الحص يستبعد «انفراد» سورية باتفاق سلام مع تل أبيب

تصريح الرئيس السوري عن المحادثات المباشرة مع إسرائيل يتفاعل في لبنان

TT

علق أمس الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سليم الحص على قول «الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد منذ يومين ان سورية على استعداد للخوض في محادثات مباشرة في يوم من الايام مع اسرائيل». وإذ اعتبر «أن السلام لا يكون حقيقيا ومستداما الا اذا كان عادلا»، سأل: «هل الرئيس السوري في قوله ان سورية على استعداد للدخول في محادثات مباشرة مع اسرائيل، يعني الانفراد في توقيع سلام مع الكيان الصهيوني دون الالتفات الى مصير فلسطين؟ نحن نستبعد ذلك كليا».

وقال الحص في تصريح: «هذه ليست المرة الاولى التي يتحدث فيها الرئيس السوري عن احتمال التوصل الى اتفاق سلام مع العدو الصهيوني. من الطبيعي ان يسود السلام في المنطقة العربية لا بل في العالم اجمع. ولكن السلام لا يكون حقيقيا ومستداما الا اذا كان عادلا. ولا يكون السلام مع العدو الصهيوني عادلا الا اذا كان شاملا. فما كان السلام المعقود في منطقتنا الا سببا لمشكلة. كان ذلك عندما عقدت الشقيقة مصر اتفاق كمب ديفيد، وكذلك عندما عقدت الشقيقة المملكة الاردنية اتفاق وادي عربة. لن يكون سلام عادل من دون حل عادل لقضية فلسطين تحديدا. انها لب قضية المنطقة، لا بل هي قضية المصير العربي. لذا نحن نتساءل: هل الرئيس السوري في قوله ان سورية على استعداد للدخول في محادثات مباشرة مع اسرائيل، يعني الانفراد في التوقيع على سلام مع الكيان الصهيوني دون الالتفات الى مصير فلسطين؟ نحن نستبعد ذلك كليا». وختم: «نرجو ان تكون محادثات السلام شاملة على الاقل سورية وفلسطين ولبنان وربما اقطارا عربية اخرى، ولتكن في اطار جامعة الدول العربية اذا امكن». من جهته، اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس «ان لبنان ليس بحاجة للتفاوض مع اسرائيل وان عليها ان تنفذ القرارات الدولية». وردا على سؤال لـ«وكالة الأنباء اللبنانية» حول ما إذا كان يمكن للبنان البقاء خارج المفاوضات اذا انطلقت؟ أجاب خريس بداية، من حيث المبدأ نحن كفريق سياسي ضد المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية، فلبنان لا يحتاج الى مفاوضات بل الى ان تنفذ اسرائيل القرارات الدولية. ويوم حصل مؤتمر مدريد وكان الرئيس نبيه بري وزيراً في حكومة الرئيس عمر كرامي كان موقفه هو الموقف الاعتراضي الوحيد على دخول لبنان في مفاوضات، لأننا نعرف ان اسرائيل لا تستجيب لمفاوضات ولا لتنفيذ قرارات دولية، وبمراجعة بسيطة نكتشف انها لم تلتزم بذلك طوال تاريخها، وهي لم تنسحب من لبنان بفعل المفاوضات او القرارات الدولية بل بفعل المقاومة وضرباتها وصمود الناس».

إلى ذلك اعتبر الوزير اللبناني السابق وديع الخازن، «أن ما دعا إليه الرئيس بشار الأسد يوم أمس من تحويل المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية إلى مفاوضات مباشرة فيه الكثير من شجاعة الرأي وصلابة المواجهة». وقال: «الرئيس الأسد واثق من أن التوقيت اليوم لإبرام مفاوضات عادلة وشاملة هو في صالح سورية ولبنان على هذا المفترق المصيري الذي تتمايز فيه سياسات الغرب من التورط الأميركي في العراق وتراجع حماسة المنظمة الدولية عن تأمين الغطاء لبقاء قوات أجنبية في العراق، كما أنه يأتي في فاصل زمني بين عهدين أميركيين تميز فيه العهد الراحل بالفشل والإخفاق مما أوجب إعادة نظر أوروبية شاملة في كل ما جرى». وأشار إلى «أن زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت لأنقره للقاء رئيس حكومة تركيا رجب طيب أردوغان سوى مؤشر لوجود طبخة ساخنة قد تفضي إلى مواجهة مباشرة على طاولة المفاوضات». وأضاف: «يبقى أن يتكلل صبر الرئيس بشار الأسد بالنتائج التي يدرك انه لولا إمكان حصوله عليها، لما أقدم على خطوة كهذه تحفظ الحقوق المشتركة لسورية ولبنان وفلسطين، بعد اشتراطه أن تنتقل تلك المفاوضات من الرعاية التركية غير المباشرة إلى الرعاية الأميركية المباشرة ومع الإدارة الجديدة تحديدا».