إسرائيل تمهل أصحاب الأنفاق 48 ساعة لإخلائها

تنفيذ الجيش تهديداته يعني إنزال كارثة إنسانية على عشرات الآلاف من الفلسطينيين

TT

في ما يشكل مؤشرا على طبيعة الأهداف التي ستضربها اسرائيل خلال حملتها العسكرية الوشيكة على قطاع غزة، ذكر شهود عيان أن طائرات هليكوبتر عسكرية إسرائيلية ألقت بآلاف المنشورات على مدينة رفح جنوب غزة تحذر أصحاب الأنفاق من تدميرها في حال لم يتم إقفالها. وحسب هذه المنشورات، فقد أمهل الجيش أصحاب الأنفاق 48 ساعة قبل أن يشرع في عملية واسعة لتدميرها. واكد عدد من الأهالي الذين يقطنون في المنطقة أن تنفيذ الجيش تهديداته يعني إنزال كارثة انسانية على عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقطنون المنطقة، على اعتبار أنها تعني تدمير آلاف المنازل الملاصقة تماماً للشريط الحدودي، فضلاً عن أن مثل هذه العملية ستؤدي الى مقتل عدد كبير من الناس.

يذكر أن الفلسطينيين في قطاع غزة يعتمدون بشكل أساسي على المواد المهربة عبر الأنفاق في التغلب على النقص في المواد، الناجم عن الحصار الخانق المفروض منذ اكثر من عام. وكان التلفزيون الإسرائيلي باللغة العبرية قد كشف النقاب عن انتهاء الجيش من تدريبات كبيرة لمواجهة المئات من الأنفاق. وأضاف التلفزيون أن التدريبات التي قامت بها وحدة الهندسة القتالية في الجيش والمعروف بـ«يهلوم» أي «الماسة»، استمرت لمدة 16 شهراً.

ويفترض الجيش وجود 600 نفق، الكثير منها مفخخ حفره المقاومون الفلسطينيون بداخل غزة بهدف اصطياد الجنود عند اقتحام القطاع، معتبراً أن حفر هذه الانفاق يمثل احد أهم استنتاجات المقاومة الفلسطينية من حرب لبنان الثانية. وحسب التقرير فإن جنود وحدة «يهلوم» تدربوا بشكل خاص على تفجير الأنفاق والتعامل معها، منوهين أن الافتراض السائد في الجيش هو المواجهة المقبلة بين إسرائيل والمقاومة في غزة وتحديداً حركة حماس ستعتمد على الأنفاق بشكل أساسي، مشيراً الى أن الانفاق ستستخدم في ضرب القوات الاسرائيلية المتوغلة عبر تفخيخها وتفجيرها، فضلاً عن استخدامها في اختطاف الجنود وتسهيل التحرك خلال المواجهات، الى جانب وجود انفاق تسهل على المقاومين الانسحاب والاختباء بعد اداء مهامهم لتقليص فرص المس بهم من قبل الجيش الإسرائيلي.