حكومة أوباما: وسطية وحصة الأقليات فيها راجحة ووزيرة واحدة «يسارية» وابنة مهاجر

الرئيس المنتخب بدأ إجازة هادئة في هاواي يعكرها فقط التحقيق في بيع مقعد مجلس الشيوخ

باراك أوباما يصل إلى هاواي حيث يمضي اجازة مع عائلته ويبدو في الصورة مع ابنته الصغيرة ساشا (أ.ب)
TT

وصل الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما وعائلته الى هاواي حيث يفترض ان يمضي اجازة الاعياد وان لا يقيم نشاطات سياسية خلال 12 يوما باستثناء انشغاله بتقرير حول نتائج التحقيق في قضية مدى تورط فريقه في فضيحة محاولة بيع مقعده في مجلس الشيوخ بعدما اصبح شاغرا والمتهم بالتورط فيها حاكم ايلينوي رود لاغوجيفيتش.

وقال احد مساعدي اوباما ان التقرير حول التحقيق الداخلي سوف يصدر على الارجح في بداية الاسبوع المقبل رافضا في الوقت نفسه الكشف عن التفاصيل احتراما لرغبة المدعي العام بابقائها سرا. وكان اوباما قد شدد في وقت سابق على رغبته في التحقق مما اذا كان احد مساعديه على علاقة بحاكم ايلينوي كما اعلن سابقا ان فريقه ليس متورطا بفضيحة محاولة بيع المقعد.

وباستثناء الكشف عن التقرير، يفترض ان يبقى أوباما بعيدا عن الاضواء خلال رحلته، اذ اكد مستشاروه ان عائلة اوباما لن تقيم أية نشاطات رسمية خلال الرحلة لكن الرئيس المنتخب سيستمر في عقد لقاءات عمل والاطلاع على التقارير الاستخباراتية.

وكان الرئيس المنتخب باراك اوباما قد استكمل تشكيل حكومته معتمدا على عامل الخبرة في ترشيحاته للمناصب القيادية، ومعظم الذين رشحهم اوباما من «البراغماتيين» ويصنفون في خانة الوسط، ولم تضم التشكيلة سوى وزيرة واحدة يمكن اعتبارها من «اليسار» وهي تحمل افكاراً ليبرالية منفتحة مناوئة لليمين قريبة من الأفكار التي كان باراك اوباما قد طرحها خلال الحملة الانتخابية التمهيدية وليس خلال الشوط الثاني من الحملة حيث تزحزح اوباما نفسه الى خانة الوسط. كما اتسمت التشكيلة بالتوازن الاثني مع زيادة في حصة الاقليات، على حساب الوزراء البيض، لكن اوباما قال إنه اعتمد فقط مقياس «الكفاءة».

وتضم التشكيلة تسعة وزراء من البيض وهم هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية، وتوماس اندرو داشيل وزير الصحة والخدمات الانسانية وشوان دونفان وزير السكن والتنمية الحضرية، وآرن دونكان وزير التعليم، وروبرت غيتس وزير الدفاع وتيموثي غيثنر وزير الخزانة وتوم فيلساك وزير الزراعة، وجانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي وهي من اصول ايطالية.

في حين تضم الحكومة اربعة وزراء سود وهم اريك هولدر وزير العدل وليزا جاكسون وكالة حماية البيئة وسوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة بدرجة وزيرة، ورون كريك الممثل التجاري الاميركي، كما تضم ثلاثة من اللاتين (هاسبنيك) وهم بيل ريتشاردسون وزير التجارة، وكين سالازار وزير الداخلية (الادارات المحلية) وهيلدا سوليس وزيرة العمل. وهناك وزيران من أصول آسيوية وهما ستيفن شو وزير الطاقة، وأيريك شنسكي وزير المحاربين القدامى. وضمت الحكومة اثنين من اليهود هما رآم ايمانويل رئيس موظفي البيت الابيض (بمثابة رئيس وزراء) وبيتر ريتشارد اورزاغ مدير مكتب التخطيط والميزانية (بدرجة وزير) ، ووزير واحد من اصول عربية هو روي لحود وزير النقل وهو حفيد لبناني مسيحي من الطائفة المارونية، ويعد الجمهوري الثاني في الحكومة الى جانب روبرت غيتس وزير الدفاع، وعلى الرغم من ان كثيرين توقعوا ان يدخل الحكومة أعضاء كثيرون من شيكاغو ، كما حدث مع عهد الرئيس الحالي جورج بوش الذي جاء بفريق كامل من ولايته تكساس، فإن اوباما استعان باثنين فقط من مدينته شيكاغو وهما آرن دينكان وزير التعليم، ويعتبر الصديق الشخصي الوحيد للرئيس المنتخب، اضافة الى رآم ايمانويل رئيس موظفي البيت الابيض. وتضم الحكومة خمس نساء هن هيلاري كلينتون وجانيت نابوليتان وليزا جاكسون وسوزان رايس وهيلدا سوليس وهي «اليسارية» الوحيدة في الحكومة ومن اشد مناصري البيئة الخضراء، وتدعو الى تحسين أجور العمال «اصحاب الياقات الزرقاء» وتعميم التغطية الطبية لتشمل جميع الاميركيين، وهي مثل اوباما تتحدر من اب مكسيكي مهاجر لكن امها ليست اميركية كما هو حال اوباما، إذ ان امها من نيكاراغوا، وإذا كانت هيلدا هي التي تمثل أفكار «اوباما السيناتور» داخل الحكومة، فإن معظم الوزراء الآخرين من الذين ظلوا يعارضون سياسات جورج بوش ويدعون الى تبني سياسات مغايرة. وكان اوباما قد عدل في قراره بتوفير 2.5 مليون وظيفة، واوصى مستشاريه بزيادة العدد الى ثلاثة ملايين وظيفة. وحرص اوباما ان تضم حكومته أعضاء في الكونغرس وحكام ولايات وعسكريين وموظفين سابقين، كما ضم اليها اربعة من منافسيه السابقين في السباق الرئاسي وهم جو بايدن نائب الرئيس وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية وتوم فيلساك وزير الزراعة وبيل ريتشاردسون وزير التجارة.