البشير في دارفور: لن نسلم أي سوداني لمحكمة كافرة لمحاكمته

الأمم المتحدة: الحكومة السودانية والمتمردون جندوا نحو 6 آلاف طفل كجنود في الإقليم

TT

كرر الرئيس السوداني عمر البشير رفضه تسليم أي مواطن سوداني لتتم محاكمته خارج الأراضي السودانية، مهاجما في خطاب جماهيري، بمنطقة «سولينقا» بولاية شمال دارفور، معارضين سودانيين، اسماهم بـ«معارضي الفنادق»، بالمتاجرة بقضية دارفور، قائلا لهم «ان الوطن أغلى». فيما قالت الامم المتحدة إن الحكومة السودانية ومتمردي دارفور قاموا بتجنيد ما يقرب من 6 آلاف طفل تبلغ أعمار بعضهم 11 عاما.

وقال البشير في خطابه «نحن أقسمنا بألا نسلم أي سوداني لأي جهة أجنبية أو لمحكمة كافرة لتحاكمه». وأضاف «أنا لن أفرط في ظفر أي سوداني»، مشيراً لتسوية قدمت له من قبل جهات دولية، لعفو عنه مقابل تسليم مسؤولين مطلوبين الى المحكمة الجنائية الدولية، بلاهاي. ورحب الرئيس بالمجهودات الخارجية الساعية لإحلال السلام في السودان، لكنه عاد وقال إن «مبادرة اهل السودان تمثل المخرج من النفق المظلم كونها تمت بتراض سوداني خالص وأنها ناقشت كل القضايا. وحث البشير أهل دارفور لنبذ الفرقة والشتات والعودة لسيرة التعايش الأولى باعتبار ان الاقليم يمثل «ارض القرآن والمجاهدين أحفاد السلطان على دينار والخليفة التعايشي». كما وجه رسالة لأبناء دارفور للعودة والمساهمة في إحلال السلام والتنمية بالإقليم ووصف المساعي الجارية لإيقاف عجلة التنمية بـ«الحلم البعيد» وأضاف: «سنرد على الساعين لإيقاف عجلة التنمية بالمشروعات الجديدة». وقام البشير بافتتاح عدة مشروعات في شمال دارفور وحاضرتها الفاشر على رأسها تدشين طريق الإنقاذ الغربي، والمطار، والمسشفى العسكري.

الى ذلك قالت الامم المتحدة، ان ما يصل الى 6 الاف جندي من الاطفال تبلغ اعمار بعضهم 11 عاما تم تجنيدهم من جانب المتمردين والقوات الحكومية في صراع دارفور بالسودان. وقال رئيس صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة (اليونيسيف) في السودان تيد تشيبان للصحافيين ان صغارا شوهدوا وهم يحملون السلاح رغم ان القانون السوداني والاتفاقيات الدولية تحظر استخدام الاطفال في الصراعات.

وقال تشيبان إن لدى اليونيسيف ادلة على ان كل جماعات المتمردين الرئيسية في دارفور تستخدم الاطفال ومن بينها حركة العدل والمساواة وفصيل جيش تحرير السودان الذي يتزعمه عبد الواحد محمد احمد النور. وقال تشيبان إن القوات الحكومية بما فيها الجيش والشرطة وشرطة الاحتياط المركزية في دارفور والميليشيات المتحالفة مع الدولة جندت افرادا تقل اعمارهم عن 18 عاما. وقال «كل الفصائل والجماعات المسلحة في دارفور استخدمت الاطفال.. وشاهدنا اطفالا يرتدون الزي واطفالا يحملون الاسلحة مع كل القوات تقريبا». واضاف «في سن الحادية عشرة في مثل هذا الموقف اساسا هم يفقدون طفولتهم. انهم يفقدون ادميتهم». واضاف تشيبان، «ولكن ذلك لا يعني انهم جميعا يحملون السلاح وانهم يقاتلون ولكنهم يساعدون مجموعات مسلحة». وقال شيبان ان «هناك مليوني طفل متضررين من النزاع واعتقد ان بينهم 700 الف ولدوا بعد عام 2004. ومعنى ذلك ان هؤلاء عاشوا في منطقة حرب فقط». ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من القوات المسلحة السودانية أو جماعات المتمردين في دارفور.

من جهة ثانية، دافع وزير المالية السوداني عوض أحمد الجاز عن الأوضاع في بلاده، نافياً وجود أي تأثير لما يتحدث عنه الإعلام «المغرض» على فرص الاستثمار في السودان، كما نفى في ذات الوقت تأثر السودان مثل بقية الدول بالأزمة المالية العالمية، ومشاكل الأمن الغذائي وأنه سلم من كل هذه المشكلات. وقال «لكن لا ننكر بأننا تضررنا فقط من انخفاض أسعار النفط باعتبارنا دولة تصدر البترول».

وقال الجاز خلال لقاء مع عدد من رجال الأعمال المصريين بالقاهرة أنه بلاده تتحقق منذ عشر سنوات معدلات عالية في النمو، كان أقلها 7% «رغم الكيد الغربي والحروب الإعلامية الظالمة على السودان». وحذر من أن هذه الأزمات إذا كانت مالية أو غذائية تتطلب تحركا عاجلا، مشيرا إلى أن أي انتظار يعد مضيعة للوقت خاصة أن السودان مفتوح للاستثمار أمام الجميع.

وقال الجاز إن «البعض قد يسمع عن بعض المشاكل في السودان من خلال إعلام مغرض يستهدف السودان وهناك من يتوقف طويلاً أمام رغبته للاستثمار هناك ولذلك نقول إن الذي لديه رغبة حقيقية لأن يستثمر يمكن الحضور للسودان ويتجول في كل أنحاء البلاد ليتأكد بنفسه من الاوضاع». وأضاف «ليست هناك حياة بلا مشاكل» ضاربًا مثلاً بالصينيين، مشيرًا إلى أنهم «استثمروا في مناطق كانت الحرب مشتعلة فيها واستمروا ونجحوا وحققوا أرباحا والآن أكثر من أربعة آلاف صيني موجودون في السودان وفي أطرافه وانصهروا في مجتمعات لا تعرف ثقافاتهم ولا لغتهم».