البصرة تتسلم مطارها الدولي من البريطانيين

وزارة النقل: البريطانيون والأميركيون سيعملون تحت إشرافنا

TT

عاد مطار البصرة الدولي الى الادارة المحلية في اليوم الاول من العام الجديد بعد خضوعع لسيطرة القوات البريطانية منذ اكثر من خمسة اعوام فرضت خلالها إجراءات أمنية مشددة، بعد ان اتخذت منه قاعدة رئيسية لها. وجاءت عملية التسليم في أعقاب الاتفاقية الامنية التي ابرمها العراق وبريطانيا مساء الثلاثاء الماضي. وقال محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي ان «هذا اليوم كبير وعظيم ومهم، سيتم تسلم برج المراقبة والمطار بشكل كامل من البريطانيين». واضاف المحافظ ان «مطار البصرة كبير ومهم جدا في المنطقة، وجاهز لاستقبال اكبر الطائرات في العالم». من جهته، قال صبيح الشيباني ممثل وزارة النقل ومدير الطيران المدني، ان تسلم مطار البصرة يحقق السيادة اليوم. أصبحت المسؤولية في ادارة المطار وسلامة الطيران بيد العراقيين». واضاف «نعم لدينا شركاء يستخدمون المطار هم القوات الاميركية والبريطانية لكن هذا سيكون تحت اشراف العراقيين»، موضحا ان «عملية الاشراف كانت مسؤولية قوات التحالف». وختم قائلا «يهمنا جلب شركات الطيران لتعمل في مطار البصرة». وكانت القوات البريطانية قد انسحبت قبل اشهر من وسط البصرة (550 كلم جنوب بغداد) الى المطار (15 كلم جنوب).

بدوره، قال الجنرال البريطاني آندي سايمون «هناك تطورات سريعة من الناحية الامنية في البصرة، الآن مطار البصرة اصبح قابلا للتشغيل». وحول الوجود البريطاني، قال ان «القوات ستبقى هنا حتى مطلع مايو (ايار) المقبل، المهم ان نفصل بين الجانب العسكري والمدني في المطار». والبصرة ثالث مدن العراق ورئته الاقتصادية حيث يتم انتاج وتصدير النفط. ووقعت الحكومة العراقية ممثلة بوزير الدفاع عبد القادر العبيدي مع سفير بريطانيا الثلاثاء، عشية انتهاء تفويض الامم المتحدة، اتفاقية تنظم وجود قوات هذه الدولة ومهامها وانسحابها. ويرى محمد العبادي، رئيس مجلس محافظة البصرة أن «عودة المطار للسلطات المحلية خطوة كبيرة لما للمطار من أهمية قصوى في تنفيذ مشاريع الإعمار والبناء في البصرة والمحافظات الجنوبية كونه يقدم تسهيلات كبيرة للشركات المستثمرة وحركة وانتقال رجال الأعمال، إضافة إلى توفير مرونة مهمة في النقل التجاري». وقال العبادي لـ«الشرق الاوسط» ان «أي تقدم في انسحاب المحتلين من مرافق المدينة هو في الطريق المرسوم في استعادة السيادة للبلد واستقلاله»، مشيرا الى ان «المطار يعد من الرموز الحضارية بالمدينة، وهو من أجمل المطارات في منطقة الخليج العربي.. هو انجاز كبير لأهالي المحافظة والمحافظات المجاورة». من جانبها، أوضحت فاطمة لفته محمد التميمي، مديرة مكتب شركة الخطوط الجوية العراقية بالمحافظة لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المنجز سيدعم الخطوط الجوية العراقية في تنفيذ خططها المستقبلية المتمثلة في زيادة الرحلات الجوية عما هي علية الآن، والتي تعمل بواقع ثلاث رحلات أسبوعيا بين مطاري البصرة ودبي ورحلتين إلى دمشق ومثلهما البصرة ـ عمان ورحلة واحدة في الأسبوع بين البصرة وبغداد، إضافة إلى عشرات الرحلات لشركات الخطوط الدولية الناقلة لزائري العتبات الشيعية العراقية من باكستان وبعض دول الخليج». وقالت عرفَ سكانُ البصرة النقلَ الجويَّ واعتادوا السفرَ بالطائرات من مطار شط العرب منذ أكثر من نصف قرن، إذ تأسست شركة الخطوط الجوية العراقية في التاسع والعشرين من يناير (كانون الثاني) عام 1946، حسب وثائق الشركة، على حد قولها. وقال مصدر في المطار، طلب عدم ذكر اسمه، إن «تسليم مطار البصرة الى ادارة وطنية خلصَ موظفي المطار من معاناة تعرضهم لتفتيش دقيق كل يوم من قبل الجنود البريطانيين وانتظار طويل قبل دخولهم إلى مكاتبهم خلال السنوات الماضية». وتابع أن «القوات البريطانية لم تول أي اهتمام للمسؤولين العراقيين، فقد أصروا على إجراء تفتيش شخصي لوزير النقل السابق سلام المالكي عند نزوله من إحدى طائرات نقل المسافرين العراقية، مما اضطرنا إلى إعلان الاعتصام وإغلاق المطار احتجاجا على سوء معاملة الوزير».