«خيمة العراق الموحد» تستضيف مؤتمرا عشائريا في خانقين لتكريس مبادئ التعايش السلمي

برعاية طالباني ومشاركة 600 من رؤساء العشائر والقبائل العرب والكرد والتركمان

شيوخ عشائر ووجهاء من الكرد والعرب والتركمان تحت خيمة المصالحة والاخوة في مؤتمر خانقين أمس (تصوير : كامران نجم)
TT

تحت خيمة موسعة ومفتوحة سميت «خيمة العراق الموحد» اجتمع صباح أمس في بلدة خانقين (170 كلم شمال شرقي بغداد) أكثر من 600 شخصية من رؤساء العشائر والقبائل والأفخاذ والوجهاء والاعيان العرب والكرد والتركمان من مناطق محافظة ديالى كافة، لعقد مؤتمر يرعاه الرئيس العراقي جلال طالباني ويستمر يومين وتحت شعار «يدا بيد لبناء عراق ديمقراطي فيدرالي مزدهر».

وحضر مؤتمر العشائر العراقية الذي وصف بأنه مكرس لتحقيق الاخوة وتكريس مبادئ التعايش السلمي المشترك بين ابناء القوميات الثلاث في محافظة ديالى بالمقام الاول، الملا بختيار ممثلا عن طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني .

وقد اثنى بختيار الذي يشغل ايضا منصب المتحدث الرسمي باسم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة طالباني، على العلاقات التاريخية الوطيدة التي جمعت بين ابناء العشائر الكردية والعربية والتركمانية في بلدة خانقين التي ينحدر منها شخصيا وسائر مناطق محافظة ديالى والتي قال عنها انها «صمدت بوجه كل المخططات والدسائس التي حاكتها الانظمة الشوفينية السابقة التي حكمت العراق بالنار والحديد بغية النيل من تلك العلاقات والوشائج القوية التي ظلت كما هي متينة بل وتعززت اواصرها فيما زالت الانظمة والاحزاب التي اردات ولم تحصد سوى الخيبة والخذلان».

ومن جانبه أكد رعد رشيد الملا جواد، محافظ ديالى، ان الامن «بدأ بالعودة تدريجيا الى جميع ارجاء المحافظة بعد انتصار قوى الخير الممثلة بارادة الحكومة العراقية والقوى السياسية الوطنية على ارداة الشر الممثلة بالجماعات المسلحة التي تمارس الارهاب والمرتبطة بتنظيم «القاعدة» والقوى التكفيرية الضالة المنضوية في اطار دولة العراق اللاإسلامية» ، في اشارة الى التنظيم المتشدد المرتبط بـ«القاعدة». وتابع يقول «ان السبب الرئيس في تأخر محافظة ديالى عن عدم استلام ملفها الامني هو الارهاب والقوى الضلالية التي شوهت صورة ديالى واهلها الطيبين».

وشدد حسن جهاد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر بان «الكرد ارادوا ان يبرهنوا مجددا من خلال عقد هذا المؤتمر حرصهم الدائم على صيانة وحدة العراق ارضا وشعبا ويجسدوا انتماءهم الحقيقي الى العراق وتمسكهم بمبادئ التعايش مع اخوتهم العرب والتركمان في اطار العراق الديمقراطي الفيدرالي والدستوري الموحد، كما جسده من قبل اجدادهم في العديد من المراحل والحقب والمنعطفات التاريخية». واردف في كلمته يقول «ان عقد هذا المؤتمر تجسيد للأخوة التي ينشدها الجميع في محافظة ديالى ورد حاسم وقوي على دسائس الذين يسعون الى زرع بذور الفتنة والشقاق بين ابناء هذه المحافظة من الكرد والعرب والتركمان».

واوضح صلاح كويخا مسؤول تنظيمات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في خانقين لـ«الشرق الأوسط» ان عقد هذا المؤتمر في خانقين «وبجهود دؤوبة من الاتحاد الوطني الكردستاني وبمشاركة هذا الحشد الهائل من شيوخ ورؤساء العشائر والشخصيات العربية والتركمانية والوجهاء والاعيان العرب ومن كل ارجاء ديالى، بمن فيهم السيد المحافظ، يشكل ردا قويا على مزاعم بعض الاطراف والاشخاص الذين ادعوا بان القوى الكردية تسيء معاملة الاخوة العرب في خانقين وضواحيها». وفيما اذا كان المؤتمرون من رؤساء العشائر والاعيان سيبعثون برسالة الى حكومة نوري المالكي في ختام اعمال المؤتمر قال كويخا «ان المؤتمر في حد ذاته يشكل رسالة واضحة وجلية الى الحكومة العراقية ودولة الرئيس المالكي، مفادها بان العراقيين سوف لن يقبلوا ابدا ببروز الدكتاتورية او التفرد بالسلطة وان البلاد ينبغي ان تدار بالديمقراطية والتعددية والتداول الديمقراطي للسلطة».

وقال «اتصور ان السيد المالكي وحكومته سيتفهمان هذه الرسالة وهذا الموقف الشعبي الصارخ سيما ان دولة الرئيس المالكي رجل سياسة محنك وله تاريخ نضالي طويل وسيفهم مغزى هذه الرسالة جيدا».

من جانبه قال الشيخ صلاح محمود عناد رئيس عشيرة العباسيين / اللازات «ان الغاية من عقد هذا المؤتمر هي انهاء كل اوجه الخلافات في الرؤى والمواقف بين العرب والكرد بشأن مستقبل خانقين وسائر المناطق المتنازع عليها في محافظة ديالى اضافة الى توحيد المواقف وتعزيز اواصر الاخوة بين جميع العشائر خصوصا ان نقاط الخلاف فيما بيننا ثانوية جدا ولا تستحق اثارة المشاكل حولها».

وحول موقف العشائر العربية من ضم خانقين الى اقليم كردستان في اطار تطبيق المادة 140 من الدستور العراقي قال عناد لـ«الشرق الاوسط» ان كون خانقين واقعة في اطار محافظة ديالى اداريا هو حقيقة لا يختلف عليها احد ولكننا نريد اليوم ان نبني عراقا ديمقراطيا يكون فيه الرأي والكلمة للأغلبية، ولا نمانع نحن العرب مطلقا اذا وافقت الاغلبية على ضم خانقين الى اقليم كردستان طالما ظلت كردستان اصلا جزءا لا يتجزأ من ارض العراق».

وقال الشيخ كاظم حسين شهاب من احد اعيان عشيرة الكروي القاطنة في منطقة جلولاء «عهد الدكتاتورية قد ولى ونحن الان في زمن الديمقراطية التي ضحينا بالكثير من اجل الوصول اليها وعلينا اليوم ان نقبل برأي الاغلبية وبمنطق الديمقراطية حتى لو كان بالضد من رغباتنا ومصالحنا الشخصية فاذا قررت الاغلبية في مناطق ديالى ضمها الى كردستان فليكن ذلك وساكون وابناء عشيرتي اول من يؤيدون ذلك حتى لو انضم ثلث مناطق ديالى الى كردستان، فما مفهوم الديمقراطية دون ذلك ؟». ومن المقرر ان ينهي المؤتمر اعماله اليوم بإصدار جملة قرارات وتوصيات ابرزها مطالبة الحكومة العراقية باحترام ارادة سكان مناطق محافظة ديالى ذات الخليط السكاني من الكرد والعرب والتركمان بتقرير مصيرهم بانفسهم .