باكستان ترفع مستوى تأهب جيشها وتنقل قوات إلى الحدود مع الهند

آلاف الباكستانيين يتوافدون لتكريم ذكرى بوتو

TT

أعلن مسؤول عسكري باكستاني امس ان باكستان ألغت إجازات القوات المسلحة واعادت نشر قوات على الحدود مع الهند، في وقت تشهد العلاقات توترا بين البلدين منذ هجمات مومباي في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني). وتؤكد الهند ان مسلحين قدموا من باكستان نفذوا الهجمات التي اسفرت عن مقتل 163 شخصا، لكن اسلام اباد تؤكد ان نيودلهي لم تقدم أدلة تتيح لها التحرك على اساسها.

واعلن الجانبان انهما يريدان تجنب الحرب، لكنهما قد يتحركان في حال تعرضهما للاستفزاز. ورفض المتحدث باسم قيادة الجيش الباكستاني الميجور جنرال أطهر عباس التعليق، لكن مسؤولا في وزارة الدفاع اكد سحب بعض القوات من شمال غربي البلاد المضطرب وارسالها الى الحدود مع الهند. وقال المسؤول «لا نريد ان نسبب حالة ذعر من الحرب، لكن علينا اتخاذ الحد الادنى من التدابير الامنية لإبعاد اي تهديد. وتم الغاء اجازات كافة القوات العاملة كاجراء دفاعي». وقال مسؤول أمني كبير ان القوات التي نشرت على الحدود مع الهند «ليست بأعداد كبيرة، وانما فقط في مناطق مواجهة لنقاط يعتقد ان الهند نشرت فيها قوات». وقال المسؤول في وزارة الدفاع الباكستانية ان السلطات العسكرية رصدت تحرك القوات الهندية باتجاه الحدود قرب مدينة لاهور شرق باكستان وهي تعتقد ان الهند ألغت اجازات جنودها ايضا. وقلصت القوات البرية والجوية في الجيش الباكستاني مؤخرا عملياتها التي تستهدف الناشطين المرتبطين بحركة طالبان في وادي سوات ومنطقة باجور القبلية المتاخمة لافغانستان. وقال متحدث باسم حركة طالبان الباكستانية امس ان مقاتليهم سيوقفون هجماتهم في المناطق القبلية بصورة مشروطة اذا تم نقل عدد كبير من الجنود الباكستانيين الى الحدود لمواجهة تهديد هندي محتمل.

وبالموازاة مع التحركات العسكرية اطلقت سلطات الدفاع المدني حملة للتوعية في مظفر اباد كبرى المدن في القسم الخاضع من كشمير لباكستان. وتتقاسم باكستان والهند اقليم كشمير الذي تتنازعان السيادة عليه. وقال المسؤول في الدفاع المدني غلام رسول ناغرا «بدأنا حملة للتوعية في كشمير لاعداد الناس للدفاع عن النفس ورد الفعل في احوال الطوارئ، على خلفية عدوان هندي محتمل». وخاضت الهند وباكستان ثلاث حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، اثنان منها بسبب النزاع على كشمير. من جهة اخرى وفي كراتشي في (باكستان) بدأ الباكستانيون يتوافدون بعشرات الالاف امس الى ضريح رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو ومن المتوقع ان يصل عددهم اليوم الى مئات الالاف في الذكرى الاولى لاغتيالها في اعتداء انتحاري تسبب باندلاع ازمة سياسية حادة في البلد. واعلن عن يوم عطلة للسماح للباكستانيين الذين يقدر عددهم بـ160 مليونا بتكريم ذكرى بوتو التي كانت اول امرأة في التاريخ الحديث تتولى السلطة في بلد اسلامي وكان لاغتيالها اصداء عالمية. وفي 27 ديسمبر (كانون الاول) 2007 كانت بي نظير بوتو ،54 عاما، المتخرجة من جامعة اوكسفورد (بريطانيا) عائدة من مهرجان انتخابي في روالبندي المدينة التوأم للعاصمة اسلام اباد بعد شهرين من عودتها من المنفى حين قتلت مع عشرين شخصا اخر في عملية انتحارية تخللها اطلاق نار بسلاح خفيف. وادخل هذا الهجوم البلد الاسلامي الوحيد الذي يملك السلاح النووي في نفق طويل من الفوضى السياسية والعنف، خرج منه جزئيا في سبتمبر (ايلول) بوصول آصف علي زرداري زوج بوتو الى السلطة.