مراسم تشييع مهيبة للرئيس الغيني في حضور زعماء أفارقة وغياب قائد الانقلابيين

الزمرة العسكرية تنظم «اجتماعات إعلامية» لطمأنة المجتمع الدولي

TT

جرت امس في كوناكري مراسم تشييع كبيرة للرئيس الغيني لانسانا كونتي الذي توفي قبل خمسة ايام بعد حكم دام 24 عاما وفي ظل حضور أفريقي وفي غياب زعيم الانقلابيين، في حين اعلنت الزمرة العسكرية انها تنوي تنظيم لقاءات اعلامية مع فئات متنوعة من الشعب لطمأنة المجتمع الدولي.

وتجمع اكثر من 30 الف شخص امس في اكبر ملاعب كوناكري في وداع شعبي للرئيس كونتي، ووصل نعشه عند منتصف النهار محمولا على عربة الى الملعب وطافت العربة حول ارضية الملعب تتقدمها فرقة موسيقى نحاسية. ووقف المشيعون في الملعب وصفقوا لدى مرور الجثمان. وضاق الملعب الذي لا يتسع الا ل 25 الف شخص بالحضور وتجمع آلاف الأشخاص الذين تعذر دخولهم، خارجه.

وحضر الموكب الرؤساء لورين غباغبو (ساحل العاج) وجواو برناردو فييرا (غينيا بيساو) والين جونسون سيرليف (ليبيريا) وارنست باي كوروما (سيراليون) ورئيس المفوضية الأفريقية جين بينغ، ورئيس مفوضية المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ابن شامباس. وفي المقابل لم يظهر زعيم الانقلاب الذي اعلن نفسه رئيسا جديدا لغينيا النقيب موسى داديس كامارا.

وكان رئيس غينيا بيساو الضيف الأجنبي الوحيد الذي القى كلمة للمناسبة قال فيها بالخصوص ان «وفاة لانسانا كونتي لا تشكل خسارة مؤلمة لغينيا وحدها بل ايضا لغينيا بيساو وللمنطقة وافريقيا بأسرها» حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأحاط عدد من عناصر الحرس الجمهوري بالنعش الخشبي الذي لف بغطاء ابيض وايضا بعلم غينيا الأحمر والأصفر والأخضر المستعمرة الفرنسية السابقة واحدى الدول الأفريقية الأولى التي حصلت على استقلالها في 1958. وسينقل جثمان كونتي بمروحية الى قريته لانسانايا التي تقع على بعد 120 كلم شمال غربي كوناكري، حيث سيتم دفنه.

في الاثناء وبعد ان عزز الانقلابيون الجدد سلطاتهم على البلاد، اعلنت السلطات العسكرية عن تنظيم «اجتماعات اعلامية» اليوم في كوناكري. وسينظم الاجتماع الاول مع «ممثلي المجتمع المدني والاحزاب السياسية والطوائف الدينية والنقابات المركزية».

وسيليه اجتماع ثان الثلاثاء «بهدف طمأنة المجتمع الدولي» خصوصا مع «ممثلي المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وسفراء دول مجموعة الثماني».

وقال الانقلابيون ان «مشاركة الجميع مرغوب فيها بشدة» في الوقت الذي يطالب فيه المجتمع الدولي والمعارضة بتنظيم انتخابات قبل مهلة العامين التي حددها الانقلابيون.

وقد طالب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وفرنسا والمعارضة الغينية بتنظيم انتخابات في غينيا خلال مهلة قصيرة وقبل موعد ديسمبر 2010 الذي حددته المجموعة العسكرية الحاكمة.

وتحدثت واشنطن وبروكسل عن مهلة ستة اشهر بينما طلبت المعارضة عاما واحدا. وجاءت اشد الادانات للانقلاب الذي وقع الثلاثاء بعد ساعات على وفاة الرئيس لانسانا كونتي، من الولايات المتحدة التي طالبت «بالعودة الى النظام المدني فورا» ورفضت «بيان العسكريين الذين وعدوا بتنظيم انتخابات في ديسمبر 2010».

وقالت السفارة الاميركية في كوناكري في بيان ان «غينيا حققت تقدما كبيرا على طريق اجراء انتخابات تشريعية مقررة في مايو 2009 ونشجعها بحزم على احترام الجدول الزمني المحدد».

من جهة اخرى، هددت الولايات المتحدة بتعليق مساعدتها لغينيا التي بلغت 15 مليون دولار في 2008 اذا لم يسلم العسكريون السلطة الى المدنيين «في اسرع وقت ممكن».

وطلب الاتحاد الاوروبي الدعوة الى انتخابات خلال ستة اشهر.

وقالت الرئاسة الفرنسية للاتحاد ان «الرئاسة تذكر باهمية اجراء انتخابات ديموقراطية وشفافة في المهل المحددة اي في النصف الاول من 2009»، موضحة ان هذه الانتخابات «وحدها ستسمح للشعب الغيني بالتعبير عن ارادته بحرية» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

كما دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى تنظيم «انتخابات حرة وشفافة» في «مهلة قصيرة وتحت مراقبة دولية» في غينيا، بدون ان يذكر تاريخا محددا.

من جهته، طالب ألفا كوندي المعارض التاريخي للرئيس الراحل بتشكيل حكومة وحدة وطنية موقتة واجراء انتخابات قبل نهاية 2009.

وقال كوندي في حديث لصحيفة «الفيغارو» الفرنسية «لا نريد حكومة عسكرية»، موضحا انه لم يجر اتصالات مع الانقلابيين.

وطالب «بتشكيل حكومة وحدة وطنية موقتة وتنظيم انتخابات عامة حرة وشفافة قبل نهاية 2009، ومن الافضل قبل مايو»، موضحا «سنقوم بتعبئة الشعب والمجتمع المدني لدعم طلبنا اجراء انتخابات حرة وشفافة».