غينيا: الجيش يعلن سيطرته على السلطة ويعلق الدستور بعد وفاة الرئيس

رئيس الوزراء يؤكد أن حكومته لم تحل.. ورئيس البرلمان يقول إن الجيش منقسم حول تنفيذ الانقلاب

لانزانا كونتي
TT

أعلن الجيش في غينيا استيلاءه على السلطة أمس بعد ساعات على وفاة رئيس البلاد لانزانا كونتي، وقال الجيش في بيان بثته الاذاعة الحكومية إنه تم حل الحكومة وتعليق العمل بالدستور، الا ان الحكومة قالت في ما بعد انها ما زالت تعمل وانه لم يتم حلها. وقال صحافيون في مقر الاذاعة الحكومية ان مجموعة من الجنود دخلت المبنى وأجبرت الموظفين على بث البيان. وجاء في البيان الذي بث على الهواء مباشرة، ان مجلسا حاكما سيشكل وسيعين رئيسا في الايام المقبلة. وأضاف أن المجلس سيعين أيضا رئيس وزراء جديدا وسيشكل حكومة لمكافحة الفساد. الا ان رئيس وزراء غينيا احمد تيديان سواري قال ان حكومته لم تحل رغم مزاعم العسكريين الانقلابيين الذين اكدوا انهم استولوا على السلطة وقاموا بحل كافة مؤسسات الدولة. وقال لاذاعة «فرانس انترناسيونال» ان «الحكومة لم تحل» وانها تعمل على ترتيب جنازة الرئيس لانسانا كونتي الذي توفي في وقت متأخر من ليل الاثنين.

من جهته، قال رئيس الجمعية الوطنية (البرلمان) ابوبكر سومباري ان هناك محاولة انقلاب جارية في البلاد، لكنه لا يعتقد ان المحاولة تلقى تأييد كل القوات المسلحة. وقال سومباري لقناة تلفزيون «فرانس 24» الفرنسية: «هناك محاولة انقلاب. لا اعتقد ان كل الجيش يقف وراءها...انها مجموعة».

وكانت حكومة غينيا قد أعلنت أن الرئيس لانسانا كونتي توفي بعد صراع مع المرض مخلفا فراغا محتملا في السلطة في الدولة الواقعة بغرب افريقيا بعد ان حكمها لما يقرب من ربع قرن. وعندما اجتمع زعماء الحكومة لاعلان وفاة كونتي على شاشة التلفزيون في الساعات الاولى من أمس، أمر قائد الجيش ديارا كامارا القوات بحماية المواقع الاستراتيجية وحدود البلاد. وقال رئيس الجمعية الوطنية أبوبكر سومباري الذي رافقه خلال اذاعة النبأ رئيس الوزراء أحمد تيديان سواري وقائد الجيش ومسؤولون اخرون، ان كونتي توفي الليلة الماضية. ويعتقد أن كونتي كان عمره 74 عاما. وطلب سومباري من المحكمة العليا في غينيا تعيينه رئيسا للبلاد عملا بالدستور. وقال في البيان الذي بثه التلفزيون: «لدي مهمة ثقيلة وصعبة لابلاغكم بعميق الاسى وفاة الجنرال لانسانا كونتي رئيس جمهورية غينيا». وبينما كان يعزف النشيد الوطني لجمهورية غينيا أعلن سومباري حدادا وطنيا 40 يوما في أكبر دولة مصدرة للبوكسيت في العالم، وهو معدن خام يستخرج منه الالومنيوم.

وأشاد سومباري بكونتي الذي كان يحب ان يزرع الارز مع المزارعين في غينيا، ويستقبل زائرين بوصفه «مزارعا حقيقيا وجنديا شجاعا». وعلى الرغم من تردد شائعات لعدة أيام في العاصمة الساحلية كوناكري بأن كونتي كانت حالته خطيرة، الا ان الحكومة اختارت الساعات الاولى من الصباح لاعلان نبأ وفاته عندما كان معظم الناس نائمين وكانت الشوارع هادئة. وكانت الدولة الفقيرة التي حكمها الجنرال كونتي وهو مدخن ومريض بالسكري، قد شهدت في السنوات الاخيرة أعمال شغب مناهضة للحكومة واضرابات وسلسلة من التمرد العسكري الدامي.

وحكم كونتي غينيا منذ عام 1984 عندما استولى على السلطة بعد وفاة سيكو توري أول رئيس لهذا البلد الذي كان مستعمرة فرنسية، في مستشفى أميركي. وفور اعلان الجيش استيلاءه على السلطة، دعت فرنسا، رئيسة الاتحاد الاوروبي، الى «احترام الدستور» في غينيا. وقال اريك شوفالييه المتحدث باسم الخارجية الفرنسية ان «الاتحاد الاوروبي يدعو المسؤولين السياسيين والمؤسسات المدنية والعسكرية الى احترام الدستور بما يخدم مصلحة البلاد والشعب الغيني لضمان عملية انتقالية سلمية تمهيدا لتنظيم انتخابات حرة وشفافة».