رئاسة الاتحاد الأوروبي تنتقل من باريس إلى براغ وسط شكوك حول قدراتها على القيادة

الوضع في الشرق الأوسط والأزمة المالية أبرز التحديات وإيفاد بعثة إلى غزة

TT

انتقلت رئاسة الاتحاد الأوروبي من فرنسا الى جمهورية التشيك ليل أول من امس لدورة جديدة تستمر ستة أشهر وتواجه خلالها الرئاسة معضلة تجدد الصراع في الشرق الاوسط ومعالجة أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود. وتزامن الأمر مع إعلان رئيس وزراء التشيك ميريك توبولانيك تعديلا وزاريا يوم الاثنين المقبل.

وكانت هذه الدولة الشيوعية السابقة التي انضمت الى الاتحاد في مايو 2004، بدأت منذ عدة اشهر استعداداتها لهذه المهمة التي تأتي في سياق ازمات متعددة مثل الازمة المالية العالمية والانكماش العالمي وأزمات جورجيا والشرق الاوسط والنزاع حول الغاز بين روسيا واوكرانيا.

وكأول تحرك له أعلن رئيس الوزراء ميريك توبولانيك عن إيفاد بعثة للاتحاد الأوروبي من أجل التوصل الى وقف اطلاق نار في غزة. وقال ان الخطة تكتسب أهمية خاصة لغياب دور أميركي رئيسي مع استعداد الرئيس المنتخب باراك أوباما لتولي المسؤولية.

وأبلغ توبولانيك التلفزيون التشيكي «الشيء المؤسف أنه لا يمكننا الاعتماد على الادارة الاميركية... يتوقف الامر على الاتحاد الاوروبي للأخذ بزمام المبادرة. أعتقد أن هذا هو دورنا الرئيسي في الايام والاسابيع القادمة».

وأضاف، أنه يأمل ألا يكرر أوباما «نفس خطأ بوش أي تنحية مشكلة الشرق الاوسط جانبا»، حسب ما نقلت وكالة رويترز.

ولن تكون مهمة رئاسة الاتحاد امرا سهلا لرئيس الوزراء التشيكي الليبرالaي في ضوء مواقف الرئيس فاكلاف كلاوس المشكك في مستقبل الوحدة الاوروبية، والتي اضرت بصورة براغ في المفوضية الاوروبية.

وكانت الحكومة التشيكية قالت ان زيارة رئيس البرلمان الاوروبي هانس بوتيرينغ الى براغ في ديسمبر «اول حدث رسمي في الرئاسة التشيكية للاتحاد». لكن هذه الزيارة شهدت حادثا دبلوماسيا بين الوفد الاوروبي والرئيس كلاوس. ومنذ ذلك الحين يحاول التشيكيون تهدئة المخاوف من امكانية عجزهم عن قيادة اتحاد يواجه ازمة اقتصادية ومؤسساتية بينما لم ينضم هذا البلد الى منطقة اليورو ولم يعبر عن رأيه في معاهدة لشبونة بعد.

ويفترض ان تنظم المراسم الرسمية لانتقال الرئاسة من فرنسا الى الجمهورية التشيكية في السابع من يناير في براغ. ويتوقع أن يتوجه كارل شوارزنبرج وزير خارجية التشيك يوم الاحد المقبل الى الشرق الاوسط سعيا للتوصل الى تهدئة في قطاع غزة وصرحت سوزانا أوبليتالوفا المتحدثة باسم شوارزنبرج «بمجرد توليه الرئاسة يشعر ان من واجبه التوجه الى هناك والبدء في التعامل» مع الازمة كما نقلت وكالة رويترز.

وفيما يتعلق بالاقتصاد يتوقع التشيك نموا طفيفا العام المقبل ويرون أن البطالة يمكن أن تزداد الى نحو 6 بالمائة. وسخروا من خطط حكومات الاتحاد الاوروبي لزيادة انقاق الدولة لمواجهة تراجع النمو في القطاع الخاص. وقد يضعهم هذا في مواجهة مع دول كبرى في منطقة اليورو التي تواجه بالفعل ركودا اقتصاديا أو مع إسبانيا حيث يتوقع بعض خبراء الاقتصاد أن تصل البطالة الى 20 بالمائة.

لكن منتقدين ذكروا أن نجاح التشيك في رئاستهم للاتحاد الاوروبي سيعتمد على ما اذا كانوا سيستخدمون الاتحاد الاوروبي كمنصة وما اذا كانت المفوضية الاوروبية أو الدول الثلاث الكبرى وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ستتولى السيطرة اذا لم تتولها براغ.

وقال الكسندر فوندرا نائب رئيس الوزراء التشيكي للشؤون الاوروبية في بيان على الهواء مباشرة بثه التلفزيون «اتصل ساركوزي بالفعل برئيس الوزراء (ميريك) توبولانيك وهنأه».

وماطلت حكومة رئيس الوزراء توبولانيك التي تنتمي ليمين الوسط وهي حكومة أقلية في المصادقة على معاهدة لشبونة التي تهدف الى تنظيم عملية اتخاذ القرار بالاتحاد الاوروبي مما يجعل جمهورية التشيك واحدة من ثلاث دول فقط بالاتحاد الاوروبي التي لم تصادق بعد على المعاهدة.