جنوب أفريقيا تنفي تراجعها عن وقف تقديم المساعدات لزيمبابوي

موغابي دعا حزبه إلى الوحدة وجدد رفضه الاستقالة

TT

أكدت جنوب افريقيا امس أنها لن تسلم مساعدات زراعية بأكثر من 30 مليون دولار الى زيمبابوي إلا بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية لتنفي بذلك ما جاء في تقرير اعلامي في زيمبابوي بأن جنوب افريقيا تراجعت عن قرار بوقف المساعدات. وفي الوقت الذي تساعد فيه جنوب افريقيا ودول أخرى واقعة جنوب القارة الافريقية زيمبابوي على مواجهة تفشي وباء الكوليرا، قالت جنوب افريقيا القوة الاقليمية، الشهر الماضي، انها لن تقدم مساعدات غذائية لجارتها زيمبابوي إلا بعد تشكيل حكومة ائتلافية.

واعتبرت الخطوة أول اجراء عقابي تتخذه جنوب افريقيا ضد زيمبابوي التي تعاني من نقص حاد في الغذاء واشارة إلى حالة الاحباط من فشل جارتها في تفعيل اتفاق متعثر لتقاسم السلطة والقضاء على أزمة اقتصادية.

ويرى بعض المحللين ان جنوب افريقيا ودولا افريقية أخرى اتخذت موقفا لينا مع روبرت موغابي رئيس زيمبابوي. ويريدون أن يروا المزيد من الضغوط الاقليمية عليه لانهاء حالة التعثر السياسي. ونقلت صحيفة «صنداي ميل» المملوكة للدولة في زيمبابوي عن وزير الزراعة روجاري جومبو قوله ان مدخلات زراعية مثل بذور الذرة والأسمدة والوقود تشكل جزءاً من حزمة جنوب افريقية بقيمة 300 مليون راند وصلت الى زيمبابوي. وقالت الصحيفة «أرسلت حكومة جنوب افريقيا مدخلات زراعية الى زيمبابوي بموجب دعم زراعي بقيمة 300 مليون راند». لكن ثابو ماسيبي المتحدث باسم كجاليما موتلانثي رئيس جنوب افريقيا علق «قلنا اننا سنتمكن من تقديم مساعدات زراعية بقيمة نحو 300 مليون راند بمجرد تشكيل حكومة جديدة ولم يتغير هذا الامر».

وأضاف «لكن توجد جهود لمساعدة الازمة الانسانية فربما يكون هذا هو ما يشيرون اليه». من جانبه، دعا الرئيس موغابي حزبه الى «الوحدة» وأكد انه يرفض مرافقة نظيره الاميركي جورج بوش الى «موته السياسي» في نهاية ولايته الرئاسية. وقال موغابي في ختام اعمال المؤتمر السنوي لحزبه في مدينة بيندورا (80 كلم من العاصمة) ان «الرسالة من هذا الاجتماع هي انه يتوجب علينا ان نكون موحدين ضد كل قوى الانفصال وكل القوى التي تسعى في داخل وخارج البلاد، الى تدمير وحدتنا».

واضاف ان الاتحاد الوطني الافريقي في زيمبابوي الجبهة الوطنية (زانو) يجب ان «يبقى موحدا ويبقى الحزب الوحيد في البلاد الذي له تاريخ»، مضيفا ان «زيمبابوي لن تصبح ابدا مستعمرة جديدة». واكد مجددا انه لن يغادر السلطة على الرغم من الدعوات الى الاستقالة التي اطلقتها دول عدة من بينها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. من جانب آخر، اعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية جنداي فرايزر امس في بريتوريا ان لا امكانية لتشكيل حكومة وحدة وطنية في زيمبابوي مع الرئيس روبرت موغابي.

وقالت فرايزر للصحافيين «لقد فقدنا كل امل برؤية حكومة وحدة وطنية مع وجود موغابي في الحكم. لقد فقد كل حس بالواقع» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

واضافت «كنا مستعدين لاستخدام نفوذ الولايات المتحدة للتفاوض مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لشطب ديون زيمبابوي البالغة ملياري ومائتي مليون دولار ولكننا لم نعد كذلك».