مبتدع فكرة الدروع البشرية في حماس لمنع تدمير منازل المقاومين تقتله إسرائيل بهدم منزله

ريان جمع بين المرجعية السياسية والدور العسكري

صورة ارشيفية لنزار الريان بلباس عسكري خلال الاعتداءات الاسرائيلية في يوليو (تموز) 2007 (ا ف ب)
TT

باغتيال الدكتور نزار ريان بعد ظهر امس، اثر قصف طائرات اسرائيلية من طراز «اف 16» منزله في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، تفقد حركة حماس احد أهم وابرز قادتها. فالدكتور ريان هو مثال القائد الذي يجمع بين المكانة السياسية والدور العسكري. فقد كان ريان، 49 عاماً، الذي يعمل استاذ كرسي في علم الحديث في الجامعة الإسلامية بغزة، عضواً مهماً في القيادة السياسية للحركة، حيث كان أحد ممثلي منطقة شمال القطاع في قيادتها. وبصفته هذه لعب دوراً فاعلاً في الحوارات مع حركة «فتح» قبل سيطرة حماس العسكرية على مجمل القطاع عقب الحاق الهزيمة باجهزة امن السلطة وحركة فتح في 14 يونيو (حزيران) 2007. لكن ريان ارتبط بشكل خاص، وأكثر من أي شيء اخر بالتحريض على العمل العسكري، حيث كان يقضي وقته بالتجوال على مواقع كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس وبقية الفصائل الفلسطينية، وهو يرتدي البزة العسكرية ويحمل البندقية وقاذف الـ«ار بي جي». ويعتبر ريان المتزوج من اربعة نساء احداهن بريطانية الجنسية، أحد أكثر الشخصيات شعبية في صفوف اعضاء وانصار حركة حماس لأنه حسب رأي الكثيرين يمثل «القدوة الشخصية» في التضحية، حيث أن نجله الثاني إبراهيم الذي لم يكن قد تجاوز عمره 17 عاماً هو من نفذ أول عملية اقتحام لمستوطنة بعد اندلاع انتفاضة الاقصى، اذ تسلل الى مستوطنة «ايلي سيناي» التي كانت مقامة في شمال القطاع، فقتل وجرح ثمانية اسرائيليين، من بينهم جنود، واستمرت عملية الاقتحام خمس ساعات ولم يتمكن الجيش الاسرائيلي من تصفيته إلا بعد استدعاء عناصر وحدة «سييرت متكال»، التي تعتبر أكثر الوحدات القتالية نخبوية في الجيش.

كما أن نجله البكر أسامة يعاني من اعاقة في رجله بعد تعرضه لمحاولة اغتيال من قبل الطيران الإسرائيلي، كما قتل اثنان من اشقاء ريان في عمليات عسكرية. لكن أكبر مساهمة يحسبها الفلسطينيون بشتى انتماءاتهم لريان هو حقيقة أنه الرجل الذي ابتدع فكرة «الدروع البشرية» وقادتها لمنع الجيش الإسرائيلي من تدمير بيوت المقاومين الفلسطينيين بعد انذارهم بالاتصال عبر الهاتف.

ففي عام 2005 اخذت المخابرات الإسرائيلية تتصل بالكثير من المقاومين وتبلغهم ان عليهم اخلاء المنازل في غضون وقت محدد لأنه سيتم قصفها، وبالفعل نجحت اسرائيل في ذلك الوقت في تدمير 25 منزلاً، لكن ريان عندها جمع الرجال النساء والاطفال ووقف معهم فوق سطح كل منزل يتم تهديد صاحبه، الأمر الذي اجبر في النهاية الجيش الاسرائيلي على وقف هذا السلوك لمدة عامين. ومن المفارقات أن ريان يقتل بنفس الأسلوب الذي نجح في منعه في الماضي.