جدل حول طريقة إيصال المساعدات القطرية إلى غزة

مسؤولة إسرائيلية: الدوحة طلبت هبوط 3 طائرات في بن غوريون > مسؤول إغاثة قطري: المنفذ الوحيد للمساعدات هو رفح

TT

شهد يوم امس جدلا وتضاربا حول انباء عن طلب قطر إرسال 3 طائرات مساعدات الى الفلسطينيين عبر مطار بن غوريون في تل ابيب، بدلا من حدود رفح المصرية مع غزة. فبينما تحدثت مصادر اسرائيلية وأنباء في القاهرة نشرتها صحف مصرية عن طلب من الدوحة في هذا الصدد، نفى مسؤول اغاثة قطري علمه بذلك، وقال ان الطريقة الوحيدة لإيصال المساعدات هي عبر مصر.

وكانت مسؤولة في وزارة الخارجية الإسرائيلية قد قالت إن قطر تقدمت بطلب لهبوط 3 طائرات محملة بالمعونات الطبية والإنسانية لقطاع غزة، في مطار بن غوريون. وأضافت أميرة اورون لـ«الشرق الأوسط» ان الحكومة الاسرائيلية تدرس الطلب القطري. إلا ان أي مصدر حكومي رسمي في قطر لم يؤكد الامر. وفي القاهرة، اكتفى وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط بالرد على استفسارات الصحافيين بعد نشر أنباء بهذا الصدد في صحف مصرية، بالقول «اسألوا الإخوة في قطر».

كما كان حسين الشيخ، رئيس هيئة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية قد قال لـ«الشرق الأوسط» إن قطر طلبت من اسرائيل نقل مساعداتها إلى قطاع غزة عن طريق مطار بن غوريون في تل ابيب. وقال الشيخ «ابلغنا الطرف الاسرائيلي، رسمياً، ان قطر طلبت من اسرائيل ان تدخل بعض المساعدات عن طريق مطار بن غوريون، وإسرائيل وافقت على ذلك». ومن المفترض ان تحط بعض الطائرات القطرية بمطار بن غوريون محملة بمساعدات الى غزة، لكن الشيخ قال إنه لا يعلم ما اذا كانت هذه الطائرات وصلت ام لا. وبحسب الشيخ، فان هذه المرة الاولى التي سينقل فيها مساعدات الى غزة عن طريق مطار اسرائيلي. وقال «عادة، تنقل المساعدات الى غزة، عن طريق مصر وأحيانا عن طريق الاردن». وأوضح الشيخ ان السلطة ابلغت اسرائيل من حيث المبدأ انها ليست ضد اي مساعدات تدخل الى القطاع. وقال ان السلطة أدخلت، 106 شاحنات محملة بالمواد الغذائية والطبية الى غزة، وهي مرسلة من العديد من الدول، كما تم نقل عدد من الجرحى عبر معبر رفح.

وأجرت «الشرق الاوسط» اتصالات عديدة بالدوحة وبمندوب قطر في الجامعة العربية بدون ان يتسنى الحصول على رد. وقال أحد المسؤولين في وكالة الانباء القطرية رداً على سؤال «الشرق الاوسط» إنه لم يتسن له تأكيد الخبر أو نفيه من مصدر حكومي. إلا أن مسؤول اغاثة قطرياً نفى علمه بوجود اتصالات قطرية ـ اسرائيلية لاستقبال طائرات إغاثة قطرية عن طريق مطار بن غوريون بدلا من مطار العريش .

وفي اتصال هاتفي أجرته أمس «الشرق الأوسط» مع عايض القحطاني، نائب مدير عام مؤسسة عيد بن محمد آل ثاني الخيرية، المسؤولة عن إيصال المساعدات القطرية الى غزة، قال إن المنفذ الجوي الوحيد الذي يمكن إيصال المساعدات عن طريقه هو مطار العريش، لكنه أكد عدم علمه بأي اتصالات مع الحكومة الاسرائيلية في هذا الجانب. وقال «لا توجد لديَّ معلومات عن هذه الاخبار (الاتصالات)». وقال القحطاني إنهم تمكنوا من إيصال مساعداتنا، التي نقلتها شاحنات كبيرة، عن طريق معبر رفح قبل ثلاثة أيام، وأن العمل جارٍ لإدخال عدد كبير من الشاحنات التي تحمل المساعدات خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأفاد أن السلطات المصرية سمحت حتى الآن باستقبال أربع طائرات قطرية تحمل مساعدات، في حين يتم الإعداد لإرسال طائرتين أخريين خلال اليومين المقبلين، غير أن المسؤول القطري شكا مما قال انه عدم تعاون السلطات المصرية مع الإغاثات القطرية، قائلا «لا يوجد تعاون حتى هذه اللحظة، لكننا نحاول الضغطَ عن طريق بعض الجهات لدينا (في قطر) بشكل أو آخر»، مضيفا أنهم يسعون بكل السبل لإدخال تلك المساعدات عن طريق المنفذ الوحيد، على حد قوله، وهو منفذ رفح.

من جانبه، قال محمد عبد الفضيل شوشة محافظ محافظة شمال سيناء الملاصقة لقطاع غزة على الحدود المصرية، لـ«الشرق الأوسط» مساء أمس، إن قطر ترفض إدخال المساعدات التي تريد إرسالها للفلسطينيين في قطاع غزة عبر معبر العوجة المخصص لعبور المواد الغذائية، على الحدود المصرية مع إسرائيل، معلقا على خبر نسبته إليه صحيفة الجمهورية المصرية شبه الرسمية؛ ومفاده انه فوجئ بأن قطر أرسلت لتل أبيب ثلاث طائرات محملة بالمساعدات لإرسالها للقطاع، بالقول «سمعت هذا الخبر، لكنني لم أرَ طائرات قطرية تحط في مطار تل أبيب». وبينما قال أبو الغيط، إنه لا علم له بهذا الموضوع، لم يتسن الحصول كذلك على تعليق من الدبلوماسيين القطريين بالقاهرة حتى مساء أمس. واكتفى أبو الغيط بالقول «لا أعرف.. اسألوا عن ذلك الإخوة في قطر». وحاولت «الشرق الأوسط» على مدار يوم أمس الاتصال بالهاتف الجوال لمندوب دولة قطر بالجامعة العربية محمد بن حمد آل خليفة، ولكن من دون نتيجة. وكانت صحيفة «الجمهورية» المصرية قد قالت امس إن ثلاث طائرات قطرية تحمل مساعدات لغزة هبطت في مطار تل أبيب. كما ذكرت ذلك صحيفة «روز اليوسف» اليومية. من جانبها، قالت مصادر حدودية مطلعة إن السلطات بمصر قررت تخصيص معبر رفح لإدخال المساعدات الطبية واستقبال الجرحى، بينما قررت تخصيص معبر العوجة للمساعدات الغذائية والبطاطين والملابس وغيرها، باعتباره منفذاً تجارياً.