رايس: سيدرك العرب أننا دافعنا عن حقهم في التمتع بالحقوق التي نتمتع بها

قالت إن أميركا كسبت معارك ضد القاعدة ولكن الحرب لم تنته

TT

قبل نحو شهر على مغادرتها منصبها مع انتهاء ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش في 20 يناير (كانون الثاني)، اعترفت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بانها لم تحقق بعض الاهداف التي حددتها لنفسها لكنها اكدت انها واثقة من ان التاريخ سينصفها في نهاية المطاف. وقالت رايس في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، انها تدرك ان شعبية الولايات المتحدة «ليست ممتازة» في العالم العربي، وأضافت: «ادرك ان العرب يعتبرون جزءا من علاقاتهم مع الولايات المتحدة فترة إهانة وقلة احترام.. هذا لم يبدأ مع الرئيس بوش ولن ينتهي معه بالتأكيد». الا انها تابعت تقول: «لكن مع الوقت، اعتقد انه سيتم احترام واقع ان الولايات المتحدة دافعت عن العالم العربي وعن حق العرب في التمتع بالحقوق نفسها التي نتمتع بها نحن».

واكدت رايس ان التاريخ سيؤكد ان بوش كان محقا عندما يكشف ان العراق الجديد المنبثق عن الحرب التي بدأت منذ خمس سنوات «سيغير وجه الشرق الاوسط»، مشيرة الى انه «سيكون اول ديموقراطية متعددة الاتنيات ومتعددة الطوائف في العالم العربي». واشارت الى ان تحريك عملية السلام في انابوليس منذ اكثر من عام لم يؤد الى اتفاق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين، لكنها اكدت ان الوضع في الشرق الاوسط تحسن كثيرا بالمقارنة مع ما كان عليه في 2001 عندما تسلم بوش السلطة، وقالت: «صحيح اننا لم نتوصل الى اقامة دولة فلسطينية. صحيح ان حماس تخرب في غزة. لكن اذا قارنا ذلك مع الوضع في 2001 لا يمكننا الا الاعتراف باننا قطعنا طريقا طويلا». ولم تسمح الحرب على الارهاب التي بدأها بوش في 2001 بالقضاء على تنظيم القاعدة ولا اعتقال زعيمه اسامة بن لادن ولا منع عناصره من التمركز في العراق، لكن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والعراقيون «قريبون جدا» من الحاق «هزيمة نكراء» بهم في العراق، على حد قول رايس.

اما حول حركة طالبان التي تعزز نفوذها في المناطق الحدودية بين افغانستان وباكستان، فقد قالت رايس: «لا اعتقد انه يمكن القول إنهم لا يواجهون اي مقاومة او انهم يتقدمون». وأضافت: «نحن نكسب معارك عديدة لكن الحرب لم تنته». ولم تحقق العقوبات الدولية التي فرضت على ايران بمبادرة من الولايات المتحدة في اغلب الاحيان لاقناع نظام طهران بالتخلي عن برنامجها النووي، هدفها. لكن رايس ما زالت تراهن على الضغوط المالية. وقالت ان «الاقتصاد (الايراني) كان منهارا قبل انخفاض اسعار النفط». واضافت «نتساءل الان، كم من الوقت سيصمدون نظرا للظروف ولعزلتهم المتزايدة». وقررت رايس العودة الى كاليفورنيا في نهاية يناير (كانون الثاني)، الى جامعة ستانفورد قرب سان فرانسيسكو، حيث ستسترد وظفيتها في مركز الابحاث «هوفر انستيتوشن» المتخصص بالعلاقات الدولية. وقالت: «سأؤلف كتابا في السياسة الخارجية وهو أمر يجب على كل وزير للخارجية فعله على ما اعتقد». واضافت: «لا اعرف ما اذا كنت سافعل ذلك فورا او بعد بعض الوقت لان هذه الفترة شهدت اضطرابات شديدة كانت لها انعكاسات كبيرة وهذا يتطلب بعض التفكير».