وزير الخارجية اللبناني يكرر عرض استضافة القمة العربية

بري يحذر من امتداد الحرب إلى لبنان وسورية إذا توفرت الشروط لتوسيعها

TT

أكد وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ «إدانة لبنان الشديدة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعلى ضرورة وقف هذا العدوان بصورة فورية وغير مشروطة ورفع الحصار وفتح المعابر، وعلى ضرورة تحمل مجلس الأمن مسؤولياته في صيانة الأمن والسلم الدوليين بشكل حازم نظرا للتداعيات الخطيرة التي يرتبها هذا العدوان على المنطقة برمتها وعلى عملية السلام فيها». وشدد الوزير صلوخ على «ان احد المقومات الاساسية للصمود الفلسطيني والتفافه بكافة فصائله حول مشروعه الوطني المؤدي الى نيل كامل الحقوق المشروعة في الدولة السيدة المستقلة وفي عودة اللاجئين الى ديارهم». وقال «ان الوقت ليس وقتا لتوزيع المسؤوليات ولا لتقييم الخيارات، بل هو وقت وقوف الدول العربية صفا واحدا وبشكل متضامن لالزام اسرائيل وقف عدوانها ومساعدة الشعب الفلسطيني لاجل تحسين اوضاعه الحياتية والانسانية بكافة السبل المتاحة». واعتبر الوزير صلوخ «انه لا بد من تجديد التهدئة، على ان يتضمن ذلك رفع الحصار وفتح المعابر والتأكد من عدم تكرار إسرائيل لحصارها الخانق على قطاع غزة لان هذا الحصار يعتبر بحد ذاته عملا عدوانياً». وشدد صلوخ على «ضرورة الإسراع في عقد القمة العربية للتضامن العربي ولتضع هذه القمة حدا للمجازر التي تقوم بها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة». وقال ان لبنان يدرك جيدا اهمية هذا التضامن «وهو مستعد لان يلعب دورا نشطا في سبيل تكريسه، وان لبنان الذي عبر عن استعداده لحضور القمة العربية مستعد لاستضافتها في حال كان ذلك عاملا مساعدا في جعلها قمة تضامنية». وقال الوزير صلوخ «انه خلال الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة تم الاتصال بالمجموعة العربية في نيويورك من اجل مطالبة مجلس الأمن بعقد اجتماع عاجل للمجلس» واصفا المحادثات التي جرت البارحة في قاعة الجامعة العربية بانها كانت «محادثات رصينة وكان الجو هادئا وكان التأكيد على مساعدة الاخوة الفلسطينيين». وقال الوزير صلوخ «الجميع متفق على عقد القمة، ولكن تأتي بعد معرفة نتائج مشاورات مجلس الامن وهناك لجنة عربية لمتابعة اجتماع المجلس والاتصالات مع الأعضاء الدائمين وغير الدائمين في المجلس من اجل عقد هذه الجلسة في اسرع وقت ممكن، وهناك لجنة من وزراء الخارجية العرب ومن بينها الدول المجاورة لفلسطين ومنها لبنان ستلاحق هذا الموضوع، ويمكن ان تذهب اللجنة الى نيويورك لتجري المحادثات والاتصالات اللازمة لمعرفة ما سيكون القرار الذي سيتخذه مجلس الامن في هذا الشأن، وبناء على هذا القرار يعود مجلس وزراء الخارجية العرب الى الانعقاد للبحث في قرار بعقد قمة عربية». وأضاف: «اننا لا نعطي فرصة 5 ايام لاسرائيل، فقد وجد وزراء الخارجية العرب ان هناك مراحل ونرجو ان يأخذ مجلس الامن قرارا ملزما لاسرائيل لوقف العدوان، واللجنة ستقوم بكل ما يلزم من اتصالات ومشاورات مع الدول الاعضاء من اجل ممارسة الضغط على اعضاء مجلس الامن لاتخاذ قرار بوقف العدوان».

إلى ذلك عقد اتحاد البرلمانيين العرب مؤتمرا استثنائيا في مدينة صور في جنوب لبنان «تضامنا مع الشعب الفلسطيني ضد العدوان الاسرائيلي على غزة» شارك فيه برلمانيون عرب وحضره نائب رئيس الشورى الإيراني محمد حسن ابو ترابي على رأس وفد من مجلس الشورى وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية، وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي. وألقى كلمة رئاسة الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس النواب العراقي بالوكالة الشيخ خالد العطية اعتبر فيها أن «الصراع العربي مع الكيان الاسرائيلي يمر في مرحلة مصيرية حرجة»، وقال: «منطقتنا اليوم تعيش برمتها في وضع مفصلي يستوجب تغييرات في الاطر السياسية والاجتماعية والفكرية السائدة في التعامل مع القضية الفلسطينية لاسيما وهي تشهد اليوم بسب كارثة غزة، انهيارا ونسفا لكافة الجهود الاممية والاقليمية التي بذلت لحلها عبر ما يزيد على نصف قرن». واستغرب «ان تدمر البنى التحتية وتنسف مقدرات الشعب واسباب بقائه من اجل حسابات انتخابية ضيقة، شعب بأكمله صار وقودا من اجل التنافس، فالمرشحون اليوم يتسابقون على من سيلحق اكبر الضرر بالفلسطينيين ليحوز على ثقة الناخبين الاسرائيليين». مطالبا بـ«ايقاف اللوم البيني سواء الفلسطيني ـ الفلسطيني او العربي ـ العربي والذي يراد منه ان يحرف الاتجاهات ويضلل عن العدو الحقيقي ويبراه ويزيد من انقسام وفرقة صفوفنا... والتوجه الى الاسرة الدولية للتدخل عاجلا لوقف هذا العدوان».

وفي الختام ألقى الرئيس بري كلمة أوضح فيها «ان القصد من اجتماعنا في هذا المكان والزمان هو ان نقف نحن البرلمانيين العرب على خط تماس الجغرافيا والتاريخ مع فلسطين ومع قضية فلسطين باعتبارها قضيتنا المركزية، وامام أعين سبعة مخيمات للاجئين من أشقائنا الأعزاء أبناء الشعب الفلسطيني التواقين الى العودة الى ديارهم لندلي بشهادة استثنائية من اجل فلسطين، ولنقدم اعترافنا في كنيسة فلسطين بما يتجاوز عبارات الادانة والاستنكار والشجب الى ما هو عملي وملموس ويخدم فلسطين وشعب فلسطين في هذه اللحظة التي نشهد فيها حرب فلسطين الثالثة». وأكد ان الحرب الاسرائيلية المفتوحة على غزة الآن «حرب مخططة عن سابق تصوّر وتصميم»، معتبرا أن الامر تماماً كما في الحرب الإسرائيلية على لبنان صيف عام 2006 مشددا على ان هذه الحرب هي نتيجة قرار رسمي إسرائيلي صاف مائة بالمائة، حيث لم يمض يوم واحد الا وقرع خلاله وزير الحرب الإسرائيلي باراك طبول الحرب على مختلف الجبهات... لاسترجاع ثقة الجمهور الإسرائيلي بالجيش وبشكل أساسي في قيادته العليا خاصة بعد الهزيمة في لبنان. وتساءل «ماذا يحرك العرب اكثر من ذلك؟» ورأى أن «هذه الحرب تتجاوز أهدافها إجراء انتخابات الكنيست في الصندوق الفلسطيني حيث ان قادة الاحزاب الاسرائيلية كلهم شركاء في اتخاذ قرار الحرب». وقال: «انها حرب «فلسطين الثالثة» لاستكمال (ترانسفير) عرب فلسطين وقد عُبّر عن ذلك مراراً واحباط اماني الشعب الفلسطيني وتحويل الحلم الفلسطيني في اقامة الدولة الى كابوس مثقل بالدماء».

وأضاف: «برأيي فإن هذه الحرب تتجاوز في اهدافها وأبعادها فلسطين الى لبنان وسورية والجوار الاقليمي اذا تمكنت اسرائيل من توفير الشروط الاقليمية والدولية لتوسيعها، وصولاً، وهذا هو الهدف الاساسي، الى القضاء على مشروع المقاومة وعلى مشروع الممانعة بعد ان سقط الجدار النفسي بين العرب وبين اسرائيل، في المنطقة ووضع العالم امام شرق اوسط جديد بالشروط الاسرائيلية». ولفت بري الى أن المؤتمر «معني بتوجيه عناية سلطة القرار العربي الى القيام بالتحركات والاتصالات العاجلة الضرورية من اجل إلزام اسرائيل بوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني عبر وقف شامل لاطلاق النار وليس مجرد الاعمال الحربية، مشيرا الى «ان الوصول الى هذا الامر يستدعي موقفاً عربياً موحداً على مستوى سلطة القرار العربي ممثلة بالقمة العربية». وتوجه إلى «الاشقاء الفلسطينيين وهنا ليسمحوا لي مرة اخرى للمرة الرابعة والعاشرة والعشرين من كانت اسرائيل عدوه فهي عدو كافٍ لا يمكن ان يستمر الوضع بهذا الشكل اجعلوا من وحدتكم في لبنان نموذجاً للوحدة في فلسطين وفي كل مكان».