«إف 16» تلقي بقنبلة زنة طن على منزل قائد كبير في حماس فتقتله و9 من أفراد أسرته

جيران الزهار يغادرون منازلهم بعد تحذيرهم إسرائيليا وحصيلة الضحايا تصل إلى 411 قتيلا

TT

أكدت حركة حماس مقتل احد ابرز قادتها الدكتور نزار ريان في مجزرة جديدة نفذها الجيش الإسرائيلي بعد أن قصفت طائراته منزل ريان في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الأمر الذي ادى الى مقتله مع زوجتين و7 من اطفاله ، وتدمير المنزل بالكامل بالإضافة إلى تدمير عدد من المنازل المجاورة بشكل جزئي. وذكر شهود عيان أن معظم القتلى من الأطفال، مشيرا الى أن طائرة اسرائيلية نفاثة من طراز «اف 16» القت قنبلة زنة طن على منزل ريان الذي كان يقوم بزيارة المنزل. ويعد ريان أول قائد بارز في حماس تتم تصفيته حتى الآن في هذه الحرب الجارية. وبتصفية ريان وافراد عائلته يرتفع عدد القتلى الذين سقطوا منذ ان شرعت اسرائيل في حملتها ضد حركة حماس الى 411 قتيلاً واكثر من 2011 جريحاً. وواصلت اسرائيل تنفيذ عمليات القصف في جميع انحاء القطاع لليوم السادس على التوالي. فقد قتل فجر امس ثلاثة فلسطينيين واصيب 60 اخرون، في قصف استهدف متنزه في مخيم الشابورة، المتاخم لمدينة رفح اقصى جنوب القطاع. وذكر شهود عيان أن القتلى والجرحى كانوا مدنيين فروا للمتنزه هربا تحسباً لامكانية تعرض منازلهم للقصف.

وأعلنت كتائب القسام عن مقتل احد عناصرها في اشتباك مع قوة اسرائيلية خاصة حاولت التوغل شرق مدينة غزة فجرا. ووسعت الكتائب دائرة استهداف البلدات الاسرائيلي، بعد أن قامت الليلة قبل الماضية بضرب مدن وبلدات بئر السبع وكريات غات وكريات ملاخي وأسدود وأوفيكيم وعسقلان بالإضافة إلى سديروت بثمانية صواريخ غراد و14 صاروخ قسام.

وكانت الطائرات الاسرائيلية قد دمرت فجر امس مقر المجلس التشريعي ووزارتي التربية والتعليم والعدل، وعدة منازل في مدينة غزة، وقصفت منزلي القياديين في حماس انس شبانة وتوفيق ابو الروس في مخيم النصيرات. وقصفت ايضا عددا من ورش الحدادة. وتوفي المسعفان ايهاب المدهون ومحمود ابو حصيرة متاثرين بالجراح التي اصيبا بها اول من امس بعد محاولتهما تقديم الاسعاف لعدد من المصابين جراء قصفهم من قبل المدفعية الإسرائيلية شرق مدينة غزة. وقصفت الطائرات الإسرائيلية ثلاث محلات للصرافة في مدينة غزة.

من ناحيته قال رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية ان الشعب الفلسطيني «سيخرج بسلام من وسط الدمار والقصف والقتل». وفي خطاب متلفز مسجل وجهه للشعب الفلسطيني الليلة قبل الماضية قال هنية «ان يتخلى البعض عنكم فان الله معكم قطعا ستنتصرون باذن الله والنصر قريب». واعتبر هنية أن ما يجري في غزة «هي حرب بلا اخلاق ولامباديء وتجاوزت كل الاعراف والشرائع السماوية.. انها حرب ابادة يتعرض لها الفلسطينييون في غزة تستخدم فيها كل انواع الاسلحة البرية والجوية والبحرية». وأضاف ان «مئات الاطنان من القنابل نزلت على غزة واطفالها ونسائها ومقوماتها، وهي حرب تستهدف كل شيء على الأرض والمساجد والجامعات». وأكد هنية ان الطفل الفلسطيني «سينتصر على الطائرة المحملة بالاف الاطنان من القذائف والدمار، وشعبنا سينتصر على الدبابات التي تنتظر الإذن لارتكاب المزيد من المجازر بحق الفلسطينيين». ودعا هنية إلى وقف العدوان فورا وفتح المعابر دون شرط، مؤكدا مطالب الشعب الفلسطيني الفكرية والسياسية والاجتماعية، مشيرا الى ان التناقض الرئيسي مع الاحتلال الاسرائيلي «وليس لدينا معركة مع احد من الشعب الفلسطيني او اي الدول العربية، ولا يمكن ان ننشغل بمعارك جانبية».

وثمن هنية الهبة العربية والشعبية لنصرة الفلسطينيين في قطاع غزة، وقال ان هذه «الامة حية وواقفة على اقدامها»، مضيفا ان هذه الهبات تؤكد على ان غزة ليست وحيدة. واضاف «نحن طالبنا بالحوار والمصالحة وان هذه الدماء اصبحت اكثر الحاحا لذلك، ونحن مع حوار دون شرط او قيد، داعيا الى الإفراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة، وقال «يجب التوقف عن بعض التصريحات التي لا تخدم الا الاحتلال». ونفى هنية الحديث الذي تم تداوله من ان هناك عشرين معتقلا من ابناء فتح قد استشهدوا في معتقلات الحكومة المقالة.

الى ذلك أكد عدد من سكان المنازل المجاورة لمنزل ابرز قاد حماس، الدكتور محمود الزهار أن الجيش الإسرائيلي وجه إليهم تحذيراً طالباً منهم سرعة مغادرة منازلهم، فيما تستعد الطائرات الإسرائيلية لقصف المنزل. وغادر بالفعل عدد من الجيران منازلهم تحسبا. وتعكس هذه التهديدات أن الجيش الإسرائيلي بدأ مسلسل تصفية قادة حماس بعد استهداف ريان.