الهند تمارس ضغوطا على إسلام أباد من أجل محاربة الإرهاب

مقاتلات باكستانية تحلق على ارتفاع منخفض فوق عدد من المدن الرئيسية

شرطي هندي يحرس إسلامياً باكستانياً من حركة «الجهاد الإسلامي» اسمه مظفر أحمد سهيل وقد اعتقل بالقرب من محطة قطارات جامو مع اثنين آخرين من اعضاء عسكر طيبة في كشمير أمس (إ.ب.أ)
TT

أرسلت القوات الجوية الباكستانية مقاتلاتها فوق عدد من المدن الكبرى في مؤشر على زيادة «اليقظة والحذر» في اعقاب هجمات مومباي الشهر الماضي. وذكر هومون فيكار زيفير، المتحدث باسم القوات الجوية، انه «في البيئة الحالية، كثفت القوات الجوية الباكستانية من حالة الحذر والتيقظ». وأجرى سكان العاصمة إسلام آباد ومدينة روالبندي المجاورة ومدينة لاهور الشرقية مكالمات هاتفية لوسائل الاعلام اعربوا فيها عن قلقهم وسألوا عن المقاتلات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة. وتدهورت العلاقات بين الدولتين النوويين باكستان والهند في اعقاب هجمات بومباي التي خلفت 172 قتيلا من بينهم تسعة مسلحين. وفي وقت سابق من هذا الشهر اتهمت اسلام اباد القوات الجوية الهندية بانتهاك اجوائها فوق لاهور والشطر الباكستاني من اقليم كشمير المقسم بين البلدين، الا ان الهند سارعت الى نفي تلك الاتهامات. ويتردد ان حركة «عسكر طيبة» المسلحة المحظورة تنشط في تلك المناطق. وتتهم نيودلهي تلك الجماعة بالوقوف وراء هجمات بومباي. ولاحظت «الشرق الأوسط» حالة اليقظة في طلعات جوية للطائرات العسكرية الباكستانية في سماء كل من لاهور والعاصمة اسلام اباد وروا البندي. والمدن الثلاث قريبة من الحدود الهندية. وكانت الطائرات الهندية اخترقت المجال الجوي الباكستاني الأسبوع الماضي في لاهور والقطاع الباكستاني من كشمير.

وبسبب زيادة النشاط الملحوظ للطائرات العسكرية الباكستانية في سماء المدن الثلاث لاهور وروا البندي واسلام اباد تم الغاء عدد من الرحلات الجوية المدنية. وقال مسؤول في شركة طيران ان القوات الجوية الباكستانية اجرت تدريبات اليوم الاثنين مما ادى الى تأخير رحلتي طيران في الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوتر مع الخصم القديم الهند جراء هجمات مومباي الشهر الماضي. وقال محمد لطيف المتحدث باسم شركة الخطوط الجوية الدولية الباكستانية «تأخرت رحلتا طيران لشركتنا بعض الوقت بسبب اجراء القوات الجوية الباكستانية بعض التدريبات، لكن الأمور عادت الى طبيعتها حاليا». وأضاف أن رحلتي الطيران جرى تأخيرهما في المطار في مدينة لاهور بشرق البلاد على مقربة من الحدود الهندية، لكنه نفى تقارير اخبارية تلفزيونية أفادت برفع حالة التأهب في المطارات الباكستانية. ورفض متحدث باسم القوات الجوية التعليق ردا على سؤال يتعلق بالتدريبات واكتفى بقوله «في ظل الظروف الراهنة تقوم القوات الجوية برفع حالة اليقظة». وكانت باكستان استدعت دبلوماسيا هنديا بارزا في اسلام اباد الاسبوع الماضي للاحتجاج على انتهاك طائرات حربية هندية مجالها الجوي مؤخرا. وكانت الحكومة الباكستانية قالت في 13 ديسمبر (كانون الاول) الحالي ان مقاتلات هندية اخترقت الاجواء الباكستانية فوق اقليمي كشمير والبنجاب. وتعرضت العلاقات بين الجارتين النوويتين لتوتر حاد عقب الهجمات الإرهابية التي وقعت الشهر الماضي في مومباي، وتقول نيودلهي أن جماعة عسكر طيبة المسلحة التي تتخذ من باكستان مقرا لها هي من نفذتها. وقتل 173 شخصا على الأقل، بينهم تسعة مسلحين، خلال الهجمات التي استمرت 60 ساعة وبدأت في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأوقفت الهند محادثات سلام استمرت خمسة أعوام مع باكستان وألغت جولة لمنخبها في لعبة الكريكت إلى باكستان كانت مقررة الشهر المقبل. ومع هذا انكرت باكستان وجماعة عسكر طيبة تورطهما في الهجمات.

الى ذلك قالت الهند امس إن المجتمع الدولي لا يمارس ضغطا كافيا على باكستان من أجل تفكيك الشبكات الإرهابية على أراضيها التي تشكل «أكبر خطر» على الأمن العالمي. وقال وزير الخارجية الهندي برناب موخيرجي لجمهور من 130 مبعوثا هنديا تجمعوا في نيودلهي إن الهند سعت للحصول على دعم المجتمع الدولي في أعقاب هجمات مومباي.

وأضاف موخيرجي «البنية التحتية الإرهابية هذه في باكستان هي أكبر خطر إرهابي للسلم والأمن في العالم المتحضر بأسره. وهناك بعض الجهود إلى الآن من قبل المجتمع الدولي لكن هذا غير كاف». وقال الوزير الهندي: «يجب ممارسة المزيد (من الضغوط) ويجب أن تكون الأفعال متواصلة لنهايتها المنطقية. نحتاج إلى خطوات فعالة ليس فقط في تقديم هؤلاء المسؤولين عن هجمات مومباي إلى العدالة، لكن أيضا للتأكد من أن مثل هذه الأفعال لن تحدث مرة أخرى». وقال الوزير إن استجابة باكستان أظهرت إلى الآن ميلها السابق للجوء إلى سياسة الإنكار والسعي إلى تحويل اللوم والمسؤولية. وذكر موخيرجي إن الهند تصرفت بـ«أقصى درجات ضبط النفس» وتأمل أن يستخدم المجتمع الدولي نفوذه لحث حكومة باكستان لاتخاذ إجراء ضد المتشددين. وقال الوزير«نتوقع أن تتخذ حكومة باكستان المدنية خطوات فعالة للتعامل مع عناصر داخل باكستان لا تزال تواصل استخدام الإرهاب كوسيلة لسياسة الدولة. وعرضت باكستان، التي ألقت باللوم على «عناصر غير حكومية» في تنفيذ الهجمات، التعاون في التحقيقات، لكنها قالت فى وقت لاحق إنه لا يوجد أي دليل ملموس على تورط باكستانى. وانتقد موخيرجي أيضا امس باكستان في أنها لم تحافظ على وعدها بإنهاء الإرهاب عبر الحدود، وقال إن الهند أبقت «كل الخيارات مفتوحة» في ما فسرته وسائل الإعلام الهندية على أنه يعنى إمكانية حدوث عمل عسكري. وصرح في اجتماع مع مبعوثين هنود الى 120 دولة «شددنا على أنه يجب تفكيك البنية التحتية للإرهاب في باكستان الى الأبد». وأضاف أنه لا يزال هناك الكثير الذي ينبغي عمله، مشيرا الى وعود باكستان بكبح الجماعات المتشددة مثل عسكر طيبة وجيش محمد.