السنغال أول دولة تقدم دعمها للانقلابيين في غينيا.. وتدعو المجتمع الدولي لمنحهم فرصة

رئيس المجلس العسكري الحاكم يتعهد بمعاقبة كل من يثبت ضلوعه في قضايا فساد

TT

حصل العسكريون الانقلابيون الذين استولوا على الحكم في غينيا غداة وفاة الرئيس لانسانا كونتي، على دعم السنغال، وهو أول دعم من دولة يحصلون عليه، في وقت أعلن فيه رئيس المجلس العسكري الحاكم النقيب موسى داديس كمارا في اول خطاب له بكوناكري أمس، انه ستتم معاقبة كل من يثبت ضلوعه في الفساد، بعد ان كان العسكر قد قالوا انهم سيستولون على السلطة لمكافحة الفساد. وقال كمارا: «كل شخص يدان بتحويل اموال ستتم معاقبته. وكل من يرغب في الاستيلاء على املاك الدولة لمصلحته الخاصة سيحاكم ويعاقب أمام الشعب في حال القبض عليه». وأعلن عن «برنامج عمل لمكافحة الظلم وانعدام الامن وتنظيم انتخابات حرة». وبدأ المجلس العسكري أمس تنظيم «لقاءات تشاورية» في اكبر قاعدة عسكرية بكوناكري بعد اربعة ايام على الانقلاب الابيض الذي نفذه العسكريون، الثلاثاء الماضي. وانطلقت هذه اللقاءات أولا مع ممثلي المجتمع المدني والاحزاب السياسية والطوائف والنقابات، في قاعدة الفا يايا ديالو التي يتخذ الانقلابيون منها مقرا عاما لهم. وحضر الاجتماعَ الذي عقد في الهواء الطلق 1000 شخص؛ بينهم رئيس الجمعية الوطنية المطاح ابوبكر سومباري الذي كان يفترض بحسب الدستور ان يتولى مؤقتا الرئاسة إثر وفاة الرئيس، وذلك بعد ان كان قد احتج للوهلة الاولى على شرعية الانقلابيين. واذا كان الانقلاب قد لاقى ادانة دولية واسعة فهو بالمقابل حصل على دعم صريح وواضح من رئيس الدولة المجاورة النافذة، الرئيس السنغالي عبد الله واد البالغ من العمر 82 عاما. وقال الرئيس السنغالي من باريس: «اعتقد ان هذه المجموعة تستحق الدعم»، كاشفا ان قائد الانقلاب خاطبه بلقب «بابا» خلال المحادثة الهاتفية التي جرت بينهما. واوضح واد ان الكابتن كمارا بدا له «شابا نقيا يريد فعل الخير ولا طموح سياسيا له (...) ونزيها جدا». واعلن واد ان هذا الامر دفعه الى قبول الدفاع عن كمارا في المحافل الدولية ونقل رسالته التي تقول: «لقد تولينا السلطة لتفادي مواجهات قبلية ولا ننوي الاحتفاظ بها، ونحن نريد تنصيب رئيس جديد وسنعود الى الثكنات». وتابع: «ادعو كافة البلدان (المجاورة) والاتحاد الاوروبي، وخصوصا فرنسا الى عدم رشقهم بالحجارة بل الى التعامل معهم بحسب مواقفهم المعلنة». واكد كامارا لواد ايضا انه تولى السلطة «لتفادي تصفية حسابات وحماية اسرة الفقيد» الرئيس كونتي بعدما حكم البلاد 24 عاما من دون تقاسم السلطة وبواسطة القمع الدموي والفساد بحسب المنظمات غير الحكومية. والرئيس واد هو اول رئيس دولة يعلن رسميا دعمه للانقلابيين، ولكن في كوناكري نظم الانقلابيون في غضون اقل من اسبوع عددا من لقاءات الدعم لهم من قبل احزاب ونقابات.