الصومال: ترتيبات انتخاب الرئيس الجديد تبدأ بعد أسبوع.. والشيخ شريف يستعد للترشح

رئيس البرلمان هدد بطرد نواب «إذا تخاذلوا عن واجب انتخاب زعيم جديد»

TT

قال رئيس البرلمان الصومالي الشيخ آدم مَدوبي إن الترتيبات المتعلقة بانتخاب رئيس جديد للبلاد، خلفا للرئيس المستقيل عبد الله يوسف أحمد، ستبدأ بعد أسبوع، متحدثا في جلسة عقدها البرلمان أمس بمقره في مدينة بيداوا بجنوب غربي الصومال.

ودعا مدوبي أعضاء البرلمان للحضور الي مدينة بيداوا، (250 كم جنوب غرب مقديشو)، خلال أسبوع، للمشاركة في انتخاب الرئيس الجديد، قائلا ان أي عضو لم يحضر الي الجلسة خلال تلك المهلة عليه أن يعلن عن استقالته ليتم استبداله بعضو جديد من القبيلة التي يمثلها.

وأضاف رئيس البرلمان الصومالي «إذا كان بعض النواب لا يريد أن يحضر أو عزف عن العمل النيابي فعليهم أن يعلنوا عن استقالتهم وتمكين القبائل التي يمثلونها من ترشيح أعضاء جدد بدلا عنهم. ويتوزع النواب الصوماليون البالغ عددهم 275 عضوا بين العاصمة مقديشو وبيداوا (مقر البرلمان) ويقيم عدد كبير منهم في عواصم الدول المجاورة، وأوروبا ولا يحضرون اجتماعات البرلمان الا لفترات قليلة. وبعضهم غادر بيداوا خلال الأيام الماضية بسبب ما وصفوه بعدم توفر الأمن. وكان الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد قد أعلن عن استقالته يوم الاثنين الماضي بعد تزايد الضغوط الداخلية والخارجية عليه. وينص الدستور الصومالي في حالة غياب الرئيس (لاستقالة أو وفاة أو عجز كامل) أن تنتقل السلطة الي رئيس البرلمان بصفة مؤقتة لانتخاب رئيس جديد خلال 30 يوما. ومن المقرر كما قال رئيس البرلمان الصومالي الإعلان عن هيئة انتخابية برلمانية لتولي ملف الانتخاب الأسبوع القادم. وتُجري انتخابات الرئيس وفقا للمواد 40 و41 و42 من الدستور الصومالي التي تقول بانه «يحق لأي مواطن صومالي تتوافر فيه المواصفات محددة منها دخول سن الأربعين، ومولود لأبوين صوماليين مسلمين، وغير متزوج من أجنبية، وغير مدان بجريمة خطيرة، أن يترشح لمنصب الرئاسة. وينتخب الرئيس من قبل البرلمان عن طريق الاقتراع السري، ويفوز بالمنصب في حالة حصوله علي أغلبية الثلثين في الجولة الأولى. وفي الجولة الثانية يحق للمرشحين الستة الذين حصلوا علي أكثر الأصوات أن يخوضوا المنافسة في حين أن الجولة الثالثة ستنحصر فقط في المرشحين اللذين يحصلان على أكثر الأصوات في الجولتين السابقتين.

في هذه الأثناء غادر زعيم المعارضة الصومالية الشيخ شريف شيخ أحمد العاصمة مقديشو صباح أمس متوجها الي ليبيا حيث تلقى دعوة من الزعيم الليبي معمر القذافي، ولم يكشف الشيخ شريف الذي يتزعم جناح جيبوتى المنشق على تحالف المعارضة الصومالية الذي يتخذ من العاصمة الاريترية مقرا له، عن مغزى هذه الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقا. وسافر الشيخ شريف بطائرة ركاب عادية كانت متوجهة الي دبي حيث يواصل سفره الي ليبيا، على عكس ما كان يفعله الليبيون سابقا باستئجار طائرات خاصة عند توجيه الدعوة الي السياسيين الصوماليين أو أمراء الحرب. وأفادت مصادر في المعارضة الصومالية بأن الشيخ شريف يقوم بجولة في عدد من العواصم العربية من بينها القاهرة وصنعاء والرياض. وكشفت المصادر النقاب عن أن شريف الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع الجانبين الأميركي والأثيوبي يسعى للحصول على دعم عربي لترشيح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة والمنافسة على خلافة الرئيس الانتقالي المستقيل. وكان جناح جيبوتي من تحالف المعارضة قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن التحالف سيتخذ من العاصمة مقديشو مقرا له، وأن جميع مكاتبه وقياداته ستنتقل تباعا إلى العاصمة. من جهة أخرى كشف وزير الداخلية الصومالي موسى نور أمين بأن حكومته على علم باعتقال المحافظ السابق للعاصمة محمد طيري الذي اعتقلته القوات الإثيوبية مساء أول من أمس وأن الحكومة أصدرت قرارا باعتقاله. وصرح وزير الداخلية الصومالي بأن محمد طيري تجاهل أوامر حكومية تتعلق بتسليم المعدات العسكرية والقوات التي كانت تحرسه ومقر المحافظة الذي كان يقيم فيه الي السلطات الحكومية. وكانت العلاقة بين محمد طيري ورئيس الوزراء نور حسن حسين (عدي) قد توترت بعدما أقاله رئيس الوزراء من منصبه، إلا أن محمد طيري رفض ذلك القرار متهما رئيس الوزراء بأنه ليس من صلاحياته إقالته من ذلك المنصب، ثم أقيل من قبل الرئيس بعد أن تدخلت أثيوبيا لحل الخلاف بين الرئيس ورئيس الوزراء. ويأتي اعتقال محافظ مقديشو السابق والمقرب من الرئيس المستقيل عبد الله يوسف أحمد، بعد يوم من قيام القوات الإثيوبية المتمركزة في العاصمة الصومالية بنزع سلاحه، حيث طوق عشرات من أفراد القوات الإثيوبية المزودين بمدرعات حربية منزله، وصادرت كمية كبيرة من الأسلحة الموجودة بالمنزل بما فيها أسلحة حراسه. ولم تكشف الحكومة الانتقالية أو القوات الإثيوبية مكان احتجازه.