الفلسطينيون يتدافعون أمام المخابز قبل إغلاقها في غزة

أزمة خبز خانقة في القطاع بسبب نفاد الدقيق وغاز الطهي

TT

في اخطر مؤشر على تداعيات الحصار المفروض على قطاع غزة يخشى الفلسطينيون ألا يتمكنوا من تناول الخبز بسبب نفاد الدقيق والغاز المستخدم في الطهي. فمنذ ساعات الفجر الأولى تدافع الآلاف من الفلسطينيين على المخابز التي لم تغلق أبوابها بعد في محاولة للحصول على بعض الخبز. وجراء الازدحام الكبير على بوابات المخابز فقط تطلب الأمر استدعاء قوات شرطة للحفاظ على النظام ولتنظيم الناس الذين تدفقوا على المخابز. من ناحيته قال عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية أصحاب المخابز إن عدداً كبيراً من المخابز خاصة في مدينة غزة توقف عن العمل بالفعل بسبب نفاد الدقيق وغاز الطهي. ونوه العجرمي الى أنه من المتوقع ان تتوقف بقية المخابز عن العمل في وقت قريب، مشيراً الى أن بعض المخابز توقف عن العمل بسبب نفاد غاز الطهي من مخازنها، مع العلم أن إسرائيل منعت دخول غاز الطهي منذ شهرين، باستثناء كمية بسيطة جداً منه. واضاف العجرمي أن وزارة الاقتصاد الوطني في الحكومة المقالة تعهدت بجمع كميات الدقيق المتواجدة بالمطاحن وتشغيل المخابز بكامل طاقتها الإنتاجية في مسعى للسيطرة على الأزمة التي ظهرت بالسوق بعد تعليق الأونروا لمساعداتها، في حين تعهدت الوزارة بتزويد بعض المخابز بغاز الطهي لحرق الدقيق المتواجد في بعضها.

من ناحية ثانية قالت شركة مطاحن السلام الفلسطينية للدقيق وهي الشركة الوحيدة التي تقوم بانتاج الدقيق في القطاع أن مخزونها من القمح نفد، وأن المطاحن التي تعمل لصالح الشركة قد توقفت عن العمل منذ الخميس الماضي. وقال عبد الدايم عواد مدير عام الشركة إن قطاع غزة بحاجة يوميا إلى أكثر من 5 آلاف طن من القمح لسد حاجة المواطنين الفلسطينيين من القمح. وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) قد أعلنت قبل أيام عدة وقف برامجها الغذائية المقدمة لمئات الآلاف من المواطنين في قطاع غزة وذلك بسبب نفاد كميات الدقيق من مخازنها. ورغم تدخل سكرتارية الامم المتحدة، إلا ان براك رفض السماح للانروا والمؤسسات الإنسانية الأخرى من إدخال كافة السلع والمواد الغذائية والدقيق إلى قطاع غزة واصر على مواصلة إغلاق مختلف المعابر التجارية الذي ترافق مع منع دخول القمح إلى مطاحن القطاع. من جهة أخرى، وجه النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، رسالة عاجلة إلى بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة طالبه فيها بالتدخل السريع لتأمين احتياجات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» التي أوقفت عملها في غزة جراء إغلاق المعابر، ومليون ونصف المليون محاصر في القطاع. وشدد الخضري، خلال رسالته على أن القطاع الذي يتعرض لإغلاق شامل ومحكم من قبل سلطات الاحتلال، بات يعاني من نقص حاد في السلع والمواد الأساسية، إلى جانب الخطر الكبير على حياة 750 ألف لاجئ يعتمدون بشكل كلي على مساعدات الأونروا. وأشار الخضري، إلى نقص الأدوية والمستلزمات والمستهلكات الطبية مما ينذر بخطر كبير على حياة المرضى، إلى جانب تواصل حجز البضائع في الموانئ الإسرائيلية ونقصها من السوق في غزة. ولفت إلى ارتفاع نسبة البطالة والمتعطلين عن العمل جراء الحصار إلى 65%، ومن هم تحت خط الفقر إلى 80%، مطالباً الأمم المتحدة بضرورة التدخل واستخدام كل وسائلها بما فيها فرض عقوبات على الاحتلال لإنهاء الحصار. وشدد على أن الأزمات تتصاعد في غزة، فمن محطة توليد الكهرباء المتوقفة عن العمل بشكل كامل منذ أسبوع بسبب نفاد السولار الصناعي اللازم لتشغيلها، مما أدى لغرق أكثر من 70% من مناطق غزة بالظلام الدامس. واعتبر الخضري أن ما يحدث في القطاع انتقل من مرحلة العقوبة الجماعية للإبادة ثم حكم بالإعدام على مليون ونصف المليون يقطنون القطاع المحاصر منذ عامين.