قال ضابطان في المخابرات الباكستانية، ان طائرة بلا طيار، يعتقد أنها اميركية، أطلقت امس صاروخين على منطقة وزيرستان الجنوبية على الحدود الافغانية، مما أسفر عن مقتل ثلاثة مسلحين أجانب واصابة آخر. وصعدت القوات الاميركية، التي تشعر بخيبة أمل من تصاعد تمرد حركة طالبان الافغانية، الذي يلقى تأييدا من جيوب لمسلحين في شمال غربي باكستان، من ضرباتها الجوية بطائرات بلا طيارين، رغم احتجاجات الحكومة الباكستانية. وقال أحد مسؤولي المخابرات اللذين أكدا الهجوم، أن صاروخا أصاب مسلحين يستقلون سيارة «بيك اب» بينما أصاب الصاروخ الآخر، مخبأ قريبا للمسلحين في قرية كاريكوت بالقرب من وانا البلدة الرئيسية في منطقة وزيرستان الجنوبية المضطربة.
وأضاف «كانت ضربة دقيقة لأنها لم توقع ضحايا في صفوف المدنيين. كل القتلى والجرحى هم مسلحون من تركمانستان». ونفذت القوات الاميركية في أفغانستان نحو 30 ضربة صاروخية في باكستان عام 2008، طبقا لاحصاء تجريه رويترز، ووقع أكثر من نصف هذه الضربات منذ بداية شهر سبتمبر (ايلول) الماضي. وقتلت الهجمات أكثر من 220 شخصا من بينهم مسلحون اجانب طبقا لتقارير المخابرات الباكستانية ومسؤولين محليين وسكان. وتنامى الضغط الدولي على باكستان للقضاء على المسلحين، بعد الهجمات على مدينة مومباي الهندية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وتقول اسلام اباد ان الضربات الاميركية تنتهك سيادتها وتقوض جهودها لمحاربة المسلحين، لأنها تثير السخط الشعبي. وتدفق مسلحو «القاعدة» وطالبان على مناطق باكستانية على الحدود المشتركة مع افغانستان، من بينها وزيرستان الجنوبية، بعدما أطاحت قوات تقودها الولايات المتحدة حكومة طالبان في أفغانستان أواخر عام 2001. ويشن المسلحون من مخابئهم في مناطق البشتون، التي لم تسيطر عليها حكومة باكستانية على الاطلاق، عددا متزايدا من الهجمات المميتة في أفغانستان، ويدبرون أعمال عنف في باكستان وخارجها. وتضغط الولايات المتحدة وأفغانستان منذ وقت طويل على باكستان لبذل المزيد من الجهد للقضاء على معاقل المسلحين. وفي الاشهر القليلة الماضية قاتلت القوات الباكستانية المتشددين في معاقل أخرى أهمها اقليم باجور على الحدود الافغانية شمال شرقي وزيرستان الجنوبية، ووادي سوات في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي. وقال مسؤول اداري بارز ان مسلحين قتلوا ثلاثة أشخاص في باجور وأصابوا 13 امس، عندما أطلقوا العديد من قذائف المورتر على مبنى حكومي في خار البلدة الرئيسية في المنطقة. وذكر الجيش الباكستاني، ان أكثر من 1500 مسلح قتلوا في باجور منذ أغسطس (اب) لكن لم يرد تأكيد لهذا الرقم من جهة مستقلة.
وفي اسلام اباد، ذكرت وزارة الخارجية الباكستانية، أن باكستان والهند تبادلتا قوائم منشآتهما النووية المدنية امس، وهو تبادل سنوي تقوم به الدولتان المسلحتان نوويا في اطار صفقة تمنع الهجمات على تلك المنشآت.