القائد العسكري الأميركي: لجان نقل المسؤوليات الأمنية للقوات العراقية لم تتشكل بعد

الجنرال أوديرنو: تسليم الأمن في المنطقة الخضراء سيحدث تدريجياً

جنديان اميركيان يزينان شجرة عيد الميلاد في مركز أمني مشترك في مدينة الصدر ببغداد امس (رويترز)
TT

أعلن جنرال أميركي بارز في العراق اول من امس أن معظم اللجان التي تقرر تشكيلها لغرض قيادة عملية نقل المسؤوليات الأمنية في البلاد من القوات الأميركية إلى العراقية، لم يتم اختيار أعضائها بعد. وصرح الجنرال راي أوديرنو للمراسلين بأن اللجان التي تم تكليفها مهمة التعامل مع العمليات القتالية التي تقودها القوات الأميركية والولاية القضائية التي يخضع لها العسكريون الأميركيون هي من بين اللجان التي لم تعقد اجتماعات قط رغم تحرك العراق باتجاه السيادة. وأضاف «العراقيون لا يزالون يشكلون هذه اللجان ويحددون أعضاءها». إلا أنه استطرد موضحاً أنه ليس هناك ما يدعو إلى الشعور بالقلق. كما أشار إلى أنه يجري إحراز تقدم في المجالات الحيوية في إطار العملية الانتقالية، مثل السيطرة على الأجواء العراقية وأمن المنطقة الخضراء التي تضم المكاتب الحكومية العراقية والسفارات الأجنبية. وقال أوديرنو إن الحكومة العراقية عملت بجد على انتقاء الأفراد الأفضل من أجل تعيينهم في ما يزيد على 12 لجنة من المقرر أن تتناول قضايا مثل ترددات الاتصالات والدخول إلى البلاد ونقل السيطرة على القواعد وتدريب وتجهيز القوات العراقية. وقال الجنرال الأميركي: «إن الأمر يتعلق بالشراكة. إننا نعلم ما الأمر، ونعلم ما الهدف.. ومع ظهور القضايا، سنعمل على تسويتها مع هذه اللجان». جدير بالذكر أن اتفاق المرحلة الانتقالية الذي تم توقيعه الشهر الماضي بين الحكومتين العراقية والأميركية يدعو إلى انسحاب القوات الأميركية إلى قواعد خارج المدن العراقية بحلول نهاية يونيو (حزيران)، وأن تنسحب كافة القوات الأميركية من البلاد بحلول نهاية عام 2011. ومن المعروف أن هذا الاتفاق، الذي حل محل التفويض الصادر عن الأمم المتحدة ويقضي بتحمل القوات الأميركية مسؤولية أمن العراق حتى نهاية العام الجاري، خضع لمفاوضات مطولة. وأكد معارضو الاتفاق أنه يهدد سيادة العراق ويعزز الهيمنة الأميركية على البلاد. وبالفعل، بدأت القوات الأميركية في العمل كما لو أن السلطات العراقية هي المسؤولة عن الأمن القومي. على سبيل المثال، منذ الأول من ديسمبر (كانون الأول)، تسعى القوات الأميركية لاستصدار اوامر اعتقال من القضاة العراقيين فيما يخص جميع إجراءات الاحتجاز التي تقوم بها تقريباً. ومنذ الربيع، أخطرت القوات الأميركية القادة العراقيين بغالبية العمليات القتالية التي تنفذها. على الجانب الآخر، فإن من بين اللجان الأمنية الأميركية ـ العراقية الحيوية التي لم تجتمع بعد لجنة عبارة عن مظلة لجميع العمليات تعرف باسم «لجنة تنسيق العمليات العسكرية المشتركة». وفي الوقت الراهن، يعرض رئيس الوزراء، نوري المالكي، الأسماء المقترحة للتعيين على مجلس الوزراء ومجلس الرئاسة للموافقة عليها. ومن المتوقع أن يتولى أوديرنو ووزير الدفاع العراقي رئاسة اللجنة. ومن بين اللجان الأخرى التي لا تزال تفتقر إلى أعضاء لجنة مهمتها بالإشراف على نقل المحتجزين من الحجز الأميركي إلى العراقي، وأخرى ستقرر ما إذا كان من الممكن محاكمة الجنود الأميركيين أمام محاكم عراقية. ومن بين القضايا التي ربما تجابه جهود تناولها صعوبات بالغة الشروط التي يمكن للقوات الأميركية تبعاً لها شن غارات مستقلة عن القوات العراقية. وفي الوقت الحالي يخبر القادة الأميركيون نظراءهم العراقيين بالغارات، وبعد الاول من يناير (كانون الثاني)، إذا ما اعترض قائد أمني عراقي، سوف ينقل الأمر مبدئيا إلى المستوى الثاني من تسلسل القيادة. ويرى عمار طعمه، وهو عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان، أن بعض الغارات سوف تحتاج إلى قدر أكبر من النقاش والتوضيح. ويؤكد أوديرنو أن نقل السلطات في المنطقة الخضراء سوف يحدث تدريجيا. ويشير إلى أن العراقيين غير مستعدين حاليا إلى تناول بعض القضايا مثل إصدار بطاقات هوية لدخول المنطقة الخضراء. ويقول: «تسليم ملف المنطقة الخضراء له قيمة رمزية، ومع ذلك تسمح الاتفاقية في نفس الوقت بالاستفادة من مساعدة القوات المتعددة الجنسيات». ويقول خبراء في الشأن إن العلاقات بين الجيش الأميركي والحكومة العراقية يمكن أن يشوبها توتر، بناءً على ما سيحدث العام المقبل. ويقول أنطوني كوردسمان، من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن: «حتى مع تفعيل كافة اللجان، يمكن أن يغير الوضع السياسي في العراق أي اتفاقية أو كل هذه الإجراءات دون إنذار، فإذا كانت هناك حادثة عنيفة تؤثر على الوضع السياسي العراقي، يمكن أن تفضي هذه الاتفاقيات الأمنية فجأة إلى مجموعة جديدة من المطالب العراقية».

وحذر من أن الأميركيين يمكن أن يجدوا أنفسهم أمام صراعات على السلطة متعددة الأطراف: بين الفصائل الشيعية؛ والفصائل السنية؛ والسنة والشيعة؛ والأكراد والعرب. وأقر أوديرنو أنه ستظهر أخطار خلال الأشهر المقبلة. وأضاف أنه يمكن أن تمثل تنظيمات مسلحة تحديا أمام الولايات المتحدة والعراق خلال عملية نقل السلطات. وقال: «يجب أن ننفذ (نقل السلطات) بالتنسيق حتى لا يستغله أعداء العراق، وعلى الناحية العسكرية، دائما ما تكون الفترات الانتقالية أكثر الفترات خطورة».

* خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ بـ«الشرق الأوسط»