القادة الـ14 استمعوا إلى «استراتيجية» جعجع الدفاعية.. وقرروا تشكيل لجنة لتوحيد «الاستراتيجيات»

الجلسة الثالثة للحوار الوطني تتسم بالهدوء والتضامن السياسي مع غزة

رئيس الجمهورية اللبناني، ميشال سليمان، مترئسا أمس جلسة الحوار الوطني في قصر الرئاسة في بعبدا (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

اتسمت الجلسة الثالثة لمؤتمر الحوار الوطني اللبناني التي عقدت أمس في القصر الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال سليمان، بـ«الهدوء والسلاسة» خلاف ما كانت توحي به المواقف والتصريحات الاعلامية في الآونة الاخيرة.

وبعد ساعات ثلاث من المداولات حول مشروع الاستراتيجية الدفاعية الذي قدمه رئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية»، توافق القادة الـ14 للفرقاء اللبنانيين على «التزام نهج التهدئة السياسية والاعلامية (على مستوى الداخل وتجاه الدول الشقيقة والصديقة والمسؤولين فيها)، كما أعربوا عن «تضامنهم مع غزة وشعبها... والسعي لتحقيق مزيد من المصالحات وتعزيز فرص نجاح الحوار» و«العمل من خلال لجنة من الخبراء ينتدبونهم على ايجاد خلاصات وقواسم مشتركة من مختلف الطروحات ومشاريع الاستراتيجيات الدفاعية» التي سيتقدم بها الفرقاء في الاجتماعات اللاحقة بدءاً بالجلسة الرابعة التي ستعقد في القصر الجمهوري في الثاني والعشرين من يناير (كانون الثاني) المقبل.

افتتح سليمان جلسة الأمس عند الساعة الحادية عشرة والربع، بعدما اكتمل عقد القادة المتحاورين الذين تتابع وصولهم كالآتي: رئيس مجلس النواب نبيه بري وصل الساعة العاشرة وعقد مع سليمان اجتماعاً استمر ساعة. ثم وصل تباعاً: رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، النائب اغوب بقرادونيان، النائب ميشال المر، رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس الاسبق للجمهورية أمين الجميل الذي قال: «نحن متفاهمون مع الدكتور جعحع على كل شيء بما فيه المشروع السويسري»، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، النائب بطرس حرب، رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون، وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي، رئيس الكتلة الشعبية وزير الزراعة ايلي سكاف، رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، النائب غسان تويني، رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري الذي سئل عما اذا كان سيطرح استراتيجية دفاعية في جلسة اليوم، فأجاب بالنفي.

وقبل انعقاد الجلسة توزع القادة مجموعات في البهو الكبير وقرب طاولة الحوار، ولفت الحضور ان جنبلاط ورعد بقيا معاً حتى بدء الجلسة.

وعلم أن جعجع قدم مشروع الاستراتيجية الدفاعية، الذي أخضع لنقاش أولي، وأوضح لدى مغادرته انه «حصلت ملاحظات أولية وطرق أسئلة واستفهامات»، مضيفاً «أن النائب محمد رعد قال ان هناك جهداً وضع في الورقة وسندرسها». في حين التقى النائب غسان تويني بالقول «لا شيء يصلح لمانشيت (عنوان رئيسي)».

وأوضح بطرس حرب أنه «سيقدم تصوره في الجلسة المقبلة» وكذلك أعلن الوزير محمد الصفدي. وأشار محمد رعد الى أنه «سيصار الى تشكيل لجنة لدراسة التقاطعات في التصورات المقدمة».

وبعد رفع الجلسة في الثانية والنصف بعد الظهر صدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية البيان الآتي:

«استأنفت طاولة الحوار أعمالها في مقر رئاسة الجمهورية في تاريخ 22/12/2008 برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبمشاركة جميع أفرقاء الحوار. افتتح فخامة الرئيس الجلسة بعرض لأبرز التطورات التي حصلت على الصعيد الداخلي وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي، داعيا الى الاستمرار في تعزيز عمل المؤسسات وإلى وحدة الصف في مواجهة التحديات. وعرض كذلك ما حصل من تقدم في مجال تنفيذ المقررات التي تم التوافق عليها في الجلسة السابقة، داعيا الى المزيد من الجهد لالتزام كل مضامينها، وخصوصا في مجالي التهدئة والمصالحات. وتابع المتحاورون مناقشة موضوع الاستراتيجية الدفاعية. وبنتيجة المداولات توافق المجتمعون على الأمور الآتية: 1ـ التزام نهج التهدئة السياسية والإعلامية (على مستوى أفرقاء الداخل وفي اتجاه الدول الشقيقة والصديقة والمسؤولين فيها)، بما يخدم مقتضيات السلم الأهلي ومصالح لبنان العليا. 2ـ الإعراب عن التضامن السياسي مع غزة وشعبها في مواجهة الحصار الإسرائيلي اللاإنساني الذي تتعرض له. 3ـ التنبه إلى الأخطار التي قد تنجم عن تطورات الظروف الإقليمية. 4ـ المضي في السعي لتحقيق المزيد من المصالحات وتعزيز فرص نجاح الحوار. 5ـ استكمال البحث في موضوع الإستراتيجية الدفاعية الوطنية (ضمن المهل المناسبة) والعمل من خلال لجنة من الخبراء المنتدبين، على إيجاد خلاصات وقواسم مشتركة بين مختلف الطروحات. 6ـ تحديد الساعة الحادية عشرة من نهار الخميس الواقع فيه 22/1/2009 موعدا للجلسة الرابعة في قصر بعبدا. إغتنم فخامة الرئيس هذه المناسبة ليتوجه بأطيب تمنياته إلى أفرقاء الحوار وإلى الشعب اللبناني بمناسبة الأعياد، معربا عن أمله في أن تعم مناخات التوافق والسلام على كل الأراضي اللبنانية».