المصريون العاديون لا يريدون جر بلدهم إلى صراع جديد

على عكس موقف الإسلاميين والنشطاء السياسيين

رجال أمن إيرانيون يفرقون مظاهرة أمام السفارة الأردنية في طهران أمس (أ.ب)
TT

القاهرة ـ رويترز: يقول عزت عبد الرحمن إن الفلسطينيين يتعرضون «لظلم فادح» على يد اسرائيل، لكن كان ينبغي لهم منذ فترة طويلة أن يسيروا على نهج مصر ويتوصلوا الى سلام مع اسرائيل منذ وقت طويل. ويضيف أيضا أنه لا ينبغي أن تفتح مصر حدودها مع غزة للسماح للفلسطينيين بالفرار من هجوم اسرائيلي بدأ قبل ستة ايام حسبما يطالب نشطاء حماس وكثير من العرب. واضاف الرجل البالغ من العمر 42 عاما، والذي يدير متجرا لبيع الاحذية بوسط القاهرة «هذا يمكن أن يدخل مصر في مشكلات مع اسرائيل.. يمكن لإسرائيل أن تتهم مصر بتهريب الاسلحة الى غزة وتلقي بمشكلات غزة على عاتق مصر». ورغم المطالب القوية من جانب اسلاميين ونشطاء بتحرك قوي ضد اسرائيل، يقول كثير من المصريين العاديين إنهم لا يريدون أن ينجر بلدهم الى صراع آخر في الشرق الاوسط في اتفاق نادر في نوعه مع الحكومة.

ويقول كثيرون انه كان بإمكان حماس التي تسيطر على قطاع غزة تجنب الهجمات التي قتل خلالها أكثر من 400 شخص حتى الآن بوقف إطلاق الصواريخ على اسرائيل.

وقال محمد كمال الذي يمتلك متجرا وسط القاهرة أيضا، وهو من بين 12 قاهرياً، أجرت رويترز مقابلة معهم هذا الاسبوع «حماس تعمل ضد مصلحة الفلسطينيين. لا يوجد مبرر لإطلاق الصواريخ. ما الذي يضربونه بالصواريخ؟». وقال آخرون ان حماس تعمل مع ايران وسورية بهدف تقويض مصر وجرِّها الى صراع مع اسرائيل.

وداخل صالون لتصفيف شعر النساء، كانت احدى العاملات تجادل احدى الزبونات، قائلة ان مصر قدمت ما يكفي للفلسطينيين، وهي وجهة نظر يتبناها الكثيرون في مصر.

وقال هاني الحسيني، وهو سياسي مخضرم ينتمي لحزب التجمع المعارض، ان رجال الفكر في مصر والذين يؤيد الكثيرون منهم اتخاذ اجراءات صارمة كقطع العلاقات مع اسرائيل لا يدركون واقع الاولويات الشعبية. وأضاف «الاهتمام الشعبي يضعف لأن الناس أصبحت مستكينة لفكرة أنه لا توجد قوة عربية أو موقف حكومي عربي أو مصري يؤدي الى التغيير تجاه اسرائيل. الموقف الشعبي أصبح منذ فترة طويلة أميلَ للسلم رغم الكراهية عموما لإسرائيل». وتعكس مثل تلك المشاعر فجوة آخذة في الاتساع بين العرب حيث ينظر فريق الى حماس وحزب الله اللبناني على أنهما جزء من «جبهة تقودها ايران وسورية ضد اسرائيل والولايات المتحدة». بينما يقول المعسكر الآخر ان المدنيين فقط هم مَنْ يدفعون ثمن ما يصفونه بالمغامرات العسكرية التي لا طائل من ورائها. وكان هذا الخلاف واضحاً في حوار دار بين صديقين بمقهى وسط القاهرة، فقد قال محمد عبد الله، 33 عاما، «وصلنا لمرحلة تضربنا فيها اسرائيل على قفانا». وامتدح حسن نصر الله الامين العام لحزب الله لدعوته المصريين للنهوض لدعم غزة. وقال «انه رجل صاحب مبدأ». لكن صديقه محمد لطيف، وهو مصري، يعمل بدولة الامارات العربية المتحدة رد عليه، قائلا «لا مبدأ ولا حاجة». واضاف «حكومتنا عندها تفكير عالٍ».