الحريري: لا مصلحة لأحد بتأجيل الانتخابات ونريدها شفافة وديمقراطية

صفير في رسالة الميلاد: الدولة غير متماسكة

TT

اكد رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري ضرورة اجراء الانتخابات النيابية، وقال للصحافيين بعد زيارته البطريرك الماروني نصرالله صفير في بكركي، امس: «نحن اول من يطالب بالانتخابات ونريدها ان تحصل بشفافية وديمقراطية، ولا مصلحة لاحد بتأجيلها».

ورأى صفير الذي وصفه الحريري بـ «ضمير لبنان»، ان الدولة اللبنانية «أصبحت غير متماسكة، والحكومة اشبه بعربة يجرها حصانان احدهما يشد الى الامام والثاني الى الوراء... وكل عمل تريد القيام به نرى في داخلها من يضاد ه ويقاومه ويسعى لاحباطه».

رؤية صفير هذه ضمنها رسالة الميلاد التي وجهها إلى اللبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، وجاء فيها: «لا يمكننا أن نغمض العيون عما نرى اليوم. فالدولة أصبحت غير متماسكة، والحكومة أشبه بعربة يجرها حصانان أحدهما يشد بها الى الأمام، والثاني يشد بها الى الوراء. وقد جرت العادة، في العالم كله، أن تتولى الأكثرية الحكم، حتى اذا أخفقت أو هزلت، أو خذلت، تولت الأقلية الحكم مكانها. وأسباب الخلاف كثيرة عندنا. وكل عمل تريد الحكومة القيام به، ترى في داخلها من يضاده، ويقاومه، ويسعى الى احباطه. والبطالة متكاثرة، والأزمة العالمية طالت بلدنا، وهناك أعداد من اللبنانيين كانوا يعملون في البلدان العربية قد انكفأوا الى لبنان بسبب هذه الأزمة، وربما التحقوا بمن هاجر الى بلدان بعيدة. وكل ذلك يوجب على جميع اللبنانيين الانكباب على أسباب هذا الوضع، ومعالجته بتجرد واخلاص دونما سعي الى ربح شخصي. واذا ربح الوطن ربح جميع أبنائه، واذا خسر خسروا جميعا. ويجب ألا يكون هناك مصالح شخصية، بل مصلحة الوطن هي التي يجب أن تطغى على ما سواها. وهذا لن يتحقق ما دمنا نسمع اللغة التحقيرية التي يتراشق بها اهل السياسة، وهي لغة لم تكن معروفة في غابر الأيام في لبنان. وعبثا يتطلع اللبنانيون الى هذه الجهة أو تلك خارج لبنان، فلن يكون أصدقاؤهم أحنّ عليهم من ذواتهم. واللبناني أبقى وأنفع للبناني من جاره بعيدا كان أو قريبا».

وكان صفير قد استقبل الحريري الذي أدلى بتصريح قال فيه: «البطريرك صفير هو ضمير لبنان». وأكد ضرورة اجراء الانتخابات، وقال: «نحن أول من يطالب بالانتخابات ونريدها أن تحصل بشفافية وديمقراطية، ولا مصلحة لأحد في تأجيلها. ونتمنى أن يكون عيد الميلاد خيرا على اللبنانيين».

وعن امكانية حصول مفاوضات مباشرة بين سورية واسرائيل التي تحدث عنها الرئيس بشار الاسد، قال الحريري: «ان شاء الله يكون السلام بينهما. نريد السلام العادل للبنان وسورية. نحن في لبنان لن نباشر أي مفاوضات مباشرة مع اسرائيل من أجل المصلحة الوطنية، والحكومة هي التي تأخذ القرار مجتمعة». واشار الى «اننا طلبنا من الحكومة السورية ترسيم الحدود وكان الرد أنها لن ترسم الحدود ما دامت مزارع شبعا محتلة، واذ بالرئيس الاسد يطالب من اسرائيل ترسيم الحدود والاراضي المحتلة في الجولان». وأضاف: «اننا مع الشعب الفلسطيني الذي يعاني اليوم في غزة. ونحن ضد الانقسام الفلسطيني لانه يؤثر على القضية المركزية». وشدد على اهمية الاستقرار من اجل تحريك عجلة الاقتصاد، وقال: «لا يجوز ان تكون مشاركا في الحكومة وتحاربها في الوقت نفسه كما هو حاصل الآن».

وزار بكركي أيضاً وفد من الامانة العامة لقوى 14 آذار ضم: المنسق العام النائب السابق فارس سعيد، والنواب مروان حمادة وهنري حلو ونقولا فتوش وانطوان سعد وعمار حوري وسمير فرنجية، النائب السابق كميل زيادة، ادي ابي اللمع، ميشال خوري، ساسين ساسين، انطوان حداد ونديم عبد الصمد.

وإذ قال صفير خلال اللقاء، ان «البلد صغير يجب أن يقوم على أكتاف كل أبنائه، خصوصاً أنه يضم 18 طائفة... وكل طائفة تريد أن تقيم دولة وحدها»، نوه الوفد برسالة الميلاد، وقال سعيد بعد اللقاء: «ان الكنيسة المارونية كانت ولا تزال كنيسة الاستقلال التي أسست هذا الاستقلال عندما لم تكن هناك أصوات تطالب به، وهي تضمن اليوم صون هذا الاستقلال واستمرار بناء دولة الاستقلال». وسئل سعيد: ماذا قدمتم انتم الى صفير؟ فأجاب: «نحن قدمنا تضامننا في ظروف يكثر فيها، لسوء الحظ، انهيار في نظام القيم في لبنان تجاه الصروح الوطنية الكبرى... ونحن جئنا من اجل تقديم التضامن ولنؤكد أننا لا نزال على الطريق التي رسمها غبطته منذ نداء مجلس المطارنة الموارنة في 20 أيلول/سبتمبر 2000». وسئل: أي نوع من العون طلبتم؟ فأجاب:» نحن لا نطلب من غبطته اي عون او تعاون مع قوى 14 آذار. فالبطريرك ليس جزءا من 14 آذار، كما انه ليس الاب الروحي لهذا الفريق، كما يقال ويشاع، بل البطريرك هو اب لجميع اللبنانيين من 8 آذار الى 14 آذار. هو أبو الجميع، وبالتالي ليس مطلوبا من قوى 14 اذار ان يكون مجندا، لا سمح الله، انما هذه الكنيسة هي التي ترسم الاطر ونحن نسير وراءها. ومن غير المطلوب ان تتعاون الكنيسة معنا».