مسيحيو العراق: نتمنى دخول كنائسنا من دون أن نرى حراسا على أبوابها

احتفلوا بأعياد الميلاد وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور إسلامي

مسيحيون ومسلمون يوقدون شموعا بعد قداس أعياد الميلاد في كنيسة مريم العذراء وسط بغداد أمس (إ ب أ)
TT

احتفل مسيحيو العراق أمس بعيد الميلاد، وكل امنياتهم للعام الجديد ان يعيشوا بسلام في بلادهم، وان يعود من تركهم من ابناء جلدتهم، بسبب الاحداث التي شهدها هذا البلد في الاعوام الماضية، ليشاركوهم صلواتهم في كنائس اكدوا انهم يتمنون ان يدخلوها ولا يرون حراسا على ابوابها.

القداس الرئيسي واحتفالات الميلاد هذا العام كانت في كنيسة بنات مريم في الكرادة ببغداد، فيما اجريت العام الماضي في كنيسة اخرى، وهو طقس جديد لابناء الطائفة المسيحية، بعد تنصيب عمانوئيل دلي كاردنيالا من قبل بابا الفاتيكان، وهي المرة الاولى التي يحظى بها مسيحي عراقي بهذا المنصب. اختار دلي كنيسة الكرادة مكانا للاحتفال المركزي صباح امس، بعد ان قررت الحكومة اعتباره يوم عطلة رسمية. وشهدت بقية كنائس بغداد ايضا، وللمرة الاولى منذ الغزو عام 2003، احتفالات بيوم الميلاد، وهذا ما لم يحدث سابقا، فقد كانت الاحتفالات تقام في كنائس محددة تؤمن بالتنسيق مع الاجهزة الامنية، التي وجدت وبكثافة ايضا هذا العام، لكن من دون التدخل في اجرءات التفتيش التي تكفل بها حراس الكنائس انفسهم، باستثناء كنيسة الكرادة، التي استقبلت اعدادا ضخمة من المواطنين المسيحيين، وكذلك المسلمين بمن فيهم ضياء القريشي ممثلا عن رئيس الوزراء نوري المالكي وزعيم مؤسسة شهيد المحراب عمار الحكيم.

وكان اول الحاضرين السيد عبد الهادي الزون، رئيس السادة الاشراف في العراق، الذي اكد في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، انه «يوم مبارك وتعودنا منذ عهود سابقة ان نتزاور بيننا كمسلمين، وبين ابناء الاديان الاخرى، ووجودنا هنا هو لنعلن تكاتفتنا مع المسيحيين، خاصة انهم يعدون اصل العراق».

من جهته، قال القريشي، اننا «جئنا لنقول لاخوتنا المسيحيين وكل العراقيين كل عام والجميع بألف خير، وان المسيحيين يشكلون عنصرا مهما في التشكيلة العراقية، حيث لها حضور ضارب في عمق التاريخ العراقي». واضاف ان «مبادرات الحكومة لاعادة المهجرين من المسيحيين تعبر عن الواقع الانساني في العراق، وهناك مساع لالغاء التفاوت بين مواطن واخر».

واكد عمار الحكيم ان «استهداف المسيحيين في مناطق مختلفة من العراق وبخاصة الموصل، هو استهداف ظالم وكلنا استنكرناه، كما استنكرنا استهداف جميع العراقيين، فالوطن يسع الجميع وعلى الجميع الاشتراك فيه». اما رئيس مجلس بلدية الكرادة محمد الربيعي، فتمنى عاما جديدا من الامان والاستقرار، وقال «اتمنى ان نترك الماضي والبدء بعمليات اعمار للبلد».