تقرير فريق أوباما ينفي سعي أي من مساعديه لإبرام صفقة مع حاكم ولاية إلينوي حول مقعد الولاية الشاغر

رام إيمانويل اقترح تعيين منافسة له دون علم الرئيس المنتخب.. لكن من دون مقابل

باراك أوباما وزوجته ميشيل يتجهان الى سيارتهما بعد انتهاء مراسم جنازة جدته التي توفيت قبل يوم من الانتخابات الرئاسية (أ.ب)
TT

أكد الرئيس المنتخب باراك اوباما أنه لا هو شخصياً ولا أيا من مساعديه، كانوا على علاقة بابرام صفقة لملء المقعد الذي اصبح شاغراً في مجلس الشيوخ بعد انتخابه رئيساً، وهي الفضيحة التي اصبحت تعرف باسم «ادفع والعب» والمتورط فيها حاكم ولاية الينوي. جاء ذلك في تقرير داخلي أعده محامو الرئيس المنتخب وأشرف عليه غريغوري كريغ الذي عين مستشاراً في البيت الابيض في الادارة الجديدة، ان «جميع الاشخاص (في الفريق الانتقالي) تصرفوا بطريقة سليمة». وأوضح التقرير الذي نشر أمس، ان لا أحد في فريق اوباما بحث ابرام صفقة او كانت لديه معلومات عن صفقة، ولكن أكد ان رام ايمانويل، رئيس موظفي البيت الابيض المعين، اقترح تعيين فاليري جاريت، صديقة اوباما منذ فترة طويلة، في المقعد الشاغر، من دون علم اوباما. الا ان التقرير شدد على ان ايمانويل لم يطرح قط فكرة المقابل.

وكان رود بلاجويفيتش حاكم ولاية الينوي قد وجهت له تهمة فساد لمحاولته بيع المقعد مقابل تعيينه وزيراً او سفيراً، أو لقاء مبلغ مالي أو عن طريق منح زوجته مكافأة وظيفية، والحاكم هم الشخص المخول قانونياً تعيين عضو في مجلس الشيوخ يكمل المدة التي كان يفترض ان يبقى فيها اوباما عضواً في المجلس. ونفى التقرير وبلهجة قاطعة وجود اي علاقة للرئيس المنتخب بفضيحة حاكم ولاية الينوي، واشار الى ان الأمر اقتصر على قيام رئيس موظفي البيت الابيض المعين رام ايمانويل بتقديم استشارة لبلاجويفيتش بشأن من يمكن ان يخلف اوباما في هذا المقعد، دون اي مساومات. وكان اوباما أعرب في وقت سابق عن صدمته وخيبة امله تجاه التصرفات المنسوبة إلى الحاكم وأمر معاونيه بإجراء تحقيق بشأن أي اتصالات جرت بين الحاكم والفريق الانتقالي، وقال إن بلاجويفيتش يجب ان يستقيل، لكن حاكم الينوي رفض الاستقالة وقال إنه لم يرتكب خطأ. وعلى الرغم من ان المحققين قالوا إن اوباما ليس متورطاً في القضية، بيد ان الفضيحة كما اشارت وسائل الاعلام الاميركية «استنزفت طاقات فريق اوباما» قبل توليه مهامه الشهر المقبل رئيساً للبيت الابيض. كما قالت شبكة «إن بي سي»، ان القضية القت بظلالها على تقديم الشخصيات التي عينها اوباما في إدارته الجديدة، حيث كان المراسلون يضعون جانباً موضوع التعيينات ويطرحون اسئلة خلال المؤتمرات الصحافية حول تطورات هذه القضية. وكان اوباما نفسه التقى فريق المحققين الفيدراليين في شيكاغو ليجيب عن اسئلتهم، كما جاء في تقرير غريك كريك. وقال روبرت غيبس المتحدث الصحافي باسم اوباما، إن المحامي روبرت باير رافق الرئيس المنتخب خلال اللقاء مع المحققين. كما اجرى المحققون لقاء مع رام ايمانويل وفاليري جاريت التي سيعينها اوباما كبيرة المستشارين في البيت الابيض. ورفض اوباما الذي يمضي عطلة في هاواي التعليق على التقرير الذي وزع على الصحافيين امس في واشنطن. وكان حضر الليلة قبل الماضية قداساً دينياً ترحماً على جدته من امه مادلين دينهام التي توفيت قبل يومين من انتخابه رئيساً، وهي التي تكفلت بتربيته منذ سن العاشرة. وحضرت القداس الى جانب اوباما اخته من أمه مايا سويتورو.

ولم يشتمل التقرير على المكالمات الهاتفية التي اجراها رود بلاجويفيتش وسجلها عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) ضده. واشار التقرير الى ان رئيس موظفي البيت الابيض هو الشخص الوحيد الذي تحدث مع رود بلاجويفيتش بشأن تعيينه من سيخلف اوباما في مجلس الشيوخ، وقال إن تلك المحادثات كانت «ملائمة تماماً ومقبولة» وهو ما يتطابق مع افادات المحققين الذين قالوا إن ايمانويل ليس معنياً بالقضية، كما ان جاريت ليست هدفاً. وكان تردد ان ايمانويل اوعز للحاكم ان يعين جاريت للمقعد الشاغر حتى لا تزاحمه في البيت الابيض. وقال التقرير إن ايمانويل اوصى بتعيين جاريت دون علم اوباما، لكن جاريت ستعين في وقت لاحق في منصب مستشارة رئيسية في البيت الابيض. ويقول التقرير إن اوباما فوض ايمانويل لاحقا اقتراح اربعة اسماء يمكنهم شغل مقعده، وهم مدقق حسابات الولاية دان هينس، ومدير إدارة قدامى المحاربين في الولاية تامي دكورث، والنائب جان ساشكوسكي، والنائب جيسي جاكسون الابن، لكن دون ان تكون صفقة بل مجرد اقتراحات يمكن ان يقبلها او يرفضها الحاكم.

واشار التقرير الى ان لا احد من مساعدي رود بلاجويفيتش استطاع ربط اتصال مع فريق اوباما الانتقالي، وقال إن أحد مساعدي الحاكم اتصل مع اريك هوايتكر، وهو صديق شخصي لاوباما، وسأله من هو الشخص المخول ولديه الصلاحية ويمكنه ان يتحدث عن الموضوع نيابة عن الرئيس المنتخب بشأن تعيين عضو في مجلس الشيوخ». وافاد التقرير ان رد اوباما على صديقه حين سأله عن الموضوع كان كالتالي «ليس لأحد تفويض ليتحدث باسمي... وليس لدي اهتمام بفرض شيء حول هذه العملية». ووردت في التقرير الاشارة الى موعد جرى بين جاريت وتوم بالنوف وهو مسؤول نقابي في الولاية، حيث أبلغها بان الحاكم رود بلاجويفيتش طرح معه فكرة تعيينه وزيرا للصحة. وقال بالنوف انه عبر عن اعتقاده لبلاجويفيتش باستحالة حدوث ذلك، وقال إن جاريت وافقته الرأي ووصفت الاقتراح بانه سخيف. لكن التقرير لا يشير الى ان بلاجويفيتش كان يربط ما بين شغل المقعد الشاغر مع مسعاه لكي يعين وزيراً. وقال ادوارد جنسون محامي حاكم الولاية، إن تقرير فريق اوباما يؤكد ان ادعاءات المحققين بنيت على أقاويل ولا شيء عدا ذلك.