قراصنة صوماليون يختطفون سفينة شحن مصرية قبالة السواحل اليمنية

رئيس الشركة المالكة للسفينة قال لـ «الشرق الأوسط» إنه على اتصال بالرهائن الـ28

TT

تمكن أمس قراصنة صوماليون من اختطاف سفينة مصرية؛ على متنها 28 فردا قبالة السواحل اليمنية، واتجهوا بها إلى سواحل الصومال. وأبلغ رئيس شركة الملاحة المالكة للسفينة السلطات المصرية بالواقعة، فيما أعلن أحد مساعدي وزير الخارجية في وقت لاحق، أن عدد الخاطفين 15 شخصا، وبعضهم مسلح بأسلحة ثقيلة. وقال رئيس شركة «نيومارين للشحن البحري» التي تدير السفينة المصرية المخطوفة (بلو ستار) القبطان عبد الرحمن سليم العوا لـ«الشرق الأوسط» إن عملية الاختطاف تمت قبالة السواحل اليمنية، مشيراً إلى أن الشركة تلقت النبأ ظهر أمس (الخميس) فأبلغت بدورها السلطات المصرية التي بدأت مساعي الإفراج على الفور. وأوضح العوا أن جميع أفراد الطاقم على متن السفينة والبالغ عدهم 28 فردا في حالة جيدة. ولم يصب أحد منهم بسوء خلال العملية. وأرجع ذلك إلى «الحكمة والخبرة التي يتمتع بهما قائد السفينة محمود سويدان الذي لم يلجأ إلى المغامرة بمقاومة القراصنة المسلحين».

الجدير بالذكر أن المخابرات المصرية نجحت في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي في إنقاذ سفينة مصرية من قبضة القراصنة الذين كانوا قد احتجزوها لمدة 20 يوماً. تجدر الإشارة إلى أن ذات السفينة، التي تم بناؤها عام 1980، تعرضت في شهر يونيو (حزيران) عام 2007 لعطل في عرض المياه، مما اضطرها إلى اللجوء إلى ميناء «صلالة» العماني لإصلاح العطب الذي باغت أحد محركاتها، وبعدما تم الإصلاح وغادرت المياه العمانية فوجئت بعطل جديد، ولكن لم يتم لها السماح بدخولها مرة أخرى، مما خلف أزمة تم حسمها دبلوماسيا بنحو عاجل. وأكملت السفينة رحلتها التجارية بسلام. ونفى رئيس الشركة أن تكون الحالة الفنية للسفينة سيئة، موضحا أن عمرها لا يرتبط بحالتها الفنية، وأن حالة القطع البحرية وسلامتها الفنية تعود إلى إدارتها الجيدة ومهارة طاقمها وإجراء متطلبات الصيانة الدورية في مواعيدها المحددة. وقبل ساعات من وقوع عملية الاختطاف أمس الخميس، تمكنت مروحية ماليزية من إنقاذ سفينة هندية كانت تمر في الاتجاه المعاكس متجهة من خليج عدن صوب البحر الأحمر، من محاولة للاستيلاء على يد قراصنة صوماليين في مكان مجاور. ولاذ القراصنة بالفرار فور أن شاهدوا المروحية الحربية الماليزية بعد أن أقلعت من قطعة بحرية حربية، دون أن تطلق المروحية أي نيران. وشدد العوا، الذي رأس أيضا لجنة مُلاَّك السفن بغرفة ملاحة الإسكندرية، على أنه يطمئن على حالة الطاقم المصري على نحو دوري عبر البريد الإلكتروني، وأنه لا مجال للاتصال بهم هاتفياً. وقال السفير أحمد رزق مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية إنه «ورد صباح أمس من مركز العمليات البحري التابع لوزارة النقل المصرية بوزارة النقل أن السفينة (بلو ستار) وطاقمها المكون من 28 مصرياً تم اختطافها من جانب قراصنة صوماليين». وبحسب رزق، فإن الخاطفين كان عددهم 15 شخصا وبعضهم مسلح بأسلحة غير خفيفة. وقال إن السفينة في طريقها إلى نقطة ما على السواحل الصومالية، مشيرا إلى أن الخارجية المصرية تتابع الموقف مع الجهات وأطراف دولية أخرى. كما تم تشكيل غرفة عمليات بالوزارة تم تنشيطها لمتابعة الموقف ويجري التنسيق مع الجهات الوطنية والأطراف الدولية.

وكانت «بلو ستار» محملة بستة آلاف طن من اليوريا ومتجهة من بابا المندب باتجاه الشرق، ولكنها توجهت نحو سواحل الصومال. وذكر رزق أن السفينة فور تهديدها من قبل القراصنة تم إبلاغ قيادة القوة الأوروبية بـ«نورث وود» في بريطانيا لطلب المساعدة لكن على ما يبدو، فان عملية الخطف بالفعل كانت قد تمت.. وأن طاقم السفينة أصبحوا رهائنَ.

وأضاف أنه يجري العمل حاليا على إجراء الاتصالات اللازمة لإطلاق سراح السفينة التي يقودها الربان سويدان والاطمئنان على طاقمها وانهاء اختطافهم. وفي تعليقه قال محمد نظيف، النائب بالبرلمان الصومالي لـ«الشرق الأوسط»: «تحريك الأساطيل والقوى العسكرية لمواجهة القرصنة لن يجدي، ولا بد من حل شامل للمشكلة الصومالية تتمثل خطواته الأولى في تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كافة القوى الصومالية بما فيها المحاكم الصومالية بفرعيها ومختلف العشائر، فبناء دولة صومالية قوية هو الحل الأمثل لمواجهة القرصنة. والبناء لابد أن تشارك فيه مصر واليمن والسعودية ومختلف القوى الإقليمية، أما دون ذلك فبمثابة مسكنات». واستنكر نظيف ما طرحه البعض في الإعلام الأميركي من ضرورة محاصرة سواحل الصومال كإجراء وقائي إرسال لمنع القرصنة، واصفاً تلك الرؤية بـ«الجزئية».

وقال إن المشكلة أعم من ذلك وتتعلق بالصومال ككل. وأطلق القراصنة النيران على الناقلة الهندية التي كانت تقل حمولة من النفط فأحدثوا أضرارا ببرج المراقبة الخاص بها، وذلك حينما حاول قبطانها المراوغة بزيادة سرعة السفينة إلى أقصى حد لها وإرسال استغاثة لا سلكية.

كما تمكنت مروحية ألمانية من إنقاذ سفينة تجارية مصرية، بذات الطريقة التي أنقذت بها الناقلة الهندية من قبضة القراصنة، ولكن بعد إصابة أحد أفراد طاقمها إثر إطلاق القراصنة قذيفة آر بي جي عليها فور محاولتها المراوغة. وبموجب بيانات مكتب الملاحة الدولية الذي يتخذ من كوالا لمبور بماليزيا مقرا له، فإن هجمات القراصنة وصلت إلى 111 هجوماً عام 2008، نجح منها 42. وما زال القراصنة مستولين على 14 سفينة على متنها 140 فرداً هم أعضاء طواقمها.