سعود الفيصل: لماذا نخدم مصلحة إسرائيل ونسحب المبادرة العربية؟

قال إن المغامرات أصبحت نكبة على العالم العربي والقيمة التي دفعها لبنان في 2006 لا تساوي ما سمي بالانتصار على الآلة العسكرية الإسرائيلية

TT

رد الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي على سؤال حول المطالبات بسحب المبادرة العربية للسلام قائلا: لماذا نخدم مصلحة إسرائيل في هذا الإطار ونسحب المبادرة إذا أرادت إسرائيل السلام الحقيقي، فالمبادرة موجودة أما إذا لم يكن ستكون المبادرة هي (اللقمة) التي لن تستطيع إسرائيل أن تبلعها كيف نلغيها بأنفسنا ونخدم مصلحة إسرائيل، المبادرة سلاح في أيدينا بالتعاون مع الدول الأخرى.

وأضاف قائلاً ردا على سؤال في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع عمرو موسى امين عام الجامعة العربية مساء اول من امس بعد اختتام اعمال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب «إذا سحبنا المبادرة ماذا نتوقع من إسرائيل، هل ستهزم إسرائيل لا أعتقد أن هذا سيغير من الأمر شيئا فنحن نسير في توجهنا في هذا الإطار بأن نقوم بجمع مجهوداتنا والمواقف العالمية معنا لنفرض على إسرائيل أن تغير موقفها». وأشار الامير سعود الفيصل حسب وكالة الانباء السعودية (واس) إلى أن إسرائيل لم تقم على الأرض إلا عن طريق حلفائها الذين مكنوها بالآلة العسكرية التي تملكها وتسيطر بها على الوجود الفلسطيني.

وأضاف أن العمل الذي نقوم به ليس عملا بسيطا ولا يجب أن يؤخذ من زاوية أننا عاجزون عن اتخاذ إجراءات فكل إنسان يستطيع أن يغضب ويحزن ولكن إذا لم يكن مستعدا الاستعداد الكامل لمواجهة التحديات التي تواجهه فإنني أعتقد أنه سيكون متهورا وفى هذا ضياع لمصالح الشعوب.

وأكد أن النجاح لا يأتي إلا بقيام القوة الحقيقية للعرب وهذه القوة لن تأتي إلا بالإنسان العربي قائلا «كلنا مسؤولون عن بناء الإنسان العربي القادر على مواجهة التحديات وعلى بناء الحضارة التي تستطيع مواجهة العالم بالقوة اللازمة أما إذا كنا غير مؤهلين فإنه من غير المطلوب ترديد الشعارات التي نسمعها كل وقت».

وحول النتائج التي خرج بها الاجتماع الطارئ قال الأمير سعود الفيصل إن قادتنا يقدرون المواقف جيدا وليسوا مغامرين ولن يدخلوا في معركة لم يحددوا أهم معالمها وهم سيكونون في الطليعة عندما يكون الوقت ملائما للتحرك تجاه مصالح شعوبهم. وأضاف أن كل هذه الأمور تحتاج إلى وقت ولكن يجب أن يبدأوا في العمل وهذا ما قرره القادة أنهم يريدون أن يعملوا بجدية ومصداقية وسيحاولون أن يبنوا الأسس حتى يقوم العمل على قواعد متينة تحمينا جميعا من المغامرات التي أصبحت نكبة على العالم العربي في الاستعجال في دخول معارك لم يستعد لها وأوصلتنا إلى ما أوصلتنا إليه من رعب ومن الخسائر التي أضعفت دولنا.

واوضح الأمير سعود الفيصل أن المجلس ناقش بشكل مستفيض الاعتداء الإسرائيلي الشرس الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة، مشيراً إلى أن المداولات التي شهدها الاجتماع الطارئ للوزراء العرب شهد قلقاً بالغاً وسخطاً شديداً على الاعتداء الإسرائيلي الذي تشنه على هذا الجزء العزيز على قلوبنا من الوطن العربي وما نجم عنه من سقوط مئات القتلى وأكثر من ألف جريح والذي ساهم في نشر الخراب والدمار وبث الرعب في قلوب المد1نيين الأبرياء. وأضاف أن المجلس اعتبر أن هذا الاعتداء الإسرائيلي يشكل اعتداء على جميع المواطنين الفلسطينيين وليس في قطاع غزة فقط ولا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال.

وبين انه من هذا المنطلق طالب المجلس بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد فورا لاستصدار قرار دولي لإيقاف القتال وحماية الشعب الفلسطيني ونشر مراقبين دوليين لضمان تنفيذ قرار وقف إطلاق النار.

وأعرب الأمير سعود الفيصل عن تفاؤله بأن العمل العربي المشترك يسير في الطريق الصحيح، وقال في هذا الإطار نطلب من الصحافة العربية أن تعترف بأن عمل الجامعة العربية أصبح مختلفا حيث أصبحت هناك جدية ومصداقية.

وأضاف في السابق كنا نبحث عن صديق أو حليف في الساحة الدولية وكان يصعب علينا أن نجده أما اليوم الكل يطلب ود الدول والجامعة العربية وهذا يأتي نتيجة جهد متواصل نقوم به وسوف نجد اليوم الذي تكون فيه كلمة العرب واحدة ونقوم بالجهد المطلوب منا ونفرح بدلا من أن نحزن.

وردا على سؤال حول ما تردد عام 2006 أثناء حرب تموز في لبنان وما قيل وقتها بأنها مغامرات غير محسوبة ثم نجح حزب الله في التصدي لإسرائيل ولماذا لا ندعم حماس في حربها ضد إسرائيل قال وزير الخارجية حتى إذا لم تستطع الآلة العسكرية أن تقضي على الميليشيات الموجودة في الأرض ولكنها دمرت البلد (لبنان) بكل منشآته والبنية التحتية فهل هذا خيار سليم هل هو الخيار الذي يبحث عنه المواطن في هذا البلد أو ذلك في العالم العربي؟ لا أعتقد ذلك القيمة التي دفعتها لبنان في حرب لبنان لا تساوي ما سمي بالانتصار على الآلة العسكرية الإسرائيلية صحيح أن إسرائيل لم تستطع أن تهزم حزب الله لأنه ليس جيشا عسكريا رسميا موجودا في مكان فهو يختبئ ويستعمل حرب العصابات لكن البلد كله دمر من أوله لآخره.

ودعا الامير سعود الفيصل الى اجتماع للمجلس الاعلى للدفاع عن الدول العربية لحماية مصالحها وقال ان المجلس لم يجتمع منذ فترة طويلة ولابد من بناء قواعد جوية وبحرية لحماية مصالح العرب، وقال الأمير سعود الفصيل اننا ندعو الى حشد الامكانيات الدفاعية الفاعلة خاصة العسكرية واوضح ان الدول العربية كلها اجمعت على ذلك خلال قمتي تونس والجزائر واليوم نحن نعمل بكل جدية ومصداقية لبناء دفاع حقيقى متكامل، وفي ذات السياق اوضح الامين العام للجامعة العربية ان تفعيل الفكرة جاء مع تزايد اعمال القرصنة واكد ان المجلس لا يتعارض اعماله مع مجلس الامن العربي. وقال وزير الخارجية رئيس الدورة الحالية لقد طال أمد عدم اجتماع هذا المجلس ومن المفروض أن يجتمع، مشيرا إلى أن هذا يندرج ضمن الإصلاحات الجارية في الجامعة العربية ولتطوير الجدية والشفافية في الجامعة العربية نتيجة لقرارات القمة الأخيرة.

وأضاف إنه عندما يلتئم مجلس الدفاع العربي المشترك سيكون هناك موقف متنام للتعاون العربي في هذا المجال وستكون هناك إمكانية لحشد الإمكانات العربية في هذا الإطار لتكون أكثر بروزا وأكثر فاعلية كأساس للسياسة العربية التي ترتكز ليس فقط على عناصر الاقتصاد والسياسة بل والعناصر العسكرية في الدفاع عن مصالحها الأساسية ومصالح شعوبها وأمنها واستقرارها.

واستطرد قائلا إن مجلس الدفاع الأعلى يجب أن يجتمع وهذا ما نسعى إليه الآن لأنه سيقوم بالكثير لحماية المصالح العربية وعندما يجتمع سوف يبني الأسس الكفيلة بحماية المصالح العربية والقيام بالدور المطلوب منه في القطاع العسكري.

وحول ما إذا كان عقد هذا الاجتماع يعني التلويح بالحرب قال الأمير سعود الفيصل إن هذا لا يتعلق بحالة الحرب ولكن مجلس الدفاع العربي لم يجتمع منذ سنين ولم يحددوا أين مكامن القوة والخطر في العالم العربي ولم يخططوا كيفية توحيد التدريبات العسكرية ولم يفكروا في العمل المشترك لبناء دفاع حقيقي متكامل في جميع القطاعات الجوية والبحرية أو توحيد التدريبات العسكرية.

وحول ملامح التحرك العملي خلال الفترة المقبلة اكد عمرو موسى أن المبادرة العربية مهمة ونستطيع من خلالها أن نصل إلى حل للنزاع العربي الاسرائيلي.

واستطرد الأمين العام للجامعة العربية قائلا إن هناك أشياء كثيرة يجب أن نتعامل معها فهناك فشل في عملية السلام، لكن في الوقت نفسه هناك رئيس جديد للولايات المتحدة يقول إنه جاء للتغيير فلنرى إذا كانت هناك إمكانية لذلك ويجب أن نفكر جيدا خاصة أننا لا نعيش وحدنا في هذا العالم ويجب أن نرسم سياستنا بحكمة وبتأني أخذين في الاعتبار التطورات القائمة حتى يكون القرار صحيحا .

وحول النتائج التي خرج بها الاجتماع الطارئ قال الأمين العام للجامعة العربية كلنا غير مكتفين بهذا ولكننا نفعل أقصى ما نستطيع ونتخذ خطوات معينة رغم أنه غير كاف.

وردا على سؤال عما اذا كان البيان الختامي لوزراء الخارجية العرب يعبر عن موقفنا كافيا ردا على ما يحدث فى غزة، اوضح عمرو موسى كلنا يقول ويقر بانه غير كلف ولكن هذا هو الممكن حاليا واتفق معه الامير سعود الفيصل عندما قال نحن لا نوازي بين الدم العربي الذي سال في فلسطين وبين كلمات وردت في البيان الختامي ونرى ان الاهم حاليا وقف نزيف الدم في غزة ووقف فوري للقتال وهذا ما ركزنا عليه. واضاف نحن كلنا غضب ونعلم ان الدماء الذكية لا يعوضها شيء والتعاون من اليوم فصاعدا بيننا سيمكننا من القدرة ورد الصاع صاعين وان نجابه العدوان بما يستحق من مجابهة.

وعلق موسى على دعوة ليبيا بسحب المبادرة العربية قائلا ان الكثير من المعطيات التي اعلنتها ليبيا بها معطيات منطقية وصحيحة وهو انه لم يحدث تقدم او تعامل مع المبادرة فما الفائدة ولكن من الضروري ان نعطي عددا من الشهور للادارة الاميركية الجديدة لنرى ماذا ستفعل.