دبلوماسي مصري سابق يرى استعداد سورية للتضحية بحلفائها.. وآخر يعتقد أنها تنسق معهم

اتفقا على أن هدف دمشق هو أميركا

TT

اتفق خبيران دبلوماسيان مصريان على أن طلب سورية، التفاوض مباشرة مع إسرائيل، بمثابة رسالة موجهة من دمشق الى الإدارة الأميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما، وطلب للحوار مع واشنطن وليس تل أبيب، لكن الخبيرين اختلفا على احتمالات تضحية سورية بحلفائها مقابل علاقة مع أميركا، إذ رأى أحدهما أن هناك تنسيقا بين دمشق وطهران، وأعرب الآخر عن اعتقاده باستعداد سورية لذلك.

وقال السفير حسن عيسى الرئيس الأسبق لإدارة إسرائيل في وزارة الخارجية المصرية إن سورية تجري مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل منذ ثلاث سنوات، ولكن كان هدف دمشق الرئيسي طول الوقت هو اتخاذ خطوة باتجاه الولايات المتحدة، وأشار إلى أن ذهاب سورية في هذا الاتجاه سيؤثر بلا شك على علاقتها مع حلفائها في المنطقة (إيران وحركة حماس وحزب الله)، ويعتقد الدبلوماسي المصري «أن سورية بشكل عام ودوائرها الدبلوماسية بشكل خاص، لا مانع لديها من التضحية بحلفائها في المنطقة، في مقابل علاقة جيدة مع الولايات المتحدة، والوصول إلى تسوية سلمية مع إسرائيل حول هضبة الجولان المحتلة».

وأضاف عيسى أن سورية ماطلت طويلاً في تلك المفاوضات غير المباشرة حتى تذهب إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش، وتأتي الإدارة الجديدة في البيت الأبيض، لأن إدارة بوش كانت ترى أن سورية ليست جديرة بالمشاركة في أي حوار، لدرجة أن بوش حاول أكثر من مرة إقناع إسرائيل بعدم جدوى المفاوضات مع سورية، لكن إسرائيل كطرف إقليمي مجاور لسورية ترى من موقعها أن هناك إمكانية حقيقية لعزل سورية عن إيران، عبر حوار ومفاوضات معها سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، ذلك أن مصالح سورية ستغلب على قرارها، وموقفها في النهاية.

واعتبر عيسى أن أوباما ذهب خلال حملته الانتخابية إلى حد إعلانه الاستعداد للتفاوض مع إيران، وليس سورية، وأنه لا يريد التصادم مع أحد.. كل ذلك كان كفيلاً بدفع سورية بقوة، في اتجاه التفاوض مع إسرائيل. وقال إنه فيما لو نجحت سورية في تحقيق مصالحها القومية من خلال إسرائيل، وأميركا فإنه يمكنها بلا شك الاستغناء عن حلفائها الحاليين.

من جانبه أكد الدكتور السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن سورية وكافة الأطراف متعجلة للوصول إلى تسوية بين سورية وإسرائيل حول الجولان، ذلك أن الخريطة الاميركية للشرق الأوسط في العام الجديد وفي ظل الإدارة الأميركية الجديدة، تضع سورية كلاعب إقليمي رئيسي وليس مصر، وبالتالي فإن تسوية نزاع سورية ـ إسرائيل ضرورة قصوى، حتى تتم تهدئة الأمور في العراق أيضاً، خاصة بعد انسحاب قوات التحالف من العراق. وبالنسبة لحلفاء سورية في المنطقة (إيران وحركة حماس وحزب الله)، فأعرب الأشعل عن اعتقاده بأن هناك تنسيقا بينهم فيما يتعلق بالمفاوضات بين سورية وكل من إسرائيل وأميركا، ذلك أن أميركا أولا في ظل الإدارة الجديدة بصدد التفاوض مع إيران، كما أن واشنطن تحتاج بشدة إلى إيران لتهدئة الأوضاع في وسط آسيا، وكذلك لإعطاء أميركا وضعاً جيدا تستطيع من خلاله التعامل مع النزاع المتفجر بين الهند وباكستان. وأشار الأشعل إلى أن القاعدة الحاكمة للعلاقة بين سورية وإيران هي حرية كل طرف في التحرك في أي اتجاه دون أن يؤثر على مصالح الطرف الآخر، واعتقد أنهما يحافظان حتى الآن على هذه القاعدة.