارج إطار الزمان والمكان، بينما نائب حزب الحركة الشعبية الارثوذكسية ايليا بزولاتذيس اتهم الحكومة بانها لم تفلح في تصريف الأعمال.

ومن المقرر أن ينتهي البرلمان اليوناني صباح اليوم من النقاش والاستفتاء على الميزانية، وذلك بعد كلمات لرئيس الوزراء ووزعيم الحزب المحافظ كوستاس كارامنليس وزعيم الحزب الاشتراكي جورج باباندريو وسكرتيرة الحزب الشيوعي أليكا باباريغا وزعيم الحزب التقدمي اليكوس الفانوس وزعيم حزب الحركة الشعبية الأرثوذكسية يورغوس كارتزافيريس.

في غضون ذلك ولأول مرة أظهرت استطلاعات الرأي تقدم جورج باباندريو زعيم الحزب الاشتراكي المعارض على غريمه كوستاس كارامنليس، ردا على سؤال بخصوص الشخصية الأنسب لإدارة الحكم في البلاد حيث حاز باباندريو على نسبة 35 في المائة بينما حاز كارامنليس على نسبة 34 في المائة، وجاء ذلك بخلاف جميع الاستطلاعات التي أجريت خلال الست سنوات الأخيرة.

كما أظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي تم نشر نتائجها أمس، تقدم حزب الباسوك الاشتراكي على الحزب المحافظ الحاكم، وفي إحدى نتائج هذه الاستطلاعات حصل الحزب الاشتراكي على نسبة 32.9 في المائة، والحزب المحافظ الحاكم على نسبة 28.3 في المائة، والحزب الشيوعي على 7.6 في المائة، والحزب التقدمي على 7.3 في المائة والحركة الشعبية الأرثوذكسية على 3.9 في المائة، وبقية الأحزاب 3.4 في المائة. الى ذلك، تظاهر مئات الأشخاص في أثينا، احتجاجا على الاتفاقية الأوروبية حول الهجرة واللجوء إلى الاتحاد الأوروبي وذلك بمناسبة اليوم العالمي للعمال المهاجرين، واحتشد المتظاهرون أمام مبنى الأكاديمية وسط العاصمة وصولا إلى ميدان سيندغما المواجه للبرلمان حيث فرضت قوات مكافحة الشغب طوقا أمنيا تخوفا من القيام بأعمال عنف. وشارك في المسيرات الاحتجاجية والتي تم تنظيمها مساء أول من أمس نحو أربعين مؤسسة اجتماعية غير حكومية وأحزاب سياسية والفورم اليوناني للمهاجرين، وجاءت التظاهرة سلمية بخلاف ما يحدث من أعمال شغب في المظاهرات الأخرى التي تشهدها اليونان في الفترة الأخيرة.