بابا الفاتيكان في رسالة الميلاد: ندعو للسلام في الأراضي المقدسة ولبنان والعراق ووقف العنف في أفريقيا

دعا العالم إلى التضامن في مواجهة مستقبل أكثر ضبابية

TT

دعا البابا بنديكتوس السادس عشر في رسالة الميلاد التي وجهها الى آلاف المصلين في ساحة القديس بطرس الى السلام في كل من الاراضي المقدسة واصفا المستقبل في العلاقات بين الاسرائيليين والفلسطينيين بالأسود وفي افريقيا التي تعاني من «انعدام الاستقرار» والشرق الاوسط خاصة لبنان والعراق.

ووجه البابا، الذي بدا عليه بعض التعب، رسالته من على الشرفة المركزية لكاتدرائية القديس بطرس أمام آلاف المؤمنين الذين تجمهروا في الساحة، داعيا ايضا الى «التضامن» في مواجهة «مستقبل يصبح اكثر فاكثر ضبابية».

وتمنى البابا عبر تلفزيونات العالم ميلادا مجيدا لجميع الشعوب والامم بـ 64 لغة، قبل ان يمنح بركته التقليدية «الى المدينة (روما) والعالم».

وفي وقت تتسارع فيه التحضيرات لزيارته المتوقعة الى الاردن واسرائيل والاراضي الفلسطينية والتي لم يعلن عنها الفاتيكان رسميا بعد، اعرب البابا عن امله في ان «يعم النور الالهي المنبعث من بيت لحم الاراضي المقدسة، حيث يبدو ان المستقبل يعود قاتما بالنسبة الى الاسرائيليين والفلسطينيين».

وأمل البابا ان يعم هذا النور «لبنان والعراق وسائر انحاء الشرق الاوسط» وكذلك ايضا زيمبابوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية ودارفور والسودان والصومال.

وأمل البابا ايضا ان «تثمر الجهود التي يبذلها جميع أولئك الذين لا ينقادون لمنطق المواجهة والعنف الضال بل على العكس يفضلون طريق الحوار والتفاوض».

وقال البابا «دعونا نفكر ايضا في المكان المسمى بيت لحم.. الارض التي عاش فيها يسوع والتي أحبها حبا عميقا. ولنصلي من اجل اقامة السلام هناك ومن اجل ان تتوقف الكراهية والعنف».

وأضاف «فلنصلي من أجل التفاهم المتبادل وأن تنفتح القلوب لكي تفتح الحدود». ودعا رأس الكنيسة الكاثوليكية ايضا الى ان يسود «التفاهم» العالم «في مواجهة مستقبل يصبح اكثر فأكثر ضبابية حتى في الدول التي تعيش في رخاء».

وندد البابا بانتهاكات حقوق الانسان وكرامته وبـ«كراهية الاخ لاخيه واستغلال الانسان للانسان»، وكذلك بالارهاب والبؤس. وأمل الحبر الاعظم في ان «يشجع نور الميلاد كل فرد على القيام بواجبه بروح تضامن صادق. اذا فكر كل واحد بمصالحه الخاصة فقط لن يذهب العالم الا الى الحضيض»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية. كما وجه البابا أفكاره الى من يخافون المستقبل، بمن فيهم سكان أغنى دول العالم والتي ضربتها الازمة المالية العالمية بشدة.

وقال من الشرفة الوسطى بكاتدرائية القديس بطرس أمام عشرات الآلاف من الاشخاص «فليسطع نور الميلاد في كل هذه الاماكن ويشجع جميع الناس على أداء دورهم في روح من التضامن الحقيقي». وأضاف «اذا سعى الناس وراء مصالحهم الشخصية فقط فان عالمنا سينهار بالتأكيد». وكان بابا الفاتيكان ترأس في وقت سابق قداس عيد الميلاد الذي يحتفل به 1ر1 مليار كاثوليكي في العالم عند منتصف الليل ووجه دعوة الى انهاء اساءة معاملة الاطفال بكافة اشكالها.

وقال في القداس الذي اقيم في كاتدرائية القديس بطرس «فلنفكر في اطفال الشوارع المحرومين من نعمة منزل الاسرة. ولنفكر في اولئك الاطفال ضحايا صناعة الافلام الإباحية وكافة الاشكال الأخرى المروعة للانتهاكات والتي تترك اثارها المؤلمة في أعماق أرواحهم»، كما نقلت وكالة رويترز.

وقال البابا انه يتعين على الكاثوليك: ان «نبذل كل ما في طاقتنا لوضع نهاية لمعاناة هؤلاء الاطفال». وعلى مدى العام المنصرم تطرق البابا مرارا الى مسألة الانتهاكات الجنسية التي تعرض لها اطفال على ايدي رجال دين كاثوليك لكنه لم يثرها في كلمته في عيد الميلاد.