وزير الصحة العراقي: استهداف الأطباء تراجع إلى حالة أو حالتين في 2008

الحسناوي لـ«الشرق الأوسط» : سنتسلم مستشفى لورا بوش بالبصرة في يناير لاستكمال بنائه

TT

صرح وزير الصحة العراقي صالح مهدي الحسناوي بأن وزارته استطاعت السيطرة على مرض الكوليرا في العراق، موضحاً ان «الكوليرا مرض متوطن في العراق منذ سنوات».

وقال الحسناوي في حوار مع «الشرق الأوسط» ان العراق عانى من الكوليرا في التسعينيات من القرن الماضي ولكن لم يعلن عنها حينها، موضحاً: «كنت طبيبا اخصائيا في كربلاء عام 1999 وكانت هناك بين 20 و 30 حالة يومياً في المستشفى لكن كان هناك تكتم على الموضوع». وقال الحسناوي ان في العام الماضي كان هناك 4956 حالة من الكوليرا، اغلبها في اقليم كردستان، بينما في 2008 كانت هناك 918 حالة في العراق، اغلبها خارج اقليم كردستان، ادت الى 11 حالة وفاة. واضاف الحسناوي ان العراق «نجح في الرصد الوبائي مما يعني السيطرة على الوباء وقد اشادت منظمة الصحة العالمية بعملنا وخاصة في الرصد الوبائي». وتابع: «هذه السنة ولأول مرة اكتشف معاون طبي الوباء في احد المراكز الريفية وهذا يظهر نجاح الرصد الوبائي، فالاكتشاف والثقافة والوعي عوامل ضرورية». ولفت الحسناوي الى مشاكل المياه التي ادت الى تفشي الكوليرا، قائلاً: «عام 2003 كانت شبكة المجاري تغطي فقط 6 في المائة من العراق، ولقد وصلت الى 24 في المائة، ومن المتوقع ان تصل الى 40 في المائة العام المقبل»، واضاف: «هذا امر يحتاج الى دور وطني ومتعدد». وفي ما يخص استهداف الاطباء العراقيين خلال اعمال العنف التي عصفت بالعراق، قال الحسناوي: «استهداف الاطباء هو ضمن استهداف ابناء الشارع العراقي وخاصة المثقفين من العراقيين». وشدد على ان الاوضاع الامنية تحسنت في العراق الى درجة ان «كانت هناك حالة او حالتان من استهداف اطباء في عام 2008، مقارنة بالمئات في السنوات السابقة». واوضح ان تراجع حالات العنف شهد عودة العشرات من الاطباء الى العراق بعد هجرتهم الى دول الجوار بحثاً عن الامن، مضيفاً ان «ارتفاع الرواتب بنسبة 200 في المائة ساعد ايضاً، فالطبيب الان يتسلم بين 2800 و3000 دولار، وذلك لا يقارن بالرواتب في زمن (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين عندما كان الراتب 3 دولارات فقط». وتابع: «اهتمام رئيس الوزراء (نوري المالكي) ومجلس الوزراء بالاطباء ساعد في الرغبة للعودة، كما عملنا مع نقابة الاطباء لاصدار قوانين لحماية الطبيب». والتقت «الشرق الأوسط» الحسناوي اثناء زيارته الى بريطانيا الاسبوع الماضي حيث اجرى لقاءات مع مسؤولين من وزارة الصحة البريطانية لمتابعة الاتفاقية لتدريب كوادر طبية عراقية، حيث خصصت بريطانيا 4.5 مليون جنيه استرليني لتدريب كوادر طبية عراقية. ووقع الحسناوي اثناء زيارته لندن مذكرة تفاهم مع اكاديمية كلية الاطباء الملكية، كما اجرى لقاءات مع الاطباء العراقيين المغتربين. وتحدث الوزير عن لقاءات اجراها مع اطباء عراقيين مغتربين في بريطانيا، قائلاً: «نريد وضع رؤى واقعية للاستفادة من الخبرات في الخارج». ويهتم الحسناوي بالصحة النفسية، اذ هو طبيب اختصاصي بالطب النفسي، ويعمل على توسيع نشاط الطب النفسي في العراق الذي عانى مجتمعه من اضطرابات سببتها الحروب والعنف الداخلي في البلاد. وقال الحسناوي: «لقد تأسس مجلس الصحة النفسية بعد اصدار قانون لوضع برنامج حول الصحة النفسية بناء على تعاون مع وزارة الصحة الاميركية ومنظمة الصحة العالمية وكلية الطب البريطانية». واضاف: «عقدنا المؤتمر الوطني الثالث للطب النفسي، وهو الاول في العراق، في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي ولقد وضعنا استراتيجية خمسية لهذا الغرض». وتعمل الوزارة على تأهيل اطباء نفسيين في العراق، اذ هناك فقط 100 طبيب نفسي في البلاد، وخدمات صحية غير كافية للتعامل مع الامراض النفسية. وقد مر عام على تسلم الحسناوي منصب وزير الصحة وقد مارس الطب في العراق منذ أن تخرج من كلية الطب في بغداد عام 1984. وشدد الحسناوي على ان «الطب في العراق سيستعيد عافيته بعد ان كان الافضل في المنطقة، كلية الطب في العراق اسست عام 1924 وهناك جيل واعد، فبدأنا نجري عمليات جراحية معقدة بعضها لاول مرة في العراق». وقد تخرج 1124 طبيبا في العراق العام الماضي، وتم تعيين 100 اخرين لم يعملوا في الاونة الاخيرة في العراق. وصرح الحسناوي بان من بين الاولويات «تطوير اللامركزية من خلال الصلاحيات وطريقة العمل واتخاذ القرارات الى حد المستشفى والمراكز الصحية». ومن بين خطط اللامركزية تمكين المراكز الصحية التي يصل عددها 2000، وتم بناء 250 مركزا صحيا منذ عام 2003. ومن بين خطط الوزارة اقامة مراكز صحية ومستشفيات جديدة. وقال الحسناوي: «هناك مركز صحي لكل 23 الف مواطن، ونريد ان يكون هناك مركز صحي لكل 15 الف مواطن»، مشيراً الى ان هذه الاحصاءات لا تشمل اقليم كردستان. وخصص 3.8 مليار دولار لوزارة الصحة هذا العام، واوضح الحسناوي ان تم صرف اكثر من 95 في المائة من ميزانية الوزارة هذا العام، كما ان عام 2009 سيشهد «الحرص على الرشد في استخدام الميزانية التي تصرف على الادوية والمستلزمات والصيانة التي لا يمكن ان نستمر من دونها». وفي ما يخص مستشفى البصرة لمعالجة الاطفال المصابين بالسرطان التي كان من المتوقع افتتاحها منذ فترة، قال الحسناوي: «هناك حوالي 7000 مصاب بمرض السرطان، 8 في المائة منهم اطفال، وكانت السيدة لورا بوش قد اعربت عن رغبتها في مساعدة بناء مستشفى للاطفال المصابين بمرض السرطان الا ان المستشفى واجه بعض المشاكل اللوجستية وطلبنا منهم تسليم المستشفى في يناير (كانون الثاني) المقبل وسنعمل على افتتاحه في الربع الاخير من العام المقبل». واوضح ان المستشفى سيكون مستشفى اطفال وليس فقط مختصا بامراض السرطان.