«كتائب القسام» تهدد بإغراق المستوطنات المحيطة بغزة في «بقعة زيت»

المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر يأمر الجيش بشن الحملة المتدحرجة.. وباراك يهدد حماس بدفع ثمن كبير

TT

في الوقت الذي أمرت فيه إسرائيل جيشها بالاستعداد لشن حملة عسكرية «متدحرجة» على قطاع غزة لإسقاط حكم حماس، هددت كتائب القسام ـ الجناح العسكري لحماس بإغراق «المستوطنات المحيطة بالقطاع في بقعة الزيت (الاسم الذي اطلقته القسام على عمليات اطلاق الصواريخ) وإدخال آلاف الصهاينة في دائرة النار». وفي بيان شددت كتائب القسام على أن حماس «أكبر من أن تخضع لمنطق التهديد والوعيد الذي يكيله مجرمو الحرب ضدنا، فنحن اليوم أكثر استعداداً من أي وقت مضى للدفاع عن شعبنا والرد على أي عدوان». وقالت إن قادة إسرائيل مطالبون بأن يدركوا أن أي قرار بعدوان على القطاع «سيفتح فوهة البركان نحوكم وسنجعلكم تبكون دماً ندماً على مجازركم وحماقاتكم ضد شعبنا». في غضون ذلك، أكد التلفزيون الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، أن المجلس الوزاري الامني الإسرائيلي المصغر، أقر عملية عسكرية متدحرجة بعد أن تسمح الظروف الجوية بذلك، علما بأن اجواء شتوية عاصفة تضرب المنطقة حالياً. وكشفت النسخة العبرية لموقع صحيفة «معاريف» الالكتروني أن الجيش الاحتلال اصدر تعليمات لجنود احتياط بالاستعداد للعمل في جبهة غزة. ونقل الموقع عن مصادر قيادية بالجيش قولها إن قيادة المنطقة طلبت من جنود إحدى كتائب الاحتياط التي أنهت عملياتها في محيط غزة أمس، بالاستعداد للعودة العاجلة.  وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، بإجبار حماس على دفع ثمن كبير لمواصلة اطلاق الصواريخ. وفي مقابلة مقتضبة مع القناة التلفزيونية الثانية، توعد باراك بوضع حد لصواريخ غزة، رافضاً التحدث عن طبيعة العمليات العسكرية، «حتى لا يؤدي ذلك الى المس بالخطط والجنود». وتوجه باراك للجمهور الإسرائيلي طالباً منهم الاعتماد عليه قائلاً «عليكم الاعتماد على 36 عاماً قضيتها في الجيش، والأيام القادمة ستثبت لحماس من سيخضع من».

وطالب نائبه السابق، افرايم سنيه، بضرب مقرات قيادة حماس بدمشق، في حال تواصل اطلاق الصواريخ. ورداً على إمكانية تأثير هذا على المفاوضات بين سورية واسرائيل، قال سنيه «يتوجب على دمشق اولاً طرد ممثلي حماس أو على الأقل لجم الحركة». ويأتي التركيز على تحميل حماس مسؤولية التوتر الأخير رغم أن الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية نقلت صباح امس عن مصدر أمني اسرائيلي قوله إن حماس ليست مسؤولة عن معظم عمليات اطلاق الصواريخ، باستثناء ما اطلق اول من امس. من ناحيته، قال رون بن يشاي، كبير المعلقين العسكريين في صحيفة «يديعوت احرنوت» «إن المجلس الوزاري الامني المصغر وقيادة الجيش اتفقا على أن تكون العملية متدحرجة وليست شاملة من اجل افساح المجال أمام فرصة العودة للتهدئة في ظل شروط مريحة لإسرائيل. وتوقع بن يشاي أن تشمل الحملة عمليات قصف من الجو والارض على اهداف عسكرية تابعة لحركات المقاومة، وتحديداً حماس، فضلاً عن استهداف القيادات والكوادر المركزيين في القسام، فضلاً عن ضرب المؤسسات المدنية التابعة للحركة، التي تشكل مركز قوتها.

وأشار يشاي الى أن المؤسسة الأمنية تفترض أن قادة حماس معنيون بمواصلة حكمهم للقطاع، وبالتالي فإن الضربات العسكرية الإسرائيلية تهدف الى تقليص قدرة الحركة على مواصلة الحكم، بشكل يدفعها لتغيير موقفها والعمل على وقف اطلاق الصواريخ. وشكك بن يشاي في جدية تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين أن هدف اسرائيل هو اسقاط حكم حماس. واشار الى أن هناك مخاوفَ من أن يؤدي إسقاط حكم الحركة الى تولي الأطراف الأشد فيها مقاليد القيادة، موضحا ان ما حدث عندما نجحت إسرائيل في إخراج قوات منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، اذ فوجئت بصعود نجم حزب الله الذي تبين أنه أكثر خطورة من المنظمة. وأضاف أن تجربة الأميركيين في العراق وافغانستان تدلل على أن إزاحة نظام موجود بقوة محتل من الخارج ليس بالضرورة ستؤدي الى نظام أكثر اعتدالاً. الى ذلك، أشارت نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة «هآرتس» إلى أن 46% من الإسرائيليين يعارضون «شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة قد تكون مرهونة بسقوط عدد كبير من الضحايا في أوساط جنود الجيش، مقابل 40% يؤيدونها.