مقتل 8 إسلاميين في قصف أميركي محتمل على منطقة القبائل الباكستانية

تدمير سيارتين مليئتين بالأسلحة خلال هجومين منفصلين

TT

أدى هجومان صاروخيان يشتبه ان طائرات أميركية شنتهما امس على منطقة قبلية في شمال غربي باكستان تعرف بأنها معقل لطالبان و«القاعدة»، الى مقتل ثمانية مسلحين اسلاميين على الأقل، حسب مسؤولين. ويأتي هذان الهجومان في اطار سلسلة من الهجمات على المتطرفين في منطقة القبائل المحاذية لأفغانستان يقال ان طائرات اميركية تابعة لوكالة الاستخبارات الاميركية المركزية (سي اي ايه) تشنها. وتسببت هذه الهجمات في ارتفاع التوتر بين واشنطن واسلام آباد. وسقط صاروخان في قريتي كاريكوت وشين ورساك في ولاية وزيرستان الجنوبية الحدودية مع افغانستان، حسب ما صرح مسؤول امني بارز طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المسؤول انه تم «تدمير سيارتين مليئتين بالأسلحة خلال هجومين منفصلين أديا ايضا الى إلحاق أضرار بمنزل». واضاف انه لا يعرف في الوقت الحاضر ما اذا كان هناك قتلى في صفوف طالبان او مسؤولي «القاعدة» إثر الضربتين اللتين تفصل بينهما بضع دقائق. وذكرت مصادر الاستخبارات المحلية انها تعتقد ان المسلحين الذين قتلوا هم من جماعات طالبان الباكستانية. وقال احد الشهود العيان لوكالة الاسوشييتد برس ان أحد هذه الهداف كان منزلا محصنا، مضيفا أنه شاهد مقاتلين من طالبان ينتشلون جثثا من الموقع المهدم. كما قال شاهد آخر لوكالة رويترز انه شاهد مسلحين من القبائل يطلقون النار على الطائرات الاميركية بعد الهجوم. وبحسب المصادر، فقد أفادت التقارير بأن ثلاثة صواريخ استهدفت حافلات محملة بأسلحة مضادة للطائرات، وأن أحد الصواريخ أخطأ هدفه المقصود ووقع بالقرب من منزل. وقال مسؤول استخباراتي محلي في المنطقة، إنه يشتبه بانتماء القتلى لحركة طالبان المتشددة، فرع باكستان. كذلك نقل مسؤول محلي آخر أن تسعة مسلحين أصيبوا بجراح خلال الهجوم الجوي. وأكدت المصادر أن القصف الصاروخي وقع في منطقة تبعد 15 كيلومتراً عن بلدة «وانا» جنوب إقليم وزيرستان المضطرب. غير أن القيادة العسكرية الاميركية عادة ما تلتزم الصمت حيال هذه الغارات المشتبهة التي تشن بواسطة طائرات دون طيار التي يتميز بها سلاح الجو الاميركي العامل في المنطقة، في وقت اشتكت فيه القيادة الباكستانية مراراً من الانتهاك الاميركي لسيادة أراضيها. وتسببت الضربات في حرائق في القريتين مما دفع السكان الى الخروج الى الشوارع في حالة من الفزع، حسب المتحدث الذي اضاف ان منزلا تضرر في الهجمات. وتواصلت الضربات الاميركية رغم تحذيرات مسلحي طالبان المتمركزين في منطقة القبائل الشهر الماضي ان شن اية هجمات اضافية سيقود الى هجمات انتقامية في أنحاء باكستان.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) أدى اطلاق صاروخ اميركي في شمال وزيرستان الى مقتل رشيد رؤوف العقل المدبر المفترض لمخطط كان يرمي الى وضع قنابل على متن رحلات عبر الاطلسي في 2006، وكذلك مسؤول مصري في «القاعدة»، بحسب مسؤول كبير في اجهزة الامن الباكستانية. وتردد ان باكستان احتجت مرارا للولايات المتحدة بان الهجمات تنتهك سيادة أراضيها وتزيد من الاستياء بين سكان الدولة الاسلامية البالغ عددهم 160 مليون نسمة. ووعد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري مؤخرا بعدم تحمل اية انتهاكات لسيادة بلاده، إلا ان بعض المسؤولين قالوا ان هناك تفاهما سريا بين جيشي البلدين للسماح بشن مثل هذه الضربات. وتتعرض اسلام آباد الى ضغوط متزايدة لقمع النشاطات المسلحة داخل حدودها، حيث تقول واشنطن وكابل انها لم تفعل ما فيه الكفاية لوقف المسلحين من عبور الحدود لمهاجمة القوات الأميركية وقوات حلف الاطلسي في افغانستان. وترفض باكستان تلك الاتهامات وتشير الى انها تقوم بعمليات عسكرية ضد المسلحين في منطقة باجور المحاذية لأفغانستان. ويقول الجيش ان اكثر من 1500 متمرد قتل منذ اغسطس (آب). ويشتبه بان اسامة بن لادن زعيم «القاعدة» مختبئ في المناطق القبلية الباكستانية، رغم انه لا توجد معلومات واضحة حول مكان وجوده. وذكر نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني خلال اليومين الماضيين، انه غير متاكد من ان بن لادن، المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، لا يزال على قيد الحياة. وشن الجيش الباكستاني في أواخر يونيو (حزيران) الماضي، عملية عسكرية واسعة ضد تلك التنظيمات المتشددة، هي الأكبر منذ تولي حكومة مدنية السلطة في مارس (آذار) الماضي.