حالة من الهستيريا تسود المدن الإسرائيلية في محيط غزة بسبب الصواريخ

الكثير من هالي سديروت يغادرونها خوفا

سيدات من عائلة رعد الرابح احد كوادر حماس العسكريين الذين قتلوا خلال جنازته امس (إ.ب.أ)
TT

تسود حالة من الخوف والهستيريا المدن والبلدات والقرى التعاونية اليهودية المحيطة في قطاع غزة منذ انتهاء العمل بالتهدئة وتواصل إطلاق الصوايخ. وذكرت وسائل الاعلام الإسرائيلية أن عدداً كبيراً من مواطني مدينة سديروت، التي تقع على مسافة 7 كيلومترات شمال شرقي مدينة غزة، غادروها لأنها أكثر المستوطنات تعرضاً للقصف. فشوارع المدينة التي يقطنها بشكل خاص يهود من أصول عربية، ويهود روس وإثيوبيون، تبدو خالية من المارة، فضلاً عن إغلاق الكثير من المقاهي ومرافق الترفيه ابوابها. وتبين تقارير وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الكثير من أهالي البلدة توجهوا للإقامة لدى أقاربهم في مناطق الوسط والشمال أو اقصى الجنوب. وقال احد المواطنين أنه كان في المرات السابقة يتوجه للإقامة في مدينة بئر السبع التي تقع على مسافة 35 كيلومترا شرق المدينة، إلا أنه لم يعد يرغب في التوجه لهذه المدينة بعدما استمع الى يوفال ديسكين رئيس جهاز المخابرات الداخلية «الشاباك» الذي قال، إن لدى حركة حماس صواريخ بإمكانها أن تصل حتى ضواحي بئر السبع. وتدرس الحكومة وسلطات الحكم المحلي نقل الطلاب للدراسة خارج المدينة بسبب الظروف الامنية، مع العلم أنه سبق أن تم نقل الطلاب للدارسة خارج المدينة. في هذا الأثناء كشف مركز صحي حكومي في سديروت النقاب عن أنه بسبب تدهور الاوضاع الأمنية في المدينة فقد الكثير من الاطفال القدرة على النطق. وحسب مركز حوسن (الحصانة)، الذي يعنى بمتابعة أوضاع الأطفال في المدينة فإن الكثير منهم يصلون عمر الخامسة دون أن يكونوا قادرين على النطق، في حين انتكس القسم الآخر وأصبح يتهته بعد أن كان يتكلم بشكل جيد. وقالت داليا يوسيف مديرة المركز، إنه لا يوجد لديها أي شك أن سبب التدهور في قدرة الأطفال في المدينة على الكلام يعود الى الأوضاع الأمنية والخوف المستبد بهم.

وكان استطلاع قد أجري مؤخراً في أوساط اهالي المدينة تبين منه أن 66 في المائة منهم يرغبون في مغادرة المدينة فوراً، بسبب صواريخ المقاومة، في حين قال 94 في المائة منهم إنهم قلقون ويخشون من إصابة أحد أفراد العائلة من هذه الصواريخ، وأكد 80 في المائة منهم أن الحكومة الإسرائيلية «لا تكترث بشكل حقيقي بقضيتهم»، وإنه لو كانت الصواريخ سقطت على بلدة في وسط إسرائيل، حيث يسكن اليهود من أصول غربية والأغنياء، لكان رد فعل الحكومة عليها مختلفاً، مع العلم أن معظم اهالي سديروت هم من اليهود الشرقيين.