المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب يعلق عضوية أمينه العام السابق

بحجة أنه هاجم أعضاء من الاتحاد العمالي بكلام لا يليق بهم

TT

قرر المكتب التنفيذي، للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الاتحاد العمالي المرتبط بحزب الاستقلال، متزعم الائتلاف الحكومي الحالي، تعليق عضوية محمد بن جلون الاندلسي، الأمين العام السابق، بصفة نهائية، وإحالته على اللجنة التأديبية لاتخاذ قرار بطرده، بحجة أنه هاجم أعضاء من الاتحاد العمالي بكلام لا يليق بهم، تجاوز حدود الاخلاق.

وأكدت مصادر متطابقة لـ«الشرق الأوسط»، أن أعضاء المكتب التنفيذي، أجمعوا، في اجتماع عقدوه، أمس بمراكش (وسط المغرب) على التنديد بالتصريحات الصحافية التي كال فيها الاندلسي، تهما وجهها لخديجة الزومي، وهي عضو وقيادية في الاتحاد العمالي، وإحدى ممثلاته في مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان).

وقال محمد تيتنا العلوي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين، وعضو مجلس المستشارين، إن الاندلسي تجاوز حدود قواعد التعامل السائدة بين الاعضاء، مهما بلغ حجم الاختلاف القائم بينهم، مشيرا الى أن المكتب التنفيذي في الاجتماع السابق اتخذ قرارا يمنع على أي عضو قيادي الادلاء بتصريحات للصحافة، اثناء التحضير للمؤتمر العام المقبل، المزمع عقده ايام 30 و31 يناير (كانون الثاني) و1 فبراير (شباط) المقبلين، ومنح هذه الصلاحية لحميد شباط، باعتباره رئيسا للجنة التحضيرية، وهو ما التزم به جميع الاعضاء.

وبخصوص الأسباب التي دعت المكتب التنفيذي الى توقيف الاندلسي بصفة نهائية، قال تيتنا العلوي «إنه مس بشرف زميلة مناضلة لنا، وتجاوز حدود اللياقة والادب مع باقي الاعضاء الذين يختلفون معه»، مضيفا أن قرار المكتب التنفيذي سبق وأن عرض على منتسبي الاتحاد العام للشغالين، واعتبروه قرارا حكيما.

وذكر العلوي أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، اتفق مع شركة لإجراء افتحاص مالي للاتحاد العمالي. وأكد العلوي أنه لو انتقد الاندلسي طريقة اشتغال الاتحاد العام لكان الامر هينا، لكنه قذف في الجميع من خلال حواراته، وتصريحاته للصحافة، مبرزا أن المرتكزات الذي أحدث من أجلها الاتحاد العام للشغالين، لم تكن مرتبطة بنفوذ أشخاص بل بأهداف، لخدمة الطبقة العاملة، والمزارعين، والمستخدمين، وصغار الموظفين، والمصلحة العليا للبلد.

وبشأن ما إذا كانت اللجنة التأديبية ستتخذ قرار بطرد الاندلسي نهائيا، قال العلوي إن ذلك من صلاحيتها. وقال الاندلسي، إنه لا يعلم بأمر توقيفه بصفة نهائية من الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، كونه حضر في مظاهرة احتجاجية، أمس بالرباط، لمساندة سكان غزة.

وأوضح الاندلسي لـ«الشرق الأوسط»، إنها ستكون مفاجأة له لو صادق منتسبو الاتحاد، على قرار مثل هذا، الذي وصفه بأنه «غير معقول»، مبرزاً انه إذا كان توقيف أي عضو عبر عن رأي مختلف مع آخرين، فهذا أسلوب غير منطقي ولا عقلاني، بل يظهر بما لا يدع مجالا للشك أن حركة التصحيح التي قادها الجميع في مرحلة سابقة، لإعادة هيكلة الاتحاد العام للشغالين فشلت في تحقيق أهدافها.

وقال الاندلسي إن المكتب التنفيذي ليس هو من اتخذ مثل هذا القرار، لأنه من الناحية القانونية، تم حله، واستبدل باللجنة التحضيرية، التي ليست من صلاحيتها اتخاذ أي قرار.

وبخصوص النعوت غير الاخلاقية التي كالها لزميلته البرلمانية، نفى الاندلسي ذلك، قائلا «إنني لا أعرف إن كانت خديجة الزومي، شيء مقدس ومنزه، حتى لا ينتقدها أحد»، مضيفا أنه لم يمس شرفها، ولم يمس طيلة حياته النضالية بشرف أي كان، لأن ذلك ليس من اخلاقه، بل وضح في تصريح صحافي أمرا يدخل في نطاق «النفاق السياسي والنقابي» لا غير. وقال الاندلسي إن حميد شباط، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام المقبل للاتحاد العام للشغالين، مدح زميلته البرلمانية، في أكثر من مناسبة، الى درجة الاطراء المبالغ فيه خلافا للآخرين الذين يعملون الى جنبه، أو معه، مشيرا الى أن القصد من تصريحه لا يعني المس بالشرف، بل الامر يتعلق بسياق سياسي ونقابي.